الحمدلله خلق الخلق بقدرته،وسير الأمور بحكمته،وخضع كل شيء لعظمته،أحمده جل شأنه وأشكره جعل المرأة للرجل رفيقة دربه وشريكة حياته وستر عورته،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في ربوبيته ولا في إلهيته ولا في أسمائه وصفاته،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله اختاره الله وفضله على خليقته صلى الله عليه وعلى من سار على هديه وطريقته.أمابعد:
فاتقوا الله عباد الله تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة وعدكم بذلكم ربكم بقوله:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ()الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ()لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(يونس:62-64).
لماذا تضيق المرأة درعاً بالحياة الزوجية فترفع صوتها عالياً مطالبة بالطلاق..؟.
لماذا تكون المرأة على استعداد للتضحية بفلذات كبدها لتحصل على الطلاق..؟.
لماذا تعيش بعض البيوت في دوامة المشكلات الدائمة فلا تنتهي مشكلة حتى تبدأ أخرى..؟.لماذا يعاني بعض الأزواج من تنغيص زوجته الدائم..؟.
هل هو سوء الحظ..؟.أم أنه الحاجة لتعلم فن التعامل مع المرأة..؟.
معاشر المؤمنين أصغوا معي لعبارة قالها نبيُكم وحبيبُكم صلى الله عليه وسلم وتأملوها جيداً فهي في نظري مفتاحُ الحلِ أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَغُلَامٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ))(مسلم،الفضائل،ح(4287))،قال الإمام النووي في شرح الحديث"..وَمَعْنَاهُ الْأَمْر بِالرِّفْقِ بِهِنَّ...أَيْ اُرْفُقْ فِي سَوْقك بِالْقَوَارِيرِ.قَالَ الْعُلَمَاء:سُمِّيَ النِّسَاء قَوَارِير لِضَعْفِ عَزَائِمهنَّ تَشْبِيهًا بِقَارُورَةِ الزُّجَاج لِضَعْفِهَا,وَإِسْرَاع الِانْكِسَار إِلَيْهَا.وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمُرَادِ بِتَسْمِيَتِهِنَّ قَوَارِير عَلَى قَوْلَيْنِ ذَكَرَهُمَا الْقَاضِي وَغَيْره,أَصَحّهمَا ..أَنَّ أَنْجَشَة كَانَ حَسَن الصَّوْت,وَكَانَ يَحْدُو بِهِنَّ,وَيُنْشِد شَيْئًا مِنْ الْقَرِيض وَالرَّجَز,وَمَا فِيهِ تَشْبِيب,فَلَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَفْتِنَهُنَّ,وَيَقَع فِي قُلُوبهنَّ حِدَاؤُهُ,فَأَمَرَهُ بِالْكَفِّ عَنْ ذَلِكَ.وَمَنْ أَمْثَالِهِمْ الْمَشْهُورَة(الْغِنَا رُقْيَة الزِّنَا).قَالَ الْقَاضِي:هَذَا أَشْبَه بِمَقْصُودِهِ صلى الله عليه وسلم ,وَبِمُقْتَضَى اللَّفْظ. وَالْقَوْل الثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد بِهِ الرِّفْق فِي السَّيْر,لِأَنَّ الْإِبِل إِذَا سَمِعْت الْحُدَاء أَسْرَعَتْ فِي الْمَشْي وَاسْتَلَذَّتْهُ,فَأَزْعَجَتْ الرَّاكِب,وَأَتْعَبَتْهُ, فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ النِّسَاء يَضْعُفْنَ عِنْد شِدَّة الْحَرَكَة,وَيُخَافُ ضَرَرُهُنَّ وَسُقُوطُهُنَّ."انتبه أخي فإن المرأةَ رقيقةٌ كالقارورةِ الزجاجيةِ لا ينفع معها التعامل بغلظة وشدة كالتعامل مع الرجال؛خذ مثالاً من الواقع لو أن أمامك قارورةٌ زجاجيةٌ فضغطت عليها أو ضربتها بقوة ماذا يحدث..؟. بالتأكيد سوف تنكسر، وإذا انكسرت هل تحافظ على شفافيتها وصفائها ورونقها الذي كانت عليه أم تتحول إلى شظايا متناثرة حولك أينما ذهبت واقتربت منها جرحتك،وكذلك المرأة إّذا كسرتها تحولت لشظايا مؤذية،القارورة الرائعة الجميلة حتى تستمر في رونقها وجمالها تحتاج لعناية فائقة من مسحها باستمرار بقطعة قماش ناعمة حتى لا تنخدش،فإن تُرِكت بلا مسح تراكمت عليها الأوساخ وأفقدتها رونقها،وإذا مُسحت بقطعة قماش خشنة شرختها و أفقدتها روعتها،فتعالوا أحبتي نسأل أنفسنا بصدق ماذا فعلنا مع القوارير التي في بيوتنا..؟.
كم من الرجال يتراكم على زوجته يومياً من عناءِ الأولادِ والبيتِ الشيءَ الكثيرَ فلا يفكر في مسحةٍ واحدةٍ في اليوم من كلمةٍ حانيةٍ أو ضمةٍ دافئةٍ،قواريرنا في البيوت يعشن في سجن بين أربعة جدران ومنا من لا يفكر في أخذ زوجته في نزهة ولو لمرة في الأسبوع..!.نعم هي قد تخرج مع نساءٍ بيد أنها في حاجةٍ لأن تخرج مع من تعلق قلبها بحبه مع زوجها.الزوجة بحاجة لزوج يشاركها هموم الحياة وكم من الأزواج لا يجلس للحديث الخاص مع زوجته ولو لعشر دقائق في اليوم يستمع إليها،ثم هو يعتب عليها أن تَفِرَّ للهاتف للحديث مع الصديقات أو القريبات لساعات طويلة وقد تقع في النهاية في شباك أحد ذئاب البشر،وقد يقول زوج إني قد وفرت لزوجتي كل وسائل الترفيه والحياة السعيدة واحرص أن ألبي مطالبها بيد أني مهما فعلت تنظر إليَّ نظرةَ انتقاصٍ وعدم اقتناع بي..!.فأقول له أخي تنبه وعد لما أوردناه من أقوال العلماء في شرح الحديث من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رويدك أنجشة خشيةً على النساء من الفتنة إما بصوته وإما بكلماتِ الحُداء الذي كان يردده..
فانظر أخي هل أشعلت في بيتك نار الفتنة بأجهزة الغناء أو مجون القنوات..أخي الحبيب أنت مهما اعتنيت بمظهرك فلن تسامي شباب القنوات الذين تم اختيارهم وإعدادهم بعناية فائقة لفتنة النساء..أنت مهما حرصت على ألفاظك ورقتها فلن تكون مثلهم فأولئك خلفهم فريق من المختصين بالتشبيب بالنساء، فالمرأة ضعيفة قد تفتن بما ترى من جمال الصورة وعذوبة الكلمة فتحتقرك.فلا تضع أهلك ونساءك في موقد الفتنة ثم تقول لهم لاتحترقوا.واسمع أخي معي لقول ربك إذ يقول:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } (التحريم:6) .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى لله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلم أخي الزوج أن قيادةَ الأسرةِ بيدك وقد قلدك الله إياها،فكن قائداً ماهراً،واعلم أنك إن أردت الاستمتاع بمكان ذا طبيعةٍ خلابةٍ وهواءٍ عليلٍ لابد لك من القيادة في طرق جبلية وعرة صعبة،تحتاج منك أن لا تسير على وتيرة واحدة،بل تهدأ السرعة أحياناً لوجود منحدر،وأن تلتف أحياناً لوجود منعطف،وأن تسرع أحياناً لترقى جبل،فكن أخي كعهدي بك ماهراً في قيادتك الأسرية،كما أنت ماهرٌ في قيادتك للسيارة،راع ما تمر به المرأة من فترات تؤثر على مزاجها وتصرفاتها وقد تجعلها عصبية المزاج الوحام،وحالات الحمل والولادة وبلوغ سن اليأس ونحوها فالمرأة ليست كالرجل مستقرةَ الحالِ والنفسية فهي في تقلب دائم،ضع نصب عينيك دائماً وصية نبيك وحبيبك لك بقوله(اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ))(البخاري،أحاديث الأنبياء،ح(3084)).واعلم أن إكرامَ المرأةِ وحسنَ معاملتِها دلالةٌ على خيريتك وأن سوءَ معاملةِ النساءِ دلالةٌ على عكس ذلك قالها نبيك وقدوتك صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا))(الترمذي
نشرت فى 25 فبراير 2011
بواسطة admeral2010
ساحة النقاش