اقر هذه المقالة وقولوا ما ريكم هل السحر حقيقة او خيال

ما زلنا في بيان حقيقة السحر وأنه حقيقي وليس ضربا من ضروب الخيال كما يدعي بعضهم؛ لذا نضع بين أيديكم حقيقة السحر وبيانه من حيث اللغة والشرع، فالسحر في اللغة هو ما خفي ولطف سببه، ومنه سمي السحر لآخر الليل؛ لأن الأفعال التي فيه تكون خفية، وكذلك سمي السحور لما يؤكل في آخر الليل؛ لأنه يكون خفيا، فكل شيء خفي سببه يسمى سحرا، وأما في الشرع فإنه ينقسم إلى قسمين:

الأول: عقد ورقى، أي قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور، ولكن قال الله - تعالى -: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله.

الثاني: أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله فتجده ينصرف ويميل، وهو ما يسمى عندهم بالصرف والعطف، فيجعلون الإنسان يعطف على زوجته أو امرأة أخرى حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء، والصرف بالعكس من ذلك، فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئا فشيئا حتى يهلك، وفي تصوره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هي عليه وفي عقله، فربما يصل إلى الجنون والعياذ بالله، ومما عرفته أن إحدى الأمهات كانت تغار غيرة شديدة من زوجة ولدها بحيث إنها لا تطيقها بأي حال من الأحوال، وبسبب ضعف الإيمان في قلب هذه الأم وعدم الخوف من الله - تعالى - لجأت إلى أحد السحرة، وطلبت إليه أن يصنع لها سحرا لولدها لكي يصرفه عن زوجته، ولكن لأن هذا السحر لا يقع إلا بإذن الله - تعالى -: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، فقد وقع العكس تماما وانقلب السحر على الساحر فبدلا من أن يكره الزوج زوجته كره أمه وأصبح لا يطيق أن يرى وجهها، قال - تعالى -: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

والسحر قسمان:

شرك: وهو الذي يكون بواسطة الشياطين يعبدهم ويتقرب إليهم ليسلطهم على المسحور.

عدوان: وهو الذي يكون بواسطة الأدوية والعقاقير ونحوها.

وبهذا التقسيم نتوصل إلى مسألة مهمة، وهي:

- هل يكفر الساحر أو لا يكفر؟

اختلف في هذا أهل العلم فمنهم من قال إنه يكفر، ومنهم من قال إنه لا يكفر، ولكن التقسيم السابق الذي ذكرناه يتبين به حكم هذه المسألة، فمن كان سحره بواسطة الشياطين فإنه يكفر؛ لأنه لا يتأتى ذلك إلا بالشرك غالبا لقوله - تعالى -: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر.... إلى قوله: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق (البقرة/102)، ومن كان سحره بالأدوية والعقاقير ونحوها فلا يكفر ولكن يعد عاصيا معتديا، وأما قتل الساحر، فإن كان سحره كفرا قتل قتل ردة، إلا أن يتوب على القول بقبول توبته، وهو الصحيح، وإن كان سحره دون الكفر قتل قتل الصائل أي المعتدي، فيقتل لدفع أذاه وفساده في الأرض وعلى هذا يرجع في قتله إلى اجتهاد الحاكم، والظاهر أنه يقتل بكل حال، وذلك يعود لظاهر النصوص الواردة في الشرع، فالمهم أن السحر حقيقي يؤثر بلا شك في المسحور لكنه لا يؤثر بقلب الأعيان إلى أعيان أخرى؛ لأنه لا يقدر على ذلك إلا الله - تعالى -، وإنما يخيل إلى المسحور أن هذا الشيء انقلب، وهذا الشيء تحرك أو مشى، وما أشبه ذلك كما جرى لموسى - عليه السلام - مع سحرة آل فرعون؛ حيث كان يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى.

  • Currently 49/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 268 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2010 بواسطة adelshow

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

60,541