الموقع الرسمي للدكتور / عادل ابوعقيل

ان العولمة برزت للعلن كمصطلح مستمد من واقع يشغل بال الخبراء والمختصين بعد انهيار المعسكر الشرقي الذي كان يقوده الاتحاد السوفياتي سابقا ، وهناك مفاهيم عدة لهذا المصطلح فعالم الاجتماع ينظر له بمنظور معين وعالم الاقتصاد ينظر اليه بمنظور آخر ، وعالم السياسة ينظر اليه بمنظور ثالث مما يعني اختلاف المفاهيم .

فمفهوم العولمة ظهر بداية في مجال المال ، التجارة والاقتصاد أي سيادة العنصر الاقتصادي وتهميش الجانب الثقافي والسياسي ثم اتسع نطاق العولمة بعد ذلك حتى جرى الحديث عنها بوصفها نظاما أو نسقا ذا أبعاد تتجاوز دائرة الاقتصاد فهي الآن نظاما عالميا يشمل المال ، التسويق ، المادلات والاتصال ...الخ.

كما يشمل مجال السياسة ، الفكر والايديولوجيا فمعجم لوبستر نجده يعرف العولمة :( بأنها اكساب الشيء طابع العالمية وبخاصة جعل نطاق تطبيقه عالميا )1.

وهذا التعريف لا يعكس بصورة واضحة مدلول العولمة السائد الآن في عالمنا اليوم .

وهناك ممن عرف العولمة بأنها : ( نظام عالمي جديد يقوم على العقل الالكتروني والثورة المعلوماتية القائمة على المعلومات والابداع التقني غير المحدود ، دون اعتبار للأنظمةوالحضارات والثقافات والقيم والحدود الجغرافية والسياسية القائمة في العالم)2.

كما عرفت العولمة أيضا بأنها تعني :( اندماج العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة وانتقال الأموال والقوى العاملة ضمن اطار من رأسمالية  حرية الأسواق ، وتاليا خضوع العالم لقوى السوق العالمية مما يؤدي الى اختراق الحدود القومية والى الانحصار الكبير في سيادة الدولة )3.

في حين نجد برهان غليون يعتقد أن ظاهرة العولمة هذه تعتبر ظاهرة تطور طبيعي للحضارة منذ أقدم الحقب التاريخية حيث انتقلت تقنيات الثورة من العصر الحجري الى العصر الحديدي والزراعي ...وهكذا فبرهان غليون نجده يضع هذه الظاهرة ضمن سياقها التاريخي وهكذا نجد أن من الصعوبة بمكان الاتفاق على وضع تعريف دقيق وموحد للعولمة ، كما تقول نادية مصطفى الا أنه يمكن اعتبارها :( عملية تقودها القوى الفاعلة المؤثرة في النظام العالمي الجديد من أجل ترويج قيم وسلوكيات وسياسات ومفاهيم النموذج الغربي الرأسمالي ، الليبرالي بأبعاده السياسية : بمعنى قيم التحول الديمقراطي ، وقيم حقوق الانسان في المنظومة الغربية والاقتصادية ، بمعنى النتاج الاقتصادي لتطور الرأسمالية وتداول مفاهيم مثل عالمية الاستثمار وعالمية انتقال رؤوس الأموال وتحرير التجارة ونقل التكنولوجيا ...)4.

وهذه الأبعاد تعبر عن مضمون العولمة أو تجيب عن سؤوال ما الذي يتم عولمته ؟.

 

 

 

 

أما العولمة الاقتصادية فتعني التحول نحو اقتصاد السوق ومنع الدولة من التدخل في النشاطات الاقتصادية ورفع الحواجز والحدود أمام حركة المال وانتقاله من مفاهيم وآليات النظام الرأسمالي ، وتعتبر الشركات متعددة الجنسيات من أهم مؤسسات الرأسمال العالمي الى جانب المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنظمة العالمية للتجارة وهي في نفس الوقت تمثل آليات العولمة التي تمهد وتسمح بعولمة الاقتصاد العالمي .

adeloukil

لله الامر من قبل ومن بعد عادل ابوعقيل

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 441 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2010 بواسطة adeloukil

ساحة النقاش

عادل ابوعقيل

adeloukil
محلل اقتصادي خبير في الشؤون الاقتصادية الزراعية العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

9,879