مؤسسة المشاركة المجتمعية للتنمية (شارك)

أستمع لشعبك وارحل (عتاب)

2011/04/08 الساعة 21:38:05

عادل معزب

 " ارحل يا علي صالح.. قتلت بابا" قالتها وانفجرت باكية، فأبكت معها أغلب من استمع لصوتها الطفولي وهي تختنق بغصة مقتل والدها على يد قناصة نظام الرئيس صالح.. تلك هي الطفلة عتاب البالغة من العمر 5 سنوات، التي تحدثت بهذه الكلمات أمام مئات الآلاف في ساحة التغيير بصنعاء.أبكت الكثير منهم بل وعندما نشرتها الفضائيات أبكت الملايين في العالم لما أحسوا من شجون وآلم تأثرت به عتاب في فقد أبيها الذي يقبع في صنعاء منذ عامين وهو يبحث عن عمل يستطيع إقامة هذه الأسرة في محافظة اللواء الأخضر .

ولقد قتل الشهيد طه المنيعي مرتين مرة في مذبحة الكرامة في ساحة التغير بجامعة صنعاء على يد القناصة المحترفون من قبل السلطة والتي سقط معه أكثر من 56 شهيدا في يوم دامي غاصت به الشوارع بالدماء وذلك بعد صلاة ألجمعه بتاريخ 18 مارس 2011 التي هزت المجتمع اليمني وكل دول الجوار والعالم لهول هذه الجريمة بحق أولئك المعتصمين السلميين ،... فأي وحشية ارتكبت اكبر من تلك المأساة في حق اليمنيين أن يذبحوا في الميادين برصاص قناصة السلطة.

أما المرة الثانية التي قتل فيها الشهيد طه رحمة الله فهو ما كذب به الإعلام الرسمي باستشهاده في قناة سبأ يظهرون نساء يحلفن أنهن ذهبن إلى ساحة الجامعة وتلاقت مع عتاب وهى بجوار أبوها وتزيد من الإصرار والكذب على ذلك حتى كره الشعب هذه القناة رغم أن اسمها له تاريخ عند اليمنيين إلا أن القناة أصبحت تروج ما كان كاذبا وكم يتمنى الجميع أن تصدق ولو لمرة واحدة ، وكذلك عندما طهرت أعيد مقطع عتاب وهى تقول "ارحل يا على صالح قتلت بابا" وبكت وأبكت من سمعها وإذا بأحد الناطقين باسم الحزب الحاكم لا يهتز له وجدان ولم يكن منه إلا أن قال إن هذه مسرحية بالله عليكم كيف تؤمن هؤلاء على الشعب وعلى أبناءه عند هؤلاء الذين قست قلوبهم فهم لا يفقهون .

 لقد كان المشهد مؤثر لدرجة رهيبة، وكانت حشرجات الطفلة المكلومة على أبيها تقدم صورة بلغية لحجم الجريمة بحق هؤلاء الأبرياء دونما ذنب اقترفوه. وماذا عساه أن يقول صالح ونظامه لهذه الطفلة البريئة؟ كما لا أدري كيف لصالح الاستمراء في التمسك بالسلطة بعدما سفك الدماء على نحو إجرامي ليزهق أرواح ويحرم أطفالاً من بهجة الحياة ويحرمها من حنان الأبوة ما جعل الكثيرين يتصلون من داخل اليمن وخارجة لتقديم العروض لكفالتها تقديرا وحبا لدماء الشهداء ووفاء لها .

فلماذا فقدت الحكمة في الوقت التي كان اليمنيون ينتظرونها في مثل هذه اللحظات الحرجة ، من ينظر إلى وضعنا اليوم باليمن يقول بأن المخلوع حسنى مبارك كان حكيما ومحبا لوطنه رغم انه جلس 18 يوما وقد كان يظن الكثير انه لن يرحل ومع ذلك رحل وأعلن تنحية عن الحكم وكذلك بن على عندما قال فهمتكم ، فالي متى سيظل على صالح يعاند شعبه ما هذه المكافأة التي يقدمها لهذا الوطن استشهاد العشرات خلال الشهرين الماضيين في مجازر جعلت الحليم حيران ومع ذلك ضاعت الحكمة والفراسة وكل معاني حب الوطن مقابل التشبث بالكرسي مهما كلف الأثمان حتى ولو ارتكاب جرائم إبادة بحق أبناء الشعب ، فمن خلال مشاهدتنا لخطاباته اليومية وكأنه يريد جمهورية في السبعين له لتكون جملوكية خاصة يصرف عليهم المليارات توزع لمندوبيهم ومشايخهم ويعلم الله كم من أناس لم يجدوا ما وعدوا به في جمعتهم ما جعلهم ينفرون منهم ولا يستجيبون لندائهم مرة أخرى .

وما هذه الطفلة عتاب إلا واحدة من الأطفال الذين فقدوا آبائهم في ساحات التغيير في اليمن

ولقد كان صدى صرخة الطفلة عتاب المنيعي مدوياً في سماء العالم الافتراضي(الانترنت ) والحقيقي الإقليمي والدولي ، لتطلق عتاباً ممزوجاً بالحسرة والعار على أولئك الذين لا يزالون يفضلون الصمت، ولم يكلفوا أنفسهم تقليد عتاب على الأقل ويصرخون في أذن صالح: ارحل واستمع لشعبك يكفى عتاب وعناد لتخسر ما تبقى لك من ود مع الأشقاء والأصدقاء وقبل هذا كله المفروض أن تبادر وتستجيب لشعبك الذي خرج اليوم بالملايين يناديك "ارحل".

المصدر: التغييرنت
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 104 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2011 بواسطة adelmozab

ساحة النقاش

مدونة الدكتور / عادل معزب

adelmozab
موقع متخصص فى الحكم الرشيد ومكافحة الفساد فى اليمن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

9,057