مؤسسة المشاركة المجتمعية للتنمية (شارك)

الشباب صناع ثورة التغيير

2011/04/01 الساعة 17:01:36

عادل معزب

 أن ثورة الشباب نحو التغيير الأفضل للشعوب العربية تعد من أهم الإحداث التي برزت في العقد الواحد والعشرين لما تجنيه من ثمار كبيرة في التحول نحو الحكم الرشيد القائم على التعددية السياسية والمشاركة المجتمعية

 أو ما يعرف في العصر الحديث الحكمانية (good governance ) هذا الحكم الجيد الذي تتطلع إليه الشعوب العربية قاطبة ، بعد حكم الاستبداد والقمع والطوارئ التي غاشته عدة عقود مضت .

ويبدو أن اختيار الأنبياء والرسل لفئة الشباب كان على أساس حكمة ربانية لما يكمن فيهم من الطاقة البشرية والقابلية والاندفاع نحو تحقيق الشيء المراد تحقيقه بدون كلل أو ملل ومثال على ذلك ما أحدثته ثورة الشباب من تحولات جذرية في المنطقة العربية ، فقد بدأت في تونس الحرة والتي حقق فيها الشباب نصرا مبينا على أعتي نظام قمعي في الوطن العربي ، ثم تلتها نجاح ثورة 25يناير في جمهورية مصر العربية التي كانت مثالا لعنفوان وصلابة ورجولة الشباب في مواجهة الآلات القمع والاستبداد التي استخدمت جميع الوسائل التي كانت تراهن عليها لبقاء حسنى مبارك في الحكم ، لكن إرادة الله ثم إرادة الشباب التواقة نحو التغيير كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير ، فمن كان يصدق أن زعيم العرب حسنى مبارك يسقط ويتنحى أمام هؤلاء الشباب الثائر الذين ضحوا بدائهم من اجل مصر.

وهاهم شباب ثورة التغيير في اليمن يسجلون أروع المواقف الحضارية في التحول الديمقراطي لليمن نحو الحكم الرشيد دولة المؤسسات والقانون التي تقوم على الشفافية والمشاركة وتعمل على مكافحة الفساد بكل صورة وأشكاله ، فما أحدثته ثورة شباب اليمنى من كسب لكل الأوراق التي كان يراهن عليها النظام يعتبر دليلا كبيرا على مدى النجاح التي تتسارع وتيرتها يوما بعد يوم وبطريقة سلمية ، فبعد أن كسبوا تأييد القبيلة والجيش والدبلوماسيين من سفراء وغيرهم وكذلك النقابات في شتى أنواعها في اليمن حتى وصلت إلى صهر الرئيس وكذلك عديله وهى الآن قاب قوسين أو أدنى من أن تحقق هذه الثورة أهدافها التي انطلقت من اجلها وهو إسقاط النظام .

فقد هزت ثورة الشباب كراسي الحكام والملوك في كل مكان مطالبة بالتغيير فترى الرؤساء يخرجون على شعوبهم تارة يزيدون المرتبات وينفقون عليهم الأموال بإغداق كبير حتى لا تتوسع مطالبهم ، وتارة يقوم الحاكم بصرف الأموال مقابل شراء مؤيدين له حتى يظهر أمام الإعلام ويقول انه لا زال لدية يؤيده وهو يشعر بقلق كبير من طوفان الشباب الذي يتوسع يوما بعد يوما متيقنا انه لا يمكن الوقوف أكثر من أيام أمام هذا الشباب الحضاري الذين اثبتوا للعالم إنهم عند مستوى المسئولية و استطاعوا أن يجعلوا القبيلة تترك سلاحها في بيوتها وتحضر إلى ميادين التغيير بطريقة سلمية ويدعونهم لمواجهة رصاص السلطة والبلاطجة بصدورهم العارية حتى يثبتوا للعالم عدالة مطالبهم .

كما يتصدى هؤلاء الأبطال للحرب الإعلامية والنفسية التي تواجههم من قبل المؤسسات الإعلامية للسلطات باتهامهم بشتى التهم ، وكأنما المطالب بالحقوق الظروف الحياتية الكريمة جريمة يعاقب على القانون وتسيطر بالحديد والنار وتقوم بإعلان حالة الطوارئ حتى يتسنى لها ارتكاب المجازر بحق المواطنين ليكون بمثابة فزاعة تخوف به الآخرين ولكن هيهات هيهات فقد ولى عهد الظلم والذل فاليمانيون بما يملكون من أصالة وحكمة يمانية شهد لها رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم تكفى لتثبت للعالم أجمع وحدتهم على مواجهة الظلم والاستبداد والفساد الذي انتشر في قطاعات واسعة من الدولة ، ومع تزايد الاستقالات يوما بعد يوم إلا أن الإعلام الرسمي يظلل الحقائق ولا يقف موقف المحايد بل ويجب عليه أن يكون مهنيا وفى خدمة الشعب لأنه في الأول والأخير ملكا له ، وقد أستغرب الكثيرون من إعلاميين يعلنون انضمامهم لثورة الشباب ثم ما يلبثون إلا ساعة من نهار حتى يتراجع وكان هناك من يقوده ولا يستطيع التحكم في قراراته الشخصية ما جعلهم يطبلون ليل نهار في نشر الإشاعات والأكاذيب في محاولة بائسة لإيقاف عجلة ثورة التغيير التي تمضي قدما وبسرعة فائقة وحضارية يشاركها الرجال والنساء والأطفال ورجال السياسة والفكر والأدب والفن والطب والجيش والقبيلة متسعة لأطياف الشعب اليمنى من المهرة إلى صعده ومن صنعاء إلى عدن مارا بكل المحافظات التي تتزايد فيها ساحات التغيير يوميا لتوصل رسالة مفادها "ارحل "

وما ذلك السيل الجرار الذي خرج في مدينة أب " اللواء الأخضر " من شباب التغيير في مسيرة مليونية جابت شوارع المدينة لدليل على تزايد المعتصمين والمؤيدين للتغيير ناهيك على باقي ساحات التغيير في الجمهورية.

فهل أن لسيادة الرئيس صالح أن يحترم إرادة الشباب وثورتهم السلمية ويرحل ليكون مطمئنا أنهم هم الأيادي الأمينة والقادرة على إدارة دفة البلاد ، الم يكن كافيا هذه الفترة للاختبار وهم في ميادين الساحات يسطرون أروع المحبة والإخوة والتلاحم بين اليمنيين ، أشعرتهم ثورتهم مدى حب هذه الوحدة اليمنية في قلوبهم وواقعهم فلا يوجد بينهم تمييز ولا عنصرية ولا طائفيه كلهم يعيدون للأذهان ما قاله الشاعر " شعب يمن واحد " مرددين نشيد الوطن صباح مساء رافعين العلم فخرا وعزة بانتمائهم لهذا الوطن الحبيب ،

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2011 بواسطة adelmozab

ساحة النقاش

مدونة الدكتور / عادل معزب

adelmozab
موقع متخصص فى الحكم الرشيد ومكافحة الفساد فى اليمن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

9,075