الحكمانية الجيدة و ثورة شباب التغيير
2011/03/28 الساعة 16:57:18عادل معزب
تعتبر الحكمانية الجيدة أو ما يقصد بها الحكم الرشيد اليوم أمراً في غاية الأهمية التي تنادي بها ثورة شباب التغيير في شتى ساحات الجمهورية اليمنية من أجلها ، لما ينطوي عليه ذلك من تكامل الأدوار من خلال المشاركة المجتمعية والتشارك لإعادة رسم الأدوار وفق الكفاءات والقدرات الشبابية المتعلمة وفق العمل المؤسسي الذي يعمل على تحقيق التنمية المجتمعية ذات الكفاية والفعالية والاستجابة للمواطنين وطموحاتهم ، وفق ما تركز عليه الحكمانية الجيدة من مميزات تعكس الشفافية والمساءلة والتشارك في تحمل المسئولية والمشاركة في رسم السياسات العامة وتعزيز دولة القانون واللامركزية لتقريب صنع القرار من المواطنين
والدولة المدنية المنشودة في اليمن هي التي تقوم على توسيع قدرات البشر وخياراتهم وفرصهم وحرياتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وفق الآليات التي تضمن الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين في المشاركة والتعددية السياسية في ظل مناخ يسوده حكم القانون واستقلالية القضاء والانتقال نحو توسيع اللامركزية وتعزيز ودعم التنمية البشرية والتخفيف من الفقر ومكافحة الفساد في ظل الشفافية والمشاركة والحوار واعتماد منظومة الإدارة والحكم الرشيد كأحد الاستراتجيات الناجحة في بناء اليمن الحديث.
ولا يمكن تحقيق ما ينشده اليمانيون اليوم بدون إدارة الحكم الجيدة ، ولا يمكن أن يكون الحكم جيداً، ما لم يؤدى إلى استدامة التنمية البشرية التي تدنت خلال السنوات الماضية إلى أدنى درجاتها وفق تقارير التنمية البشرية العالمية و مراكز الأبحاث والدراسات الدولية بسبب فشل السلطة في بناء عمل مؤسسي بسبب عدم التفعيل الجاد لكل الإصلاحات السابقة وكانت بمثابة حبر على ورق فهيئة مكافحة الفساد لم تقوم بتقدم اى مسئول رفيع المستوى إلى نيابة الأموال العامة ولو لمرة واحدة مما جعل الثقة تفتقد عند اليمنيين في ضرورة المطالبة السلمية برحيل النظام الذي أخفق في تحقيق ما يريده الشعب .
وقد أيقن شباب التغيير ومعهم كل اليمانيون أن المضي على تأسيس دولة يمنية مدنيه هي المخرج لكل المشكلات التي تعانيها اليمن منذ عقود، ما جعل ثورة الشباب بكل مؤيديها في اليمن يطالبون بإيجاد دولة مدنيه يتمتع اليمنيون بالحرية الأمنية والسياسية وتعمل على تخليص المجتمع من قهر الجوع والمرض والجهل والفقر والخوف ، ومن مظاهر الحط من الكرامة الإنسانية ، والتحلي بمحتوى منظومة حقوق الإنسان عبر صيانة الحريات والمشاركة الشعبية والمؤسسات العاملة بالشفافية ، كون الحكم الجيد هو بنية مؤسسية تقوم على تضافر قطاعات الدولة (النيابي – الحكومي – القضائي ) مع المجتمع المدني والقطاع الخاص من اجل خلق الالتزام العام بمضامين الحرية وحقوق الإنسان ومبادئ الإدارة العامة الرشيدة الأخذة بآليات الشفافية والإفصاح والمساءلة.
ولذك يستطيع اليمانيون اليوم بما يملكون من قدرات وكفاءات وشباب حضاريين أثبتوا للعالم أن اليمن هي الحضارة والأصالة من خلال ما أثبتته الأيام الماضية من جدية الشباب في إيجاد الدولة المدنية الحديثة ما جعلهم يكسبون جميع الأوراق التي راهن عليها النظام ،فقد أنظم الكثير من رجال القبيلة والجيش والدبلوماسيين وكذلك المواقف المحلية والدولية كون مطالب الشباب الشرعية وبالطريقة السلمية هي طريق التنمية الحقيقة لليمن في شتى المجالات وفق الحكمانية الجيدة .
ساحة النقاش