س1: فيم كان يقضي الصبي أيامه في القاهرة ؟
أقام في القاهرة أسبوعين أو أكثر من أسبوعين، لا يعرف من أمره إلا إنه ترك الريف وانتقل إلى العاصمة ليطيل فيها المقام طالبا للعلم مختلفا إلى مجالس الدرس في الأزهر،
س2:صف أحد الأطوار الثلاثة التي يتخيلها ((وصف الطريق إلى البيت))
إلا أنه يقضي يومه في أحد هذه الأطوار الثلاثة التي يتخيلها ولا يحققها فهو يسكن بيتا يسلك إليه طريقا غريبة أيضا، ينحرف إليها نحو اليمين إذا عاد من الأزهر، فيدخل من باب يفتح أثناء النهار ويغلق في الليل، وتفتح في وسطه فجوة ضيقة بعد أن تصلى العشاء فإذا تجاوز هذا الباب أحس عن يمينه حرا خفيفا يبلغ صفحة وجهه اليمنى، ودخانا خفيفا يداعب خياشيمه، وأحس من شماله صوتا غريبا يبلغ سمعه ويثير في نفسه شيئا من العجب0
س3: بين ما الصوت وما الحر الخفيف
وقد ظل أياما يسمع هذا الصوت إذا الصوت عاد من الأزهر مصبحا وإذا عاد منه ممسيا، يسمعه وينكره ويستحي أن يسأل عنه، ثم فهم من بعض الحديث أنه قرقرة الشيشة يدخنها بعض تجار الحي ويهيأ صاحب القهوة التي كان ينبعث منها ذلك الحر الخفيف وذلك الدخان الرقيق0
س4: ما وصف باقي الطريق بعد القهوة
فإذا مضى أمامه خطوات وجاوز ذلك المكان الرطب المسقوف الذي لم تكن تستقر فيه القدم لكثرة ما كان يصب فيه صاحب القهوة من الماء، خرج إلى طريق مكشوفة، ولكنها ضيقة قذرة تنبعث منها روائح غريبة معقدة لا يكاد صاحبها يحققها، تنبعث هادئة بغيضة في أول النهار وحين يقبل الليل، وتنبعث شديدة عنيفة حين يتقدم النهار ويشتد حر الشمس0
س5: لماذا لم تكن تستقيم له الطريق
وكان صاحبنا يمضي أمامه في هذه الطريق الضيقة، وقلما كانت تستقيم له هذه الطريق 0 وما أكثر ما كان صاحبه ينحرف به ذات اليمين أو ذات الشمال ليجنبه عقبة قائمة هنا أو هناك فكان يسعى حينئذ مستعرضا قد أدار وجهه نحو هذا البناء عن يمين أو ذاك البناء عن شمال، حتى إذا جاوز هذه العقبة استقبل الطريق كما بدأها ساعيا أمامه في خطى رفيقة قلقة،
س6: بين ما الذي يأخذ انفه أذنه
تأخذ أنفه تلك الروائح المنكرة، وتأخذ أذنيه أصوات مختلطة مصطخية تنحدر من عل وتصعد من أسفل، وتنبعث من يمين وتنبعث من شمال وتلقى كلها في الجو، :أنما كانت تنعقد فتؤلف من فوق رأس الصبي سحابا رقيقا ولكنه كتراكم قد غشى بعضه بعضا0وكانت هذه الأصوات مختلفة أشد الاختلاف: أصوات النساء يخصمن، وأصوات الرجال يتنادون في عنف ويتحدثون في رفق، وأصوات الأثقال تحط وتعتل، وصوت السقاء يتغنى ببيع الماء وصوت الحوذي يزجر حماره أو بغله أو فرسه، وصوت العربة تئز عجلاتها أزا، وربما شق هذا السحاب من الأصوات نهيق حمار أو صهيل فرس وكان صاحبنا يمضي بين هذا كله مشرد النفس قد غفل أو كاد يغفل عن كل أمره0
س7:بين قذارة السلم والبيت الذي يسكنه
حتى إذا بلغ من هذه الطريق مكانا بعينه سمع أحاديث مختلطة تأتيه من باب قد فتح عن شماله، فعرف أنه سينحرف بعد خطوة أو خطوتين إلى الشمال ليصعد في السلم الذي سينتهي به إلى حيث يقيم0 وكان هذا السلم متوسطا ليس بشديد السعة ولا بشديد الضيق، قد اتخذ درجه من الحجر، ولكن كثر التصعيد فيه والهبوط منه ولم يتعهد بالغسل ولا بالتنظيف، فتراكم عليه تراب كثيف ثم انعقد ولزم بعضه بعضا حتى استخفى الحجر استخفاء وخيل إلى المصعد فيه والهابط منه أنه إنما يتخذ سلما من الطين0ومع أن الصبي كان كلفا بإحصاء الدرج كلما صعد في سلم أو هبط منه، فقد أقام ما شاء الله له أن يقيم في ذلك المكان، وصعد في ذلك السلم وهبط منه ما شاء الله له أن يصعد أو يهبط، لم يخطر له قط أن يحصى درج هذا السلم، وإنما علم بعد أن اتخذه مرتين أو مرات أنه إذا صعد منه درجات فلا بد من أن ينحرف قليلا نحو الشمال ليمضي في التصعيد تاركا عن يمينه فجوة لم يلجها قط ولكنه كان يعلم أنها كانت تؤدي إلى الطبقة الأولى من ذلك البناء الذي أقام فيه أعواما طوالا0
س8: من الذي يسكن في تلك الطبقة الأولى
كان يترك عن يمينه مدخل تلك الطبقة من الطبقات التي لم يكن يسكنها طلاب العلم إنما كان يسكنها أخلاط من العمال والباعة ويمضي مصعدا حتى يبلغ الطبقة الثانية فلا يكاد يبلغها حتى
س9: ما الذي تجده نفسه حين يستقر في سكنه
تجد نفسه المكدودة شيئا من الراحة يأتيه من هذا الهواء الطلق الذي كان يبيح له التنفس بعد أن كاد يختنق في ذلك السلم القذر وتأتيه من صوت تلك الببغاء التي كانت تصوت في غير انقطاع
س10: بين وجهة نظر الكاتب في الببغاء وحالها
كأنما تشهد الناس جميعا على ظلم صاحبه الفارسي الذي سجنها في ذلك القفص البغيض ليبيعها غدا أو بعد غد لرجل آخر يسجنها في قفص بغيض حتى إذا تخفف منها وقبض ثمنها نقدا اشترى بدلها خليفة تقوم في ذلك السجن مقامها وتدعو فيه دعاءها وتنتظر فيه مثل ما كانت تنتظر معها دعاؤها الحزين الذي يبتهج الناس به من مكان إلى مكان0كان صاحبنا إذا بلغ أعلى السلم استقبل الهواء الطلق بوجهه، ودعاه صوت الببغاء إلى أن ينحرف نحو اليمين فيفعل ويمضي في طريق ضيقة،
س11: بم يتصف الرجلان الفارسيان
فيمر أمام بيتين يسكنهما رجلان من فارس: أحدهما لا يزال شابا، والآخر قد تقدمت به السن 0 في أحدهما شراسة وغلظة وانقباض عن الناس وفي الآخر دعة ورقة وتبسيط للناس ثم يبلغ الصبي بيته فيدخل إلى غرفتة هي أشبه
بالدهيلز، قد تجمعت فيها المرافق المادية للبيت،
وهي تنتهي به إلى غرفة أخرى واسعة غير مستقيمة قد تجمعت فيها المرافق العقلية للبيت 0 وهي على ذلك غرفة النوم، وغرفة الطعام وغرفة الحديث، وغرفة السمر، وغرفة القراءة والدرس0 فيها الكتب وفيها أدوات الشاي، وفيها بعض رقائق الطعام 0
س12: بين كيف كان مجلس الصبي في الحجرة
وكان مجلس الصبي من هذه الغرفة معروفا محدودا كمجلسه من كل غرفة سكنها واختلف إليها 0 كان مجلسه عن شماله إذا دخل الغرفة يمضي خطوة أو خطوتين فيجد حصيرا قد بسط على الأرض ألقى عليه بساط قديم ولكنه قيم 0 هنالك يجلس أثناء النهار وهنالك ينام أثناء الليل تلقى له وسادة يضع عليها رأسه ولحاف يلتف فيه
س13: بم وصف الصبي مجلس أخيه الأزهري ((قارن))
وكان يحاذى مجلسه من الغرفة مجلس أخيه الشيخ وهو ألقى عليه بساط لا بأس به، ثم ألقى على البساط فراش آخر من اللبد ثم ألقى من فوق هذا الفراش حشية طويلة عريضة من القطن ، ثم بسطت من فوقها ملاءة على هذه الحشية كان يجلس الفتى الشيخ ويجلس معه أصفياؤة0 ولم يكونوا يسندون ظهورهم إلى الحائط كما كان يفعل الصبي ، وإنما كانوا يسندونها إلى وسائد قد رصت على الحشية رصا ، فإذا كان الليل استحال هذا المجلس سريرا ينام عليه الفتى الشيخ0
ساحة النقاش