عادل عبد القادر

نشرالاهتمام باللغة العربية وتبسيط النحو وتبني المواهب

                                                   

<!--<!--((2))

 

ذاكــــــــرة الصبـــــي

 

 

س1: فيم كانت تتمثل دنيا الصبي ؟

 

كان مطمئنا إلى أن الدنيا تنتهي عن يمينه بهذه القناة التي لم يكن بينه وبينها إلا خطوات معدودة000 ولم لا وهو لم يكن يرى عرض هذه القناة،

 

 

س2:ما الذي لم يكن يقدره الصبي؟

 

ولم يكن يقدر أن هذا العرض ضئيل بحيث يستطيع الشاب النشيط أن يثب من إحدى الحافتين فيبلغ الأخرى 0 ولم يكن يقدر أن حياة الناس والحيوان والنبات تتصل من وراء هذه القناة على نحو ما هي من دونها0 ولم يكن يقدر أن الرجل يستطيع أن يعبر هذه القناة ممتلئة دون أن يبلغ الماء إبطيه0 ولم يكن يقدر أن الماء ينقطع من حين إلى حين عن هذه القناة، فإذا هي حفرة مستطيلة يعبث فيها الصبيان، ويبحثون في أرضها الرخوة عما تخلف من صغار السمك فمات لانقطاع الماء عنه لم يكن يقدر هذا كله،

 

س3:كان الصبي لديه يقين راسخ بين ذلك؟

 

وإنما كان يعلم يقينا لا يخالطه الظن، أن هذه القناة عالم آخر مستقل عن العالم الذي كان يعيش فيه، تعمره كائنات غريبة مختلفة لا تكاد تحصى: منها التماسيح التي تزدرد الناس ازدرادا، ومنها المسحورون الذين يعيشون تحت الماء بياض النهار وسواد الليل، حتى إذا أشرقت الشمس أو غربت طفوا يتنسمون الهواء، وهم حين يطفون خطر على الأطفال وفتنة للرجال والنساء 0 ومنها هذه الأسماك الطوال العراض التي لا تكاد تظفر بطفل حتى تزدرده ازدرادا، والتي قد يتاح لبعض الأطفال أن يظفروا في بطونها بخاتم الملك،

 

س4: كيف يرى الصبي خاتم الملك وما أمنيته ؟

 

ذلك الخاتم الذي لا يكاد الإنسان يديره في إصبعه حتى يسعى إليه دون لمح البصر خادمان من الجن يقضيان له ما يشاء، ذلك الخاتم الذي كان يتختمه سليمان فيسخر له الجن والريح وما شاء من قوى الطبيعة وما كان أحب إليه أن يهبط في القناة لعل سمكة من هذه الأسماك تزدرده فيظفر في بطنها بهذا الخاتم فقد كانت حاجته إليه شديدة000 ألم يكن يطمع على أقل تقدير في أن يحمله أحد هذين الخادمين إلى ما وراء هذه القناة ليرى بعض ما هناك من الأعاجيب ولكنه كان يخشى كثيرا من الأهوال قبل أن يصل إلى هذه السمكة المباركة0

 

س5:ما الأهوال والمخاطر التي يتوقعها الصبي على الجانب الآخر للقناة ؟

 

 على أنه لم يكن يستطيع أن يبلغ من شاطئ هذه القناة مسافة بعيدة فقد كان هذا الشاطئ محفوفا عن يمينه وعن شماله بالخطر0

1-فأما عن يمينه فقد كان هناك العدويون وهم قوم من الصعيد يقيمون في دار لهم كبيرة يقوم على بابها دائما كلبان عظيمان لا ينقطع نباحهما ولا تنقطع أحاديث الناس عنهما ولا ينجو المار منهما إلا بعد عناء ومشقة

2-وأما عن شماله فقد كانت هناك خيام يقيم فيها "سعيد الأعرابي"الذي كان الناس يتحدثون بشره ومكره وحرصه على سفك الدماء وامرأته " كوابيس" التي كانت قد اتخذت في أنفها حلقة من الذهب كبيرة والتي تختلف إلى الدار وتقبل صاحبنا من حين إلى حين فيؤذيه خزامها ويروعه وكان أخوف الأشياء إليه أن يتقدم عن يمينه فيتعرض لكلبي العدويين أو يتقدم عن شماله فيتعرض لشر "سعيد" وامرأته" كوابيس"0

 

س6: ما الغرابة في ذاكرة الأطفال ؟

 

على أنه كان يجد في هذه الدنيا الضيقة القصيرة المحدودة من كل ناحية ضروبا من اللهو والعبث تملأ نهاره كله ولكن ذاكرة الأطفال غريبة، أو قل إن ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة

<!--فهي تتمثل بعض هذه الحوادث واضحا جليا كأن لم يمض بينها وبينه من الوقت شئ

<!-- ثم يمحي منها بعضها الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد0

 

س7: تتضارب الخواطر تجاه القناة والسياج لدى الصبي وضح ذلك ؟

 

<!--يذكر صاحبنا السياج والمزرعة التي كانت تنبسط من ورائه والقناة التي كانت تنتهي إليها الدنيا" وسعيدا" و" كوابس" وكلاب العدويين ولكنه يحاول أن يتذكر مصير هذا كله فلا يظفر من ذلك بشيء

<!--وكأنه قد نام ذات ليلة ثم أفاق من نومه فلم ير سياجا ولا وزرعة ولا سعيدا ولا كوابس

<!--وإنما رأى مكان السياج والمزرعة بيوتا قائمة وشوارع منظمة تنحدر كلها من جسر القناة ممتدة امتدادا قصيرا من الشمال إلى الجنوب وهو يذكر كثيرا من الذين كانوا يسكنون هذه البيوت رجالا ونساء ومن الأطفال الذين كانوا يعبثون في هذه الشوارع 0

 

س8: تتحول الأهوال والخيالات المخيفة إلى الشجاعة والسعادة بين ذلك؟

 

<!--وهو يذكر أنه كان يستطيع أن يتقدم يمينا وشمالا على شاطئ القناة دون أن يخشى كلاب العدويين أو مكر سعيد وامرأته0

<!--وهو يذكر أنه كان يقضي ساعات من نهاره على شاطئ سعيدا مبتهجا بما سمع من نغمات" حسن" الشاعر يتغنى بشعره في أبي زيد وخليفة ودياب حين يرفع الماء بشادوفه ليسقي به زرعه على الشاطئ الآخر للقناة

<!--وهو يذكر أنه استطاع غير مرة أن يعبر هذه القناة على كتف أحد إخوته دون أن يحتاج إلى خاتم الملك وأنه ذهب غير مرة إلى حيث كانت تقوم وراء القناة شجرات من التوت فأكل من توتها ثمرات لذيذة

<!--وهو يذكر أنه تقدم غير مرة عن يمينه على شاطئ القناة حتى وصل إلى حديقة المعلم وأكل فيها غير مرة تفاحا وقطف له فيها غير مرة نعناع وريحان ولكنه عاجز أن يتذكر كيف استحالت الحال وتغير وجه الأرض من طوره الأول إلى هذا الطور الجديد  

<!--<!--

المصدر: كتاب الوزارة معدل ( س * ج )
adelabdelkader

مع صدق النية لنفعكم [ عادل عبد القادر ]

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 690 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2011 بواسطة adelabdelkader

ساحة النقاش

عادل عبد القادر

adelabdelkader
معلم خبير (لغة عربية ) مدرسة (إمبابة الثانوية الرسمية لغات) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

344,236