الطير المهاجر
وصرخت فجأة من غير ميعاد
محتجا على عبث الحياة ولحظة ميلادي
أحلام العمر تذوب في بحر الظلام
وأشرب كأس الاسى على مر الأيام
بحثت عن أمنية في كل الدروب
فأستوقفتني هواجس الألام أتأمل السماء عند الغروب
أعد الاشواق المبعثرة على صفحات الامنيات
أريدها أن تصحو من هذا السبات
الذي ان طال قد يلغي الوجود
ويحدث شرخا على جدار الامد والصمود
فيا أيها الطير المهاجر لاتعود
وأحكي لمن تصادف موت الأماني والورود
وأكسر وأنت راحل صور اليأس على المرايا
وأصرخ مودعا مدن الشجون باكيا ملأ الحنايا
أعزف على نائي لحن حزين
وأمحي من ذاكرتي شقاء السنين
ولا تحاول يوما أن تعاود الحنين
وتذكر عواصف الاحزان والصراخ والأنين
وأن الحياة هنا مظلمة وأنك أمامها ضعيف
تتلاعب بنا كالرياح حينما تعبث بأوراق الخريف
يا أيها الطير المهاجر أهبط على اي بستان
وأنهي مهزلة العمر هذه وأقطف زهرة الامان
وأرحل بها بعيد خلف حدود الزمان
وأزرع بها مجدا خاويا من الأحزان
وابني بها وطنا وجاه وسلطان
وأكتب بها أشعار الفرح والحنان
ها قد ظهر شعاع الامل من جديد
وأضاءأرضا لم ترى الفجر منذ زمن بعيد
أبعد الغبار عن هيكل الحياة اليائسة
وأمسح الدمع المتدفق من العيون البائسة
أنسج من تقلبات الأقدار للأ طفال دواء
ليعلموا أن كل انسان لايحقق مايشاء
وأن بعد ساعات النور ساعات مظلمة سوداء
وأن بعد ابتسامات الافراح صراخ حزن وبكاء
يا أيها الطير المهاجر قل لمن يسأل عن الأخبار
بأنها تائهه بين أمواج الليل تتحكم بها الاقدار
قل لمن يسأل عمن سكن القبور
بأنهم تحت يد المولى العزيز الغفور
فهو من يملك كل هذا الكون الفسيح
ومن كتب احداثه ويتحكم به وهو مستريح
ومالنا سوى الأستسلام له بالتوحيد
وأن نرفع ايدينا ندعو ونستغفر الحميد
ماذا تريد مني الحياة كل ليل وصباح
تقف في وجهي تملأني بالأسى والجراح
أنير في عتمة أيامي شمعة و مصباح
لأرسم ابتسامة كاذبة أستلهم منها الأفراح
تساعدني على نسيان المشقة والعذاب
وتصور مستقبل مشرق وصافي وجذاب
أيمن سيف الدين حسن صالح
عدد زيارات الموقع
6,163
ساحة النقاش