قصيده للعملاق عبد الهادي القادود
في حضنِ مكة قد صحوتُ وراعني
سـوطُ الجهالـةِ يجهـدُ الأجـدادَ
لا زال يكوينـا الغـبـاءُ بـنـارِه
ويصـفِّـدُ الأفــراحَ والأعـيـادَ
والمسلمون علـى أكـفِّ ضلالـهِ
يتـبـادلـونَ الــــودَّ والأولادَ
يحـدو لـهـم فـيـرددون وراءَه
آيـات كـفـرٍ تقـلـع الأكـبـادَ
يـا عـزّةَ الأيَّـامِ أيـن بـلادَنـا
والغاصبـونَ يطـاردونَ جـهـادا
والنَّذلُ يسكرُ فـي تـرابِ رسولِنـا
ويكـمِّـمُ الـقـرآنَ والـــروّادَ
ويقودُنـا نحـو الهجيـرِ بمكـرِه
ويهـجِّـرُ الشُّـرفـاءَ والآســادَ
بات النبـيُّ مطـارداً فـي شرقِنـا
ويدمـرونَ علـى خطـاه بــلادا
والدَّهـرُ يلطمُنـا بشسـعِ نعالِـهِ
ويعـفِّـرُ الأيـــامَ والآمـــادَ
حلـمُ الزُّنـاةِ غـدا يقـودُ بلادَنـا
ويحيـلُ قامـات الزَّمـانِ رمـادا
" لا يسلم الشّرف الرفيع من الأذى "
إلا نصيـر علـى يديـه زنــادا
فالثـورةُ الحمـراءُ يفتـحُ بابَهـا
ثـأرٌ تمطّـرُ وجنتـيـه ِعـنـادا
لا زلت أشربُ من حيـاضِ أحبتـي
نـورَ اليقيـنِ ..ونخـوةً .. وودادا
ما زال يصهلُ فـي يسـاري ثائـرٌ
ما انفـك يمنحُـه اليميـنُ جـوادا
والغاصبون علـى تخـومِ مدائنـي
نهبوا البيـوتَ وحطَّمـوا الأمجـادَ
بات الصَّليبُ يقصُّ زهـرَ رسالتـي
ويعيثُ فـي خيـرِ الكـلامِ فسـادا
والصُّبحُ أغلقَ مقلتيـهِ ولـم يعـدْ
حـبُّ الدِّيـارِ علـى ثـراه مـدادا
حطَّ المساءُ على سماءِ حضارتـي
قد صبَّ في عيـنِ النَّهـارِ سـوادا
واصفرَّ عودُ النَّصرِ خلفَ خنادقـي
يشكو طقـوسَ الغـدرِ والأوغـادَ
بات الرجيمُ دليـلَ قـومٍ طأطـاوا
وتفـاخـروا بغبائِـهـم إنـشـادا
عـذراً رسـول الله إنَّــا أمّــةٌ
بـالَ الزَّمـانُ بثغرِهـا أحقـادا .<!-- / message --><!-- sig -->
ساحة النقاش