بسم الله وصلى اللهم على نبينا محمد وآله

فما سميت ملكة النحل بهذا الإسم هباءاإنما عن جدارة واستحقاق سميت به لما تحتفى به فى وسط مجتمعها من الإكرام والحفاوة وليس لملك من ملوك الأرض ما لملكة النحل من الإحترام والتقدير والطاعة فى طائفة نحل العسل

فالملكة تتميز فى كل شئ

فى الشكل الظاهرى حيث تعتبر أكبر أفراد الطائفة حجما ووزناوطولا

وتفوق الشغالات والذكور قوة بحيث أنها تتحمل 7 أيام فى ظاهرة التكور دون غذاء وتتكور الشغالات بشدة حيث تقبض الشغالات بقوة الفكوك على أعضاء الملكة وتمنعها من التحرك بغرض قتلها وبالرغم من هذا تتحمل هذه الفترة الطويلة وقد رأيت هذا بنفسى شخصيا ومن الأسباب التى أظنها العامل الرئيسى لهذه الظاهرة توهان النحل بحيث يدخل خلايا ليست خلاياه الأصلية ويحدث هذا عند الترحيل إلى مراعى جيدة

وكذالك تتميز عن أفراد الطائفة باختلاف نوعية الغذاء حيث تتغذى على الغذاء الملكى

وتتميز أيضا بقصر دورة الحياة حتى خروج العذراء حيث تبلغ 16 يوما

ويزيد عمر الملكة وقد تصل إلى 3 سنوات بعد التلقيح عن الشغالات التى لا تتعدى 6 أشهر على أغلب الأحيان

وتعتبر أشد أفراد الطائفة تحمل للظروف الغير مواتية حيث وجد أن آخر أفراد الطائفة هلاكا هى الملكة حيث وجدت فى بعض الطوائف عند بعض المربين المهملين الملكة تدور على البراويز وحدها وليس معها شغالة واحدة وقد هلك جميع أفراد الطائفة من الجوع والمرض

وتتميز كذالك بالتفرد حيث كل طائفة تحوى ملكة واحدة فقط ويشذ عن هذا وجود ملكتين أحيانا لعلة الإحلال أو كصفة وراثية لبعض السلالات الأسترالية

وللملكة أب وأم حيث أنها تنتج من بيضة مخصبة وهذا بعكس الذكور التى ليس لها أب حيث أنها تنمو بنظرية التوالد البكري من بيض غير مخصب

وتشارك الملكة بنصف الصفات الإنتاجية والصفات الظاهرية لشغالات الطائفة حيث تنتج الشغالات من بيض مخصب ناتج من التقاء الحيوان المنوى مع البويضة

وتعتبر الملكة محور الإرتكاز والنشاط فى الطائفة بحيث إذا فقدت الملكة لأحد الأسباب التى سيلى ذكرها يتوقف النحل عن التغذية حيث يصبح شرس الطبع ويتوقف كذالك عن الرعى وجمع الغذاء وعند فحص الخلية يرفرف بالأجنحة محدثا طنينا ويتوقف على جدران الخلية والبراويز

ووظيفة الملكة فى الخلية هى وضع البيض وإستقرار حالة الطائفة بحيث أن الملكة وإن كانت مازالت عذراء لم تلقح ولم تتمكن من وضع البيض بعد فإن الشغالات تستمر فى النشاط والرعى

وتضع الملكة بما يعادل ضعف وزنها بيض يوميا فى مواسم النشاط حيث قد تصل إلى مايزيد على 2000 بيضة يوميا وتتحكم الملكة فى تعداد الطائفه من الشغالات والذكور بعلاقة طردية مع المرعى والأحوال الجوية

وتكون الملكة فى كامل قوتها فى عامها الإنتاجى الأول والثانى وتكون فى العام الثانى أكثر ثباتا وإنتاجا ولكن يعيب العام الثانى فى قوة المراعى تميل إلى التطريد الطبيعى إذا إزدحمت الطائفة ولم تقسم

وتلقح العذراء بعد الفقس بفترة لا تزيد عن 20 يوما كحد أقصى والغالب من اليوم السابع إلى الثالث عشر على حسب الأحوال الجوية كعامل محدد لنجاح التلقيح وتمكن العذراء من الخروج لرحلة التلقيح

ومن أهم العوامل المحدة لنجاح الملكة أيضا حجم العذراء بعد الفقس وقبلها حجم البيت الذى خرجت منه وقبله وفرة الغذاء الملكى التى حصلت عليه فى الطور اليرقى

وتصاب الملكة بعديد من الأمراض التى لا ينجو منها كائن حى أذكرها على سبيل الحصر ويأتى تفصيلها فى قسم الأمراض إن شاء الله

فتصاب الملكة فى الطور اليرقى ببكتريا التعفن بنوعيه ولا يتمكن منها المرض فى الغالب إلا بعد تقصير الشغالات فى تدفئة البيت الملكى حيث أنه فى حالة إصابة الطائفة بأمراض التعفن تصبح إحتمالية إصابة يرقات الملكات داخل البيوت الملكية نادرة لما تتمتع به من قوة مناعة ناتجة من كونها لا تتغذى غير الغذاء الملكى

وتصاب فى طور الحشرة الكاملة بالطفيليات مثل الفاروا وقمل النحل وبعض أنواع الفيروسات التى تسبب شلل الأعضاء لذالك يجب فحص أعضاء العذراء قبل التلقيح للتأكد من سلامة أعضائها

وتصاب الملكات الملقحة بأمراض إلتهابات كيس البيض والمبايض

وأما عن أسباب فقد الملكة

فقد تفقد أثناء رحلة التلقيح كأن يلتهمها طائر آكل للنحل مثل الوروار

أو أثناء الفحص فتسقط على الأرض دون علم المربى نتيجة ثقل البطن بالبيض أو تقتل أثناء ضم البراويز بعد الفحص أو بظاهرة التكور أو بالتطريد أو بأحد الأمراض السابق ذكرها

وكما أقول دوما الملكة ذراع المربى الأيمن فكلما كان للملكة صفات إنتاجية وسلوكية جيدة تمتع المربى بإنتاج مربح وراحة فى العمل ومصاريف إقتصادية أما إن كان العكس فمثلة كالذى يدور بالرحى وليس بالرحى حبوب تطحن

وأود راجيا من الأخوة القراء المساهمة بالنقاش البناء كتذكيرى بشئ نسيته أو تعديل خطأ كتبته بذا تعم الفائدة بيننا وبينكم

والله الموفق اللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأقوال لا يهدى لأحسنها إلا أنت