نظرة على بيض النعام
الدكتور/عاطف أبوزيد
استاذ أمراض الدواجن
معهد بحوث صحة الحيوان- جمهورية مصر العربية
هاتف رقم/0123606518
Email:[email protected]
النعـام فـي اللغــة
النعامة: "طائر كبير لا يطير له رقبة جرداء طويلة ورجلان عاريتان طويلتان". وتطلق كذلك على "الصخرة الناشزة في الركية" لعلاقة المشابهة الشكلية الضعيفة. وغرض الاستعارة هو التسمية التصويرية. ويطلق لفظ النعامة أيضا على "الظلمة" للمشابهة في اللون الأسود، وهي مشابهه واضحة، ( قارن الظليم: ذكر النعام اشتق لفظه من الظلام)، وغرض الاستعارة قد يكون المبالغة أو التسمية التشبيهية.هذا ويسمى أبناء النعام " رئال" والمفرد رأله.
ويقال له أيضا الأسك لافتقاده إلى الأذنين. ويسمى الصغير بعد الفقس وعليه زغب خفيف "بالحسكل" وبعد سقوط الزغب منه وظهور الريش "بالحفان" وهناك من يسمى كتكوت النعامة" كنعوم".
أما الذكر فيسمى"الظليم والصمل والامسك والمصلوم". والأنثى منه تسمى "نعامة" وتجمع على نعامات وتسمى "أم البيض وأم الثلاثين وتسمى قلوص" كما يقال ذلك للناقة.
الصوره توضح الفرق فى لون الريش بين أنثى النعام ( اليمين) وذكره( شمال )
وتغنى شعراؤهم بالظليم "ذكر النعام" لأنه طائر وسيم وله صوت طنان به هسهسه غريبة ويستخدم جناحية في استعراضه المتموج.
ويضرب العرب الأمثال كثيرا بالنعامة فيقولون (ركب جناحي نعامة) لمن همّ في طلب شي بشده، ويقولون( أحمق من نعامة)، (اجبن من نعامة)، (أروى من نعامة) (وفلان له كرش نعامة). وكذلك تقول العرب ( مثل النعامة لا طير ولا جمل) لمن لم يحكم له بخير ولا شر.
قال الشاعر:
أسد عليَ وفي الحروب نعامة : وربداء يجفل من صغير الصافر
صوره لأنواع النعام والايمو والراى
إنتــاج بيــض النعـام
وضع البيض:
والنعام طائر اجتماعي يعيش في مجموعات كبيره، ومع الدخول في موسم التزاوج ينفرد كل ذكر بثلاثة أو أربعة إناث يقمن بوضع البيض فى الأعشاش(حفر عش سطحي ) التى يعدها الذكور بعمل حفره غير عميقة على الرمل بعد تحديد المكان وإختيارة وذلك بجلوس الذكر لشق التراب وحفر العش بأرجلة لإخراج التراب للخلف.
لذا يجب أن تحتوى الملاعب على أحواض من رمال البحر الناعمة كي تستطيع النعامة البياضة تكوين العش بعمق 20–30 سم ( تدحو النعامة الرمال برجلها لتبيض فيه ) ثم تبدا في وضع البيض على شكل حضن يتكون من 6–8 بيضات بمعدل بيضة كل 48 ساعه. ثم تقوم نحو ثلاث إلى خمس إناث بوضع البيض في العش.
وبعد اكتمال 20 – 30 بيضة في العش الواحد تبدأ حضانة البيض حيث تتولى كبرى الإناث الحضانة نهارا بينما يتولاها الذكر ليلا، ويتم الفقس بعد اكتمال سته أسابيع وتتولى المجموعة بأكملها مسؤولية الأشراف على الصغار وعندما يشتد عودها تتجمع الصغار لعده مجموعات لتعيش سويا وغالبا ما تكون هنالك حضنتان في الموسوم الواحد.
بيض النعام(الدحية) في اللغة:
الدحيـة:
في اللغة العربية بمعنى البيضة، و في المعاجم اللغوية: الدحية هي بيضة النعام، ودحا الشيء – دحوا: بسطة ووسعة. يقال: دحا الله الأرض أى بسطها و(الأدحوة): موضع بيض النعام وتفريخة والجمع: أداحى (الأدحية):الأدحوة ويقال للنعامة: بنت أدحية.
وقد وردت في القران الكريم مرة واحدة في وصف خلق الأرض في قولة سبحانه وتعالى " والأرض بعد ذلك دحاها" سورة النازعات الآية 30 وتفسير ذلك أن الله بسطها وكانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو ( تفسير الجلالين ) بمعنى أن الأرض بيضاوية مثل بيضة النعام، وسبحان الله الذي وصفها بأنها مثل بيضة النعام ولم يقل أنها بيضاوية، وبالتالي تكون مثل أي بيضة للطيور.
ولعلك تسأل وما وجه الإعجاز في ذلك ؟
أجيبك وأقول كما ورد في الموسوعة البريطانية أن الكوكب الأكبر الخامس من المجموعة الشمسية، الأرض شبه كروية مفلطحة عند القطبين Oblate Spheroid إذ أن الأرض ذات انبعاج قليل عند خط الاستواء، أى تنتفخ بصورة بطيئة جداً عند خط الاستواء وتتسطح في منطقة القطبين نتيجة تأثير قوه الطرد المركزية الناتجة بفعل دورانها حول نفسها، فطول شعاع الأرض عند خط الاستواء يساوي 6378 كم وشعاعها بين القطبين يساوي 6357 كم، والفارق الضئيل بين شعاعي الأرض 21 كم.
ثم ذكرت أن القوة الطاردة المركزية لدوران الأرض تجعل الكوكب منتفخاً عند خط الاستواء، وبسبب هذا يصبح شكل الأرض شبه كروية مفلطحة، وتظهر أكثر تسطحاً عند القطبين منه عند خط الاستواء. وهذا يجعلها تأخذ شكلا بيضاويا تقريبا، أشبه ما يكون ببيضة النعام.
وبالرغم من ذلك تبدو الأرض ممدودة مبسوطة للسائر عليها وذلك بفعل جاذبيتها، نظرا لأن الأرض كروية أشبه ما تكون بالبيضاوية فان الليل والنهار موجودان في آن واحد، النصف المواجة للشمس نهارا والآخر ليلا.
ولم يشاهد الإنسان الأرض في شكلها الكروي وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق العلماء الروس القمر الاصطناعي الأول "سبوتنيك" عام 1957م، حيث استطاعوا الحصول على صور كاملة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير المرتبطة بالقمر الاصطناعي.
وسبحان الله الذي أخبرنا عن هذا في قرآنة الكريم منذ أكثر من 1400عام، وحتى الآن بجهلنا نكرر ونعلم أولادنا ان الأرض للآسف 000كرويه!
الصفات العامة لبيض النعام
1–الشكل:
أما بالنسبة لشكل بيض النعام فعادة ما يكون متماثل الطرفين تقريبا، وبيض النعام كروي الشكل مع تفلطح قليل فيه. أى أقرب ما يكون إلى الدائري. بمعنى عدم وضوح النهاية الطرفية المدببة المميزة كما هو الحال في بيض الدجاج.
2– اللـون:
يميل لون القشرة للأبيض الضارب إلى البني (بيج، كريمي اللون) أو الأبيض العاجي.
3– الحجـم:
يصل طول بيضة النعام 14–23 سم والعرض 11–15 سم بمتوسط طول
15 – 19 سم وعرض من 12–14 سم.
الشكل يوضح الفرق بين حجم بيضة النعام( يمين) وبيضة الدجاج (يسار)
4– الـوزن:
يتراوح ما بين 750 جم –2000جم بمتوسط 1500جم وهذا الوزن شديد التغير والتفاوت وبذلك يكون بيض النعام هو اكبر بيض الطيور المعاصرة حاليا حجما ووزنا.
ويرجع الإختلاف في الوزن إلى:
حجم الأم، مرحله النضج، الوقت في الموسم، كذلك التغذية، إذا كانت البيضة في بدايه سلسله أم لا بالإضافه إلى مجموعة من العوامل الأخرى.
وبالرغم من هذا الوزن الهائل لبيضة النعامة فتعتبر على النقيض من ذلك أصغر بيضة بمقارنة وزن البيضة لوزن الطائر حيث يمثل وزن البيضة حوالى1– 1.5 % من وزن الجسم البالغ للطيور.
ومن البديع ان نذكر ههنا ان هذه البيضة تساوي حوالي 24 بيضة دجاج.
وللعلم فأن أصغر بيض الطيور حجما هو بيض طائر الطنان الذي يستوطن كوبا.
5– القشرة وسمكها:
تتكون القشرة أساسا من كوبونات كالسيوم ويصل سمكها من 1.5 –4 مم بمتوسط ثلاثة ملليمترات ،أى بسمك 10أضعاف سمك قشرة بيضة الدجاج ، بمعنى ان القشرة سميكة قاسيه.
ويزداد السمك بزيادة حجم البيض ومدى توافر عنصر الكالسيوم اللازم لتكوينها والسطح الداخلي للقشرة يلتصق به غشائي القشرة.
6– القـوة:
فبيضة النعامة أقوى بيضة فى عالم اليوم ولها قوة السيراميك فهى تحتاج الى منشار أو مطرقة لكسرها، حتى إنة يمكن لرجل وزنة 127 كيلو جرام أن يقف فوفق بيضة النعامة دون أن يكسرها، نكرر رجل فوق بيضة النعامة ولا تنكسر ومنقار كتكوت نعام عمره أقل من يوم ولم يخرج للحياة بعد ويكسرها وسبحان الله على بديع خلفة، وبعد ذلك يدعى الإنسان أنة الأقوى لا والله بل أضعف من نعامة ولم لا وأذكرك بالثانية التى سبق إستطرادها فى هذا الكتاب من أن النعامة تستطيع شق بطن إنسان وتكسر ساقة بركلة واحدة.
7– الثغـور:
وتحتوى القشرة فى سطحها على العديد من الثغور ومسامها كبيره الذي يصل عددها في المتوسط إلى 15 ثغرا / سم2 وعلى حسب عدد الثغور الموجودة يتحدد مدى مساميتها ومدى قدرتها على التبادل الغازي.
8– الملمس:
بيض النعام أملس مثل السيراميك.
9– تركيب البيضة ومكوناتها:
قشره البيضة وأغشيه القشرة يمثلان 20 – 25%، وباقي محتوياتها75 – 80% (50–60% بياض، 20–30% صفار) وهذه الصفات السابقة بديهي أن نعلم أنها تتفاوت تبعا لنوع السلالة وتتوقف على عمر الأمهات البياضه.وبالنسبة للمحتويات الداخلية للبيض، فإنها تشبه إلى حد كبير محتويات بيض الدجاج.
وفيما يخص قشره بيض النعام فكما هو الحال فى قشره بيض الدجاج فكلاهما يقوم بالوظائف التاليه:
1- حماية الجنين والمحتويات الداخلية من المؤثرات الخارجية.
2- تسمح بعمليه التبادل الغازي وخروج بخار الماء.
3- تمنع اختراق البكتيريا إلى داخل البيضة.
4- توفر القشرة مصدرا للكالسيوم اللازم للجنين أثناء المرحله المتأخرة من النمو.
جدول يوضح خصائص بيض النعام مقارنة ببيض أنواع أخرى من الطيور
|
الخصائص |
النعام |
الدجاج |
السمان |
|
1- وزن البيضة (جم) |
1522 |
57 |
10 |
|
2- وزن البياض (جم) |
904 |
32.5 |
5.6 |
|
3- نسبة البياض إلى وزن البيضة |
59.4% |
57.1% |
65.1 |
|
4- وزن الصفار (جم) |
318 |
17.7 |
3.3 |
|
5- نسبة الصفار إلى وزن البيضة |
21% |
31.1% |
32.6 |
|
6- وزن القشرة إلى وزن البيضة |
297 |
4.9 |
1 |
|
7- نسبة القشرة على وزن البيضة |
19.6% |
8.6% |
9.9% |
|
8- سمك القشرة (مللم) |
3.10 |
0.31 |
0.19 |
|
9- دليل شكل البيضة |
28.8 |
73.3 |
78.3 |
عمليه التفريخ(الفقس):
كما أسلفنا أن مدة التحضين لبيض النعام تتراوح ما بين 40–44 يوما أى بمتوسط 42 يوم (39 يوم في المحضن و3 أيام في المفقس).
شكل يوضح فقس بيضة النعام وخروج الجنين من البيضة
وفي اليوم 39 يتم نقل البيض إلى قسم الفقس بوضعه في درج مخصوص لكتاكيت النعام الفاقسة. وقد يستغرق خروج الكتكوت من البيضة 5 أيام خصوصا إذا علمنا ان سمك القشرة يصل إلى 3–4 ملليمتر.
وعندما يشاهد الجنين وقد شق كيس الهواء يرجى الإنتظار لمده 12 ساعه حتي ينقر الجنين قشرة البيضة بنفسه وهذا هو الطبيعى.
ولئن سألتني كيف لجنبن نعام عمره أقل من 42 يوم وكتكوت نعام عمرة أقل من يوم ولم يولد بعد ويستطيع نقر قشرة بيضة النعام التى سبق القول عن صلابتها وسمكها أنها لا يمكن كسرها إلا بمطرقة ولها قوة السيراميك ؟
أجيبك وأقول: سبحان من أودع فى خلقه من بدائع صنعه ما ييسر لة حياتة من غير دخل من ولا منك، فقد وجد العلماء أن جنين النعام يستطيع نقر البيضة خلال الفقس وذلك لتسلح منقاره خلال هذة المرحلة بالذات بغطاء قرني يساعده على نقر البيضة فى هذا العمر وسبحان الله على بديع خلقه.
المراجع:
هذا المقال منقول حرفيا من بعض صفحات كتاب نظرة على النعام لمؤلفة الدكتور / عاطف أبوزيد الطبعة الأولى2008 / رقم الإيداع بدار الكتب القومية: 7073/2006ولا يجوز نقل أو نسخ أي جزء منة إلا بأذن من المؤلف.
ساحة النقاش