جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الاقصر (مصر) (ا ف ب) - كشف فريق اثري خلال قيامه بترميم مسجد وضريح الامام ابو الحجاج الاقصري المشيد فوق الفناء المفتوح لرمسيس الثاني في معبد الاقصر جنوب مصر اثار كنيسة قبطية ونقوشا نادرة يبرىء بعضها الملك رمسيس الثاني من تهمة سرقة تماثيل اسلافه.
وقال مدير اثار مصر العليا محمد عاصم للصحافيين خلال زيارة خاصة للاثر ان فريق المجلس الاعلى للاثار الذي كان يعمل على اصلاح وترميم جدران المسجد والضريح بسبب نشوب حريق فيهما قبل اربعة اشهر كشف عن نقوش وخصوصا مشهد تنصيب المسلتين امام معبد الاقصر اللتين اقامهما رمسيس الثاني" الفرعون الشهير واحد ملوك الدولة الحديثة (1304 الى 1237 قبل الميلاد).
والشيخ ابو الحجاج الاقصري الذي توفي في العام 1244 ميلادية هو شيخ صوفي دخل مصر في العهد الايوبي قادما من المغرب.
وكان اعلن في وقت سابق عن العثور على نقوش اثناء تنظيف فريق الترميم الجدران من الاسمنت والملاط الابيض الذي يغطيها وعلى اعمدة واعتاب فوقها تكمل فناء رمسيس الثاني الواقع الى الشمال الشرقي من المعبد ولكن مع مواصلة عملية التنظيف عثر على اثار كنيسة رومانية اقيم المسجد فوقها.
وقل محمد عاصم انه "عثر في داخل الكنيسة على محراب او ما يسمى +مشرقية الكنيسة+ نحت داخل احد اعمدة فناء رمسيس الثاني الى جانب عمودين يعودان للعصر الروماني يحملان تيجانا نقشت بالاسلوب الكورنثي الاسلوب الفني الاشهر في العصر الروماني".
ومن جهته قال مدير عام اثار مدينة الاقصر منصور البريك ان "الكنيسة تعود الى القرن الخامس او بدايات القرن السادس الميلادي".
وتابع "كان هناك بقايا كنيسة ثانية ضمن المعبد ازيلت في عام 1954 للحفاظ على المعبد وحمايته وخصوصا ان الكنيسة كانت قد تهدمت ولا يتم استخدامها".
ولم تكتمل قراءة نقوش الجزء الشرقي من فناء رمسيس في اي يوم من الايام ومع الكشف الجديد يؤمل ان تصبح قراءة كل النصوص التي تركها رمسيس في هذا المعبد ممكنة خصوصا وان "النقوش التي عثر عليها على الجدار الشرقي للمعبد وكانت مخبأة داخل جدران المسجد تحمل نصوصا ومشاهد نادرة الى جانب ما تحمله الاعتاب والاعمدة" كما يقول منصور البريك.
وبدراسة النقوش اتضح انها تتنوع بين نقوش غائرة بصورة كبيرة وبين كتابات بخطوط هيروغليفية راسية تتحدث عن انتصارات رمسيس خاصة على الجدار الشرقي للمسجد. كما كشف الترميم مشاهد اخرى تتعلق بثالوث طيبة المقدس "امون وموت وخنسو" الى جانب نقش كبير للملك وهو يقدم قرابين للاله امون رع اله طيبة الرسمي والذي يتميز بريشتين على الراس.
ومن اهم المناظر الى كشف عنها على اعتاب الاعمدة منظر كبير يمثل الملك رمسيس الثاني وهو يقدم المسلتين لمعبد امون رع. وما زالت احدى المسلتين قائمة امام المعبد حتى الان في حين اهدى حاكم مصر في مطلع القرن التاسع عشر المسلة الثانية الى فرنسا التي نصبتها في ساحة الكونكورد في باريس.
ومن اهم النقوش نقش يبرىء رمسيس الثاني من الاستيلاء على تماثيل باني معبد الاقصر امنحتب الثالث وهو مشهد يرى فيه احد كبار رجال الدولة وهو يقوم بنصب ثلاثة تماثيل لرمسيس احدها وهو يضع تاج مصر العليا والاخر وهو يضع تاج مصر السفلى والثالث وهو يضع غطاء النمس الفرعوني.
وقال علماء الآثار ان النقش الاخير يبرىء رمسيس من تهمة اغتصاب تماثيل امنحتب الثالث كما كان يعتقد الكثيرون من علماء المصريات.
ومن المناظر الفريدة ايضا منظر لفيل يشير الى تاثر عصر رمسيس بالكتابة التصويرية النوبية ويعكس تاثير النوبة في الحياة المصرية الى جانب نقوش تشير الى معارك رمسيس من خلال تصوير حصانين يشرفان على مكان انتهت فيه للتو احدى معاركه.
ولخص البريك اهداف المجلس في الفترة المقبلة بان يحافظ على ثلاثية الكشف الذي يقدم الديانة الفرعونية القديمة الى جانب الديانة المسيحية والاسلامية من خلال هذا المكان الذي جمع هذا التنوع.
ساحة النقاش