فضل الدعاء للميت

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له "، أخرجه مسلم وأبو داوود .

 

الدعاء للمتوفى

والحكم الشرعي فى التعامل مع الموت

اهداء الى روح ابنتى فقيدة الشباب

نهـال السيد ابوفندود  فلذة كبدى.

المتوفية فى 20/8/2016م – 17 ذو القعدة 1437هـ

وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" 156 سورة البقرة.

واسئلكم الدعاء لها ولأمواتنا من المسلمين عسى ربنا ان يرحمها ويرحمهم و يغفر لهم.

المحتويات    -  تقديم

<!--استحباب تلقين الميت عند الاحتضار

<!--ما يشرع فعله عند الوفاة وبعدها، وما لا يشرع

<!--كيفية غسل وتكفين الميت والشروط المطلوبة في المغسّـل

<!--أدعية معينة تقال عند غسل الميت

<!--حكم الوقوف عند القبر بعد الدفن والدعاء للميت

<!--أجمل دعاء للميت

<!--الأعمال التي يصل ثوابها للميت

<!--كيفية صلاة الجنازة - دعاء صلاة الجنازة

<!--قرآن كريم: سورة يس والكهف   والدخان والرحمن والواقعة والملك.

تقديم:

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد. لم اكن سابقا أحس بقسوة وبمرارة الفراق والمعنى الدقيق والقوى للوفاة، الى ان تذوقت هذا الكأس. وكان صعبا للغاية. وبدون خجل كان عظة الموت لى درسا قويا فى زيادة التقوى والتقرب الى الله والتسامح مع الاخرين، وخاصة ان الموت يأتى بغته دون سابق انذار. ولا راد لقضائه." أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ  الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ" 78 سورة النساء. " قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" 8 سورة الجمعة. " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" 187 سورة الاعراف.

 وكان لابد ان اعرف ماذا أفعل مع الموت (قبيل الموت واثنائه وبعده)؟ لذلك قد جمعت هذه الأدعية والمعلومات عن الموت لتكون درسا لمن فاته الوقت لكى يعرف كيف يتصرف مع مصيبة الموت. لتكون يارب علما ينتفع به كصدقة جارية على روح ابنتى فقيدة الشباب/ نهـال السيد ابوفندود فلذة كبدى. واسئلكم الدعاء لها ولأمواتنا من المسلمين عسى ربنا ان يرحمها ويرحمهم.

<!--استحباب تلقين الميت عند الاحتضار:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 

فإن تلقين الميت عند الاحتضار قد وردت به السنة الصحيحة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. وذكر بعض أهل العلم أن التلقين له وقت آخر أيضاً، وهو بعد ما يتم الدفن، لأن الميت في ذلك يسأل فيحسن أن يذكر بما كان عليه من الاعتقاد.

روى أبو داود في سننه من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل.

والغاية من التلقين عند الاحتضار هو أن يكون آخر كلام الإنسان قبل الخروج من الدنيا هو: لا إله إلا الله، فإن في الحديث: أن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. رواه الحاكم بسند صحيح.

لو افترضنا أنه حى ويدرك، فإن التلقين حينئذ مستحب وليس بواجب، وتارك المستحب ليس آثماً، فلا شيء عليك إذا. والله أعلم.

2-   ما يشرع فعله عند الوفاة وبعدها، وما لا يشرع:

الوصية الشرعية وما نعمله عند وفاة شخص ما؟ والعادات الخاطئة التي يجب ألا نفعلها والتي تتعارض مع الإسلام؟. ما يشرع فعله عند وفاة الشخص فهو كالتالي:

<!--أن يذكره بالصبر على البلاء، وعدم تمني الموت بسبب ما هو فيه من الشدة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي " رواهالبخاري .

<!--أن يذكره بحسن الظن بالله تعالى وهو الطمع في رحمته تعالى، وإن كثرت ذنوبه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى " رواه مسلم . 

<!--اذا حصل من المريض أنين فيه معنى الضجر وعدم الرضا بقضاء الله تعالى، ذكره بأن ذلك مما ينبغي تركه، لما فيه من شكوى الله تعالى إلى عباده، وقد كره ذلك بعض أهل العلم.

<!--مساعدة المريض على أداء الصلاة مهما كانت حاله، وتعليمه كيفية التيمم، وصورة الجمع بين الصلوات إذا شق عليه المرض، وأصبح معذوراً غير قادر على الإتيان بالصلاة في وقتها.

<!--أن ينفس له في الأجل ولا ييأسه من الشفاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب المريض "رواه الترمذي وقال: غريب، والحديث فيه ضعف، إلا أنه صحيح المعنى.

<!--أن يقرأ عند رأسه سورة (يس) فقد ورد ذلك بسند فيه ضعف، لكن يعضده ما ورد عن بعض التابعين، ومنهم: صفوان بن عمرو و صالح بن شريح الكوفي و عبس بن المعتمد فيما رواه أحمد في مسنده بسند صحيح.

<!--ينبغي على الحاضرين توجيه المحتضر جهة القبلة فإن ذلك مستحب، لقوله صلى الله عليه سلم: " قبلتكم أحياء وأمواتاً " يعني الكعبة .رواه أبو داود و النسائي وهو حديث حسن، وتوجيهه إلى القبلة يتم بجعل رجليه اتجاهها وهو مستلق على ظهره ويرفع صدره للقبلة.

<!--أن يلقنوا المحتضر: (لا إله إلا الله) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه " رواه ابن حبان وهو صحيح. وكيفية ذلك أن يذكر عنده (لا إله إلا الله) حتى ينطق بها. وقد استحب العلماء أن لا يكررها أكثر من ثلاث مرات فإن نطق بها سكت عنه، وإلا انتظر قليلاً ثم يعيد عليه، وذلك لئلا يضجر المحتضر فينطق بكلام سيئ، فإن نطق بها ثم تكلم بكلام بعدها فينبغي تلقينها له مرة أخرى لتكون آخر كلامه من الدنيا، لما ورد عن عبد الله بن المبارك أنهم لقنوه فأكثروا عليه، فقال لهم: (إذا قلت مرة فأنا على ذلك ما لم أتكلم بكلام) أورده الحافظ في الفتح . والأفضل أن يلقنها له من يحبه. 

<!--إذا تيقن الحاضرون موت المحتضر، تولى أرفق أهله به إغماض عينيه، لقول أم سلمة رضي الله عنها: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر. رواه مسلم. وذكر العلماء أنه يكره أن تغمضه الحائض والنفساء والجنب، ويقول مغمضه: (باسم الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم يسر عليه أمره، وسهل عليه ما بعده، وأسعده بلقائك، واجعل ما خرج إليه خيراً مما خرج منه).

<!--أن يشد لحييه بعصابة عريضة من أسفل الذقن وتربط من أعلى الرأس، لأنه لو ترك مفتوح العينين والفم متى يبرد بقي مفتوحهما فيقبح منظره، ولا يؤمن دخول الهوام فيه والماء في وقت غسله.

<!--استحب الفقهاء أن يتولى بعض أهله تليين مفاصله، ورد ذراعيه إلى عضديه ثم يمدهما، ويرد أصابع يديه إلى كفيه، ثم يمدهما، ويرد فخذيه إلى بطنه، وساقيه إلى فخذيه ثم يمدهما. 

<!--أن يدعو له بخير، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه " رواه مسلم .

<!--أن يغطوه ويضعوا بجواره شيئاً طيب الرائحة ليخفي ما عساه أن يخرج منه من روائح كريهة. 

<!--ويجوز للحاضرين وغيرهم كشف وجه الميت وتقبيله، والبكاء عليه ثلاثة أيام بكاء خالياً من الصراخ والنواح، فعن جابر رضي الله عنه قال: (أصيب أبي يوم أحد فجعلت أبكي، فجعلوا ينهوني ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه " متفق عليه.

<!--أن يعجلوا بتجهيزه ودفنه لورود السنة بذلك. 

<!--ويستحب إعلام جيران الميت وأصدقائه حتى يؤدوا حقه بالصلاة عليه والدعاء له، روى سعيد بن منصور عن النخعي أنه قال: لا بأس إذا مات الرجل أن يؤذن صديقه وأصحابه. 

<!--الجلوس عند قبره: قال الإمام الطحطاوي : إذا فرغوا من دفن الميت يستحب الجلوس عند قبره بقدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: (إذا دفنتموني فشنوا علي التراب شناً، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وانظر ماذا أراجع به رسل ربي) رواه مسلم .

<!--التلقين بعد الدفن: ظاهر الرواية عند الحنفية يقتضي النهي عنه، وبه قالت المالكية، فقد ذهبوا إلى أن التلقين بعد الدفن مكروه، وإنما يندب حال الاحتضار فقط، واستحبه الشافعية والحنابلة بعد الدفن.

<!--استحباب التعزية: ويستحب التعزية للرجال والنساء اللاتي لا يفتن، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من عزى أخاه في مصيبة كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة " رواه ابن ماجه .

<!--صنع الطعام لأهل الميت، وكراهته منهم للناس. فعن عبد الله بن جعفر قال: (لما نعي جعفر حين قتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم " رواه الخمسة إلا النسائي. 

<!--وأما العادات السيئة التي يجب أن يتجنبها أهل الميت والمشيعون فهي كثيرة، ومنها: النياحة على الميت بذكر مفاخره وأمواله ونسبه وغير ذلك من أمور الجاهلية، ومنها: إقامة السرادقات التي انتشرت في بعض البلاد،

<!--ومنها: أن يصنع أهل الميت طعاماً يسمى عشاء الميت أو نحو ذلك يدعى إليه الناس،

ومنها: أن يتبع النساء الجنازة، ومنها: رفع الصوت عند حمل الجنازة.

<!--كيفية غسل وتكفين الميت والشروط المطلوبة في المغسّـل:

غسل الميت له آداب وأحكام، فمن أراد أن يغسل ميتاً، فإنه يبدأ بستر عورته وجوبا، وهي بالنسبة للرجل ما بين السرة والركبة، وكذلك بالنسبة للمرأة مع المرأة ما بين السرة والركبة. 

ثم يجرده من ملابسه، لقول الصحابة حين مات النبي صلى الله عليه وسلم: "هل نجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا" رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم، وصححه الألباني في أحكام الجنائز. ويستحب أن يستره عن عيون الناس، ويكره لغير من يعين في غسله حضوره، ثم يضعه على سرير الغسل أو مكان مرتفع، ويرفع رأسه إلى قرب جلوسه، ويعصر بطنه برفق، ويكثر صب الماء حينئذ، ثم يلف على يده خرقة فينجيه (أي يغسل مخرجيه)، ولا يحل أن يمس ـ مباشرة بدون حائل ـ عورة من له سبع سنين فأكثر، ويستحب ألا يمس سائر جسده إلا بخرقة، ثم يوضئه ندباً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء اللاتي غسلن ابنته: "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها" رواه البخاري ومسلم. 

ولا يُدخل الماء في فيه ولا في أنفه، ويدخل إصبعيه مبلولتين بالماء بين شفتيه فيمسح أسنانه، ويدخلهما في منخريه فينظفهما.  ويكون على إصبعيه خرقة حين ذلك، ثم ينوي غسله ويسمي، ويغسل برغوة السدر رأسه ولحيته فقط، والسدر يدق ويوضع في إناء فيه ماء، ثم يضربه بيديه حتى يكون له رغوة. وذلك حتى لا يصل شيء من تفل السدر إلى شعر رأسه ولحيته، فيصعب إخراجه، أما الرغوة فليس فيها تفل.
ثم يغسل شقه الأيمن ثم الأيسر ثم كله ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، حسب ما يقتضيه الحال مع المحافظة على الإيتار لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك" رواه البخاري ومسلم. ويمر في كل مرة يده على بطنه.

ويجعل في الغسلة الأخيرة كافوراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: "اجعلن في الغسلة الأخيرة كافوراً، أو شيئاً من الكافور" متفق عليه. والكافور طيب معروف أبيض يدق ويجعل في آخر غسلة، وفائدته تطييب الميت، وطرد الهوام عنه، لما لرائحته من خاصية في ذلك، ولا حرج في استعمال الصابون إن احتيج إليه.

ومن أهل العلم من قال: يقص شاربه ويقلم أظفاره، ولا يسرح شعره، ثم ينشفه بثوب. وإن خرج من الميت شيء بعد الغسلات السبع حشي مخرجه بقطن، ثم يغسل المحل ويوضأ، وإن خرج بعد تكفينه لم يُعد الغسل. والمرأة يضفر شعرها ثلاثة قرون، ويسدل وراءها لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

أما الصفات الواجب توفرها في الشخص المغسل: 

فقد قال الفقهاء: ينبغي أن يكون الغاسل ثقة أمينا، عارفاً بأحكام الغسل. 

ولا يجوز له إذا رأى من الميت شيئاً مما يكره أن يذكره إلا لمصلحة، وإن رأى حسنا من أمارات الخير مثل وضاءة الوجه ونحو ذلك، فيستحب له إظهاره، ليكثر الترحم عليه، والرغبة في الاقتداء به.  إلا إذا كان الميت مبتدعاً ورأى على وجهه مكروها سواداً أو ظلمة، فإنه ينبغي أن يبين ذلك حتى يحذر الناس من دعوته ومنهجه.

وأولى الناس بغسل الميت وصُّيه ثم أبوه ثم جده ثم الأقرب فالأقرب من عصباته. وكذلك الأنثى أولى الناس بها وصيتها ثم القربى فالقربى من نسائها. ولكل من الزوجين غسل صاحبه، ولرجل وامرأة غسل من له سبع سنين، لأنه لا حكم لعورته.

كيفية تكفين الميت:

فيستحب تكفين الرجل في ثلاث لفائف بيض، تجمّر، ثم تبسط بعضها فوق بعض، ويجعل الحنوط فيما بينها، ثم يوضع الميت عليها مستلقياً، ويجعل شيء من الحنوط في قطن ثم يوضع بين إليتيه، ويشد فوقها خرقة مشقوقة الطرف كالتبان - السروال القصير - تجمع إليتيه ومثانته، ويجعل الباقي على منافذ وجهه، ومواضع سجوده، وإن طيب كله فحسن.

ثم يرد طرف اللفافة العليا على شقه الأيمن، ويرد طرفها الآخر من فوقه، ثم الثانية والثالثة كذلك، ويجعل أكثر الفاضل عند رأسه، ثم يعقده، وتحل في القبر. وإن كفن في قميص ومئزر ولفافة جاز.

وتكفن المرأة في خمسة أثواب: إزار وخمار وقميص ولفافتين.

والقدر الواجب هو ثوب يستر جميع الميت. والله أعلم.

<!--أدعية معينة تقال عند غسل الميت:

من الآداب التسمية عند الغسل، ولم نقف على دعاء مخصوص يقال عند الغسل؛ لكن لا حرج في الدعاء والاستغفار للميت أثناء الغسل.

 

فضل الصلاة على الجنازة:

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : َإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ " .

<!--حكم الوقوف عند القبر بعد الدفن والدعاء للميت ؟

الدعاء للميت بعد الدفن سنة؛ لما رواه أبو داود من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : (إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ) وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود .

قال الشوكاني رحمه الله: "فيه مشروعية الاستغفار للميت عند الفراغ من دفنه ، وسؤال التثبيت له ؛ لأنه يسأل في تلك الحال" انتهى من "نيل الأوطار" .

وقال ابن المنذر رحمه الله : "قال بمشروعيته ـ الدعاء ـ الجمهور ، وقال الآجري وغيره : يستحب الوقوف بعد الدفن قليلاً ، والدعاء للميت .... قال الترمذي : الوقوف على القبر ، والسؤال للميت في وقت الدفن ، مدد للميت بعد الصلاة عليه ؛ لأن الصلاة بجماعة المسلمين كالعسكر له ، قد اجتمعوا بباب الملك ، يشفعون له، والوقوف على القبر، وسؤال التثبيت، مدد للعسكر، وتلك ساعة شغل الميت، لأنه استقبله هول المطلع، وسؤال الفتانين" انتهى من "حاشية الروض" لابن القاسم .

وجاء في "الموسوعة الفقهية": "الاستغفار عبادة قوليه يصح فعلها للميت ... وعقب الدفن يستحب أن يقف جماعة يستغفرون للميت , لأنه حينئذ في سؤال منكر ونكير ... وصرح بذلك جمهور الفقهاء ".

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "الدعاء للميت بعد الدفن بالثبات والمغفرة سنة" انتهى من "مجموع الفتاوى". وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "الوقوف بعد الدفن عند القبر والدعاء له هذا من السنة , لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل) انتهى من " لقاء الباب المفتوح ". والله أعلم.

الدعاء للميت في الصلاة:

عن أبي هُريرة وأبي قَتَادَةَ، وأبي إبْرَاهيمَ الأشْهَليَّ عنْ أبيه، وأبوه صَحَابيٌّ رضي اللَّه عنهم، عَنِ النبيِّ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- أنَّه صلَّى عَلى جَنَازَة فقال :" اللَّهم اغفر لِحَيِّنَا وَميِّتِنا، وَصَغيرنا وَكَبيرِنَا، وذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وشَاهِدِنا وَغائِبنَا. اللَّهُمَّ منْ أَحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه على الإسْلامِ، وَمَنْ توَفَّيْتَه منَّا فَتَوَفَّهُ عَلى الإيمانِ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ "، رواه التّرمذي .

وعن أبي عبدِ الرحمنِ عوفِ بن مالكٍ رضي اللَّه عنه قال : صلَّى رسول اللَّه - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم - عَلى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعائِهِ وَهُو يَقُولُ :" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ، والثَّلْجِ، والْبرَدِ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ، وأدْخِلْه الجنَّةَ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار "، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أنَا ذلكَ المَيِّتَ، رواه مسلم.

<!--أجمل دعاء للميت

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له "، وكما علمنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فليس هناك من هدايا نقدّمها لمن أحببناهم وفارقونا في هذه الحياة سوى الدّعاء لهم، وطلب الله سبحانه وتعالى أن يشملهم برحمته، وقد أمرنا الرّسول صلى الله عليه وسلم  بالدّعاء للميّت، وشبّه هذا الدّعاء بالنّور الذي يضيء عتمة القبور، ويصل إلى الأموات، وكأنّه هديّة تبشّرهم بها الملائكة،

وقد سنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم الدّعاء للميّت عقب الصّلاة، حيث علمنا أن نقول:" ربّنا ارحمنا وارحم المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

ومن أجمل الدّعاء ما علمنا إيّاه رسولنا الكريم، ومنه:

اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار.

اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً،  وعن الإساءة عفواً وغفراناً.  اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته.

اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب. اللهمّ اّنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.

اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين. اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار.

اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة. اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.

اللهم إنّ فلاناً بن فلان في ذمّتك، وحبل جوارك، فقِه من فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ. فاغفر له، وارحمهُ، إنّك أنت الغفور الرّحيم.

اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك، احتاج إلى رحمتك، وأنت غنيّ عن عذابه،  إن كان مُحسناً فزده في حسناته، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه.  

اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين. اللهمّ انقله من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود.  

اللهمّ ارحمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون "يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم".

اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم. اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته.

اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً.

اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك.

اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظر إليه نظرة رضاً لا تعذّبه أبداً.

اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم.

اللهمّ اعف عنه، فإنّك القائل "ويعفو عن كثير". اللهمّ إنّه جاء ببابك، وأناخ بجنابك، فَجد عليه بعفوك، وإكرامك، وجود إحسانك.

اللهمّ إنّ رحمتك وسعت كلّ شيء، فارحمه رحمةً تطمئنّ بها نفسه، وتقرّ بها عينه.

اللهمّ احشره مع المتّقين إلى الرّحمن وفداً. اللهمّ احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّته سلامٌ لك من أصحاب اليمين.

اللهمّ بشّره بقولك "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية".

اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة،خالدين فيها ما دامت السّموات والأرض.

اللهمّ لا نزكّيه عليك، ولكنّا نحسبه أنّه آمن وعمل صالحاً، فاجعل له جنّتين ذواتي أفنان، بحقّ قولك: "ولمن خاف مقام ربّه جنّتان".

اللهمّ شفّع فيه نبيّنا ومصطفاك، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشّريفة شربةً هنيئةً لا يظمأ بعدها أبداً.

اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل " إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب ".

اللهمّ إنّه كان مصلّ لك، فثبّته على الصّراط يوم تزلّ الأقدام.

اللهمّ إنّه كان صائماً لك، فأدخله الجنّة من باب الريّان.

اللهمّ إنّه كان لكتابك تالياً وسامعاً، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها أو سمعها، وآخر حرفٍ تلاه.

اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوةً، وبكلّ كلمة كرامةً، وبكلّ اّية سعادةً، وبكلّ سورة سلامةً، وبكل جُزءٍ جزاءً. اللهمّ ارحمه فإنّه كان مسلماً، واغفر له فإنّه كان مؤمناً، وأدخله الجنّة فإنّه كان بنبيّك مصدّقاً، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلاً.

اللهمّ اغفر لحيّنا وميّتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذَكرنَا وأنثانا.

اللهمّ من أحييته منّا فأحيه على الإسلام، ومن توفّيته منّا فتوفّه على الإيمان. اللهمّ لا تحرمنا أجره ولا تضللنا بعده. اللهمّ ارحمنا إذا أتانا اليقين، وعرق منّا الجبين، وكثر الأنين والحنين.

اللهمّ ارحمنا إذا يئس منّا الطّبيب، وبكى علينا الحبيب، وتخلّى عنّا القريب والغريب، وارتفع النّشيج والنّحيب.

اللهمّ ارحمنا إذا اشتدّت الكربات، وتوالت الحسرات، وأطبقت الرّوعات، وفاضت العبرات، وتكشّفت العورات، وتعطّلت القوى والقدرات.

اللّهم ارحمنا إذا حُمِلنا على الأعناقِ، وبلغتِ التراقِ، وقيل من راق، وظنّ أنّه الفراق، والتفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ، إليك يا ربَّنا يومئذٍ المساق.

اللهمّ ارحمنا إذا ورينا التّراب، وغلّقت القبور والأبواب، وانفضّ الأهل والأحباب.

اللهمّ ارحمنا إذا فارقنا النّعيم، وانقطع النّسيم، وقيل ما غرّك بربّك الكريم.

اللهمّ ارحمنا إذا قُمنا للسّؤال، وخاننا المقال، ولم ينفعنا جاهٌ، ولامال، ولا عيال، وليس إلّا فضل الكبير المتعالّ.

اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك وابن أمتك، مات وهو يشهد لك بالوحدانيّة، ولرسولك بالشّهادة، فاغفر له إنّك أنت الغفّار.

اللهمّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله، واجمعنا معه في جنّات النّعيم يا ربّ العالمين.

اللهمّ أنزل على أهله الصّبر والسّلوان، وارضهم بقضائك.

اللهمّ ثبّتهم على القول الثّابت في الحياة الدّنيا، وفي الآخرة، ويوم يقوم الأشهاد. اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد، وعلى اّله وصحبه وسلّم إلى يوم الدّين.

دعاء أهل الميت: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال‏:‏ أرسلت إحدى بنات النّبي - صلّى الله عليه وسلّم- إليه تدعوه، وتخبره أنّ صبيّاً لها في الموت، فقال الرّسول‏ صلّى الله عليه وسلّم:‏" ارجع إليها فأخبرها أنّ لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجلٍ مسمّى، فمُرها، فلتصبر ولتحتسب "، متّفق عليه‏. ‏

وقال صلّى الله عليه وسلّم:‏‏"‏ ما من عبد تصيبه مصيبه، فيقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون‏، اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، واخلف له خيراً منها "، رواه مسلم‏‏‏.‏ ‏

وعن أبي موسي رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال‏:‏" إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته‏:‏ قبضتم ولد عبدي، فيقولون‏:‏ نعم، فيقول‏:‏ قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون‏:‏ نعم‏.‏ فيقول‏:‏ ماذا قال عبدي، فيقولون‏:‏ حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى‏:‏ ابنوا لعبدي بيتاً في الجنّة، وسمّوه بيت الحمد‏ "‏، رواه التّرمذي وقال‏:‏ حديث حسن.‏ ‏

حكم الدعاء للميت إنّ الدّعاء للميّت بعد دفنه سنّة؛ وذلك لما رواه أبو داود من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ ".

الأعمال التي يصل ثوابها للميت:

 التصدّق عنه بصدقة جارية، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم:" إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ "، رواه مسلم. الصيام عن الميّت، حيث يجوز أن يصوم ولي الأمر عن الميت إذا مات وعليه صيام، وذلك لما ثبت من أحاديث عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- قال:" من مات وعليه صيام صام عنه وليّه "، رواه البخاريّ.

دعوة الولد الصّالح، فإنّ ما يفعله الولد الصّالح من الأعمال الصّالحة يصل والديه مثل أجره، دون أن ينقص ذلك من أجره شيئاً، وذلك لما ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها:" إنّ أطيب ما أكل الرّجل من كسبه، وإنّ ولده من كسبه "، أخرجه أبو داود.

الحجّ والعمرة: عن الميّت، فيجوز الحجّ عن الميّت أو الوالدين بعد موتهما. عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ امرأةً من جهينة جاءت إلى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - فقالت:" إنّ أمّي نذرت أن تحجّ فلم تحجّ حتّى ماتت، أفأحجج عنها قال: نعم، حجّي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا فالله أحقّ بالوفاء "، رواه البخاريّ.

قضاء الدّين عن الميّت: وذلك لقوله - صلّى الله عليه وسلّم - لسعد بن الأطول:" إنّ أخاك محبوس بدَينه، فاذهب فاقضه عنه "، ‏رواه أحمد.

صلاة الجنازة وهي أربع تكبيراتٍ، يكبّر المصلي أوّلها ثمّ يتعوّذ، ثمّ يقرأ فاتحة الكتاب، ثمّ يكبّر التّكبيرة الثّانية، ثمّ يصلّي على النّبي صلّى الله عليه وسلم، فيقول‏:‏" اللهم صلِّ على محمّد، وعلى آل محمّد‏.‏ والأفضل أن يتمّه بقوله‏:‏ كما صلّيت على إبراهيم ‏.‏‏..‏ إلى قوله‏:‏ إنّك حميد مجيد "‏.‏ ثمّ يكبّر التّكبيرة الثّالثة، ويدعو للميّت وللمسلمين، ثمّ يكبّر التّكبيرة الرّابعة ويدعو، ومن أحسن الدّعاء:‏" اللّهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله‏ ".‏

دعاء صلاة الجنازة عن أبي عبد الرحمن بن عوف بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ قام - صلّى الله عليه وسلّم - على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول‏:‏ "‏ اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله واغسله بالماء، والثّلج، والبرد، ونقّه من الخطايا، كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار"، حتى تمنّيت أن أكون ذلك الميّت، رواه مسلم‏.

المصدر: اهداء الى روح ابنتى فقيدة الشباب نهـال السيد ابوفندود فلذة كبدى. المتوفية فى 20/8/2016م – 17 ذو القعدة 1437هـ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" 156 سورة البقرة.
  • Currently 401/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
140 تصويتات / 2689 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

150,203