البـرامج الحـركيـــة مناف ماجد حسن نصرالله الخشماني مقالة منشورة في عدة مواقع قبل الدخول في موضوع البرامج الحركية ماهيتها وكيفية تكوينها وأهميتها لابد من الرجوع إلى سلسلة من المفاهيم المترابطة والتي لها الأساس في تكوين البرامج الحركية أو الاستجابات المختلفة إلا وهي الذاكرة وكيفية دخول المثير وخزنة من اجل تكوين البرامج الحركية فارتئ الباحث إلى التطرق عنها بشكل موجز : 1- الذاكرة وخزن المعلومات :- أن جميع ما يدخل من مثيرات عن طريق الحواس المعروفة بواسطة الأعصاب الحسية المنتشرة على أطراف الحواس لابد وأن يكون له أثر أو تصور في ذاكرة الإنسان خلال المراحل العمرية المختلفة فيتم التعرف عليها وتميزها ثم خزنه وهذا يتم من خلال الدور الذي تقوم به الذاكرة والتي لها ثلاثة أنواع :- أ-/ الذاكرة الحسية قصيرة الأمد :- لها القابلية على خزن المعلومات ما بين (2-15 ثا في بعض الأحوال الخاصة ) ثم تفقدها بسرعة . ب-/ الذاكرة قصيرة الأمد :- لها القابلية على خزن المعلومات (من بضعة ثواني لعدة دقائق ) لكن أذا ما اُعطيت المعلومات المترابطة مع بعضها وبشكل مكرر يسهل عملية حفظها لأنها ستبوب مع ما موجود في الذاكرة وبالتالي يكبر حجم وأتساع قدرة الذاكرة على الاحتفاظ بالمعلومات . ج-/ الذاكرة طويلة الأمد :- لها القابلية على خزن المعلومات والاحتفاظ بها لتصل الى ساعات وأيام وسنين . د-/ الذاكرة الحركية :- وهي مكان خزن البرامج والإشكال الحركية المتعددة وتعتمد على الترابط بين الذاكرة القصيرة مع الذاكرة الطويلة في نقل المعلومات وتبادلها من خلال تكرار التعلم والتدريب وبالتالي وتكوين البرامج الحركية وخزنها والاحتفاظ بها في الذاكرة طويلة الأمد من أجل تنفيذها عندما يتطلب الأمر . - كيفية خزن المعلومات :- أن عملية خزن المعلومات في الذاكرة تتم عن طريق (التبويب) للمعلومات المترابطة من خلال عمل نظام الدماغ والذي يشبه (نظام تصنيف وترتيب الكتب في المكتبات) فتصنف المعلومات المفردة حسب علاقة كل واحد بالاخرى وحسب أهميتها على شكل (حزم) من المعلومات المترابط مع بعضها ، ذلك من أجل تهيئتها للاسترجاع خدمتا لعملية تكوين (برامج معلوماتية) . 2- البرامج الحركية :- يذكر (د.وجيه محجوب 2001) عدة تعار يف لها هي: " عبارة عن تجميع الأوامر في العضلات قبل بداية أداء سلسلة من الحركات ، بحيث يتمكن الفرد من أداء هذه الحركات متتابعة بدون الحاجة الى عائد المعلومات أو التغذية الراجعة الطرفية ". " نظام السيطرة العصبية والتي تبدأ من دخول الحافز الى خروجه ، أي استقبال المعلومات ثم صنع البرنامج الحركي من خلال صنع القرار ". " نظام سيطرة عصبية يبدأ من خول الحافز وحتى خروجه ، أي استقبال المعلومات وتحديدها ". - برمجة الحركات ( تكوين البرامج الحركية ) :- هناك سؤال طرحه ثم أجاب عليه (د. يعرب خيون 2002 ) هو كيف يتم تنظيم البرامج الحركية على شكل أيعازات حركية متعاقبة وهل يستغرق هذا التنظيم وقتا ؟ ان تكوين برنامج حركي غرضه االسيطرة والتحكم عند تنفيذ الاداء يحتاج الى وقت وكلما تقدمت الحركه زاد الوقت لبرمجتها ،فمثلا تفسير حالة تاخر الاستجابة لمثير معين يكون سببه الحاجه الى الوقت والتنظيم لبرنامج حركي ملائم له ومن خلال هذا الوقت يستطيع الجهاز العصبي من بناء اقسام كبيرة من الحركات ووضعها بشكل متعاقبه وحفظها في الذاكرة الحركية وهذا دليل على ان الذاكرة الحركية هي موقع خزن البرنامج الحركية ,هذا من ناحية التوقيت اما من ناحية اساس تكوين البرامج الحركيه فهي تعتمد في اساسها على التغذية الراجعة وتاتي هذه من خلال تعلم الاداء المهاري وكما موضح في الخطوات التالية : ـ أ-في البدايه تتكون صورة أولية مطبوعة عن المهارة لدى المتعلم من خلال الشرح والعرض للمهارة الجديدة . ب-بعد توفر الصورة الاولية يحاول المتعلم اختيار احدى البرامج الحركيه المخزونه خلال الخبرات السابقه والتي لها متطلبات شبيهة بالمهارة الجديدة . ج-يستمر بالتنفيذ و المحاولة لاحدى البرامج المخزونه من خلال استخدام المقارنه بين نتيجة الاداء للبرنامج الحركي المخزون وبين الهدف وبوجود التغذية الراجعة من اجل التصحيح والوصول الى الهدف وهو الاداء الافضل للمهارة . د- الاستمرار في استخدام المقارنة بين ما تم وما يجب ان يتم بوجود التغذية الراجعة الى ان يصل الى التطابق ما بين البرنامج المنفذ والصورة المطبوعة عن المهارة الجديدة ، وبذلك يتكون برنامج حركي مناسب لتلك المهارة وان دور التغذية الراجعة هو عامل محسن للبرامج الحركية . 3-/ تنفيذ القرار (تنفيذ البرامج الحركية):- بعد التحديد الدقيق لنوع المثير الجديد وبعد الاستجابة المناسبة له (برنامج) ينقل ما تم تحديده من استجابة الى حيز التنفيذ ، ومثال على ذلك عند تحديد لاعب المضرب (المستقبل ) سرعة واتجاه وارتفاع الكرة يتخذ قرارا بالتحرك يسارا او يمينا وبوضع معين يتناسب مع زاوية وسرعة الكرة وارتفاعها واتجاهُها فينتقل هذا الاختيار او القرار كبرنامج حركي على شكل اشارات حسية منطلقة من الجهاز العصبي المركزي مرورا بالحبل الشوكي ثم الى المجاميع العضلية المحددة ضمن حدود عمل البرنامج . هناك وجهة نظر من جانب نظرية الدائرة المفتوحة انه متى ما تم اتخاذ قرار بتحديد الاستجابه (برنامج حركي ) ودخوله حيز التنفيذ فالجسم يكون عبارة عن مجاميع عضلية تتحرك ضمن اتجاه معين يخدم تنفيذ ما حدد من استجابة ولن تكون هناك عملية عقلية اثناء الاداء ولكن فقط (تحكم في كيفية التنفيذ) وبدليل أن لاعب الجمناستك بعد أن يضع السلسلة الحركية مسبقا (التقرب ثم النهوض والطيران وعبور الحصان ثم الهبوط) ويدخل حيز التنفيذ فأنه يقوم بالتحكم في كيفية حركة اجزاء الجسم فأذا ما ظهر مثير جديد اثناء التنفيذ فأن اللاعب سيخزنه في الذاكرة ثم يتعامل معه بعد أن ينتهي مثل سماع تعليق أو تصحيح من قبل زميل أو المدرب ، اما اذا حدث ودخل المثير الجديد هذا ضمن مسار العملية العقلية اثناء التنفيذ فسوف يؤثر ذلك على الاداء حتما بسبب انصراف الدماغ عن عملية التحكم في الاداء الى عمليات التعامل مع المثير الجديد ومقارنته مع الذاكرة ، فيؤدي الى هبوط القدرة في التحكم بأجزاء الجسم وبالتالي فشل الاداء برمته . وهنا ينصح (د. يعرب خيون2002) بعدم اعطاء المعلومات التصحيحية اثناء الاداء (ضمن نطاق النظام المفتوح) لانها تؤثر سلبا على الاداء كون اللاعب قد قرر سلفا برنامجه الحركي وادخله حيز التنفيذ وكذلك أن عملية التصحيح تحتاج الى مقارنة واتخاذ قرار جديد ضمن عمليات عقلية جديدة وهذا ما يحدث تعارضا وتدخل بين التنفيذ وعمل خطة جديدة . 4-نظرية البرامج الحركية :- هي من النظريات الحديثة في مجال التعلم الحركي وتعتمد على شكلين من الذاكرة :- أ-/ ذاكرة الاسترجاع :- وهي المسئولة عن تهيئة الحركة (البرنامج) من ناحية السرعة والقوة والاتجاه . ب-/ ذاكرة التمييز والتصرف :- وهي المسئولة عن تقييم الاستجابة بعد انتهائها . 5- العوامل المؤثرة في البرامج الحركية :- أ-/ استقبال واستيعاب المعلومات :- تعتمد عملية استقبال واستيعاب المعلومات بدرجة اساسية على الحواس فسلامة الحواس مهمة ومؤثرة على ادراك وتفسير المثيرات من اجل اختيار البرنامج الحركي المناسب . ب-/ الخبرة :- وتاتي من خلال تراكم المعلومات خلال التكرار وتصحيح التكرار للاداء والحركات المهارية وهي تسهل عملية استرجاع المعلومات بسهولة وسرعة. ج-/ الذاكرة الحركية :- تتكون وتعتمد على الذاكرة قصيرة الامد والذاكرة طويلة الامد ، فهي موقع خزن البرامج الحركية والمعلومات حيث كلما تحولت المعلومات من الذاكرة قصيرة الامد الى ذاكرة طويلة الامد كلما كان استدعائها سهلا وهذا يعتمد على وضوح وترابط المعلومات وتكرار استخدامها . 6- اهمية وجود البرامج الحركية :- ان وجود برنامج حركي مخزون في الذاكرة الحركية يعد بمثابة تخطيط أو تنظيم اولي يمد الفرد بالسيطرة على الحركات على شكل سلسلة من الحركات أي تكون على شكل برنامج تسلسلي لحركات مرتبة ومنظمة مسبقا تستخدم حالما يتطلب يتطلب الآمر ذلك . فهي مجموعة من النماذج والمعلومات مرتبطة مع بعضها ومرتبة بنسق واحد ومخزونة في الذاكرة الحركية ويستطيع استرجاعها الانسان متى ما اراد . 7- حقائق وجود البرامج الحركية :- أ-/ أن وجود الحركات التي تنفذ بسرعة ودون الحصول على التغذية الراجعة يؤكد وجود برامج حركية مسبقة قبل الاداء . ب-/ قام بعض العلماء بتجربة اثبات وجود البرامج الحركية على حيوان القرد لاحظو انه كلما قُدم اليه الطعام وهو على الشجرة نزل واخذ الطعام ثم عاد ليتسلق للاعلى ثم يأكل الطعام ولاحظو تكرار ذلك في كل مرة يقدم اليه الطعام فأرادوا التأكد من صعود ونزول القرد هل هو برنامج حركي ام انه استجابة لدافع الجوع ، فقطعوا الاعصاب الحسية لتغييب التغذية الراجعة الحسية ورغم ذلك لاحظو أن القرد يتصرف بنفس البرنامج (الصعود والنزول) ولكن لاحظو بمرور الوقت بطئ واندثار البرنامج ويعود ذلك لعدم وصول التغذية الراجعة الحسية كتعزيز وأساس للبرامج الحركية . المصادر والمراجع 1- عادل فاضل علي :البرامج الحركية ,محاضرة الدراسات العليا منشورة ,الاكاديمية الرياضية العراقية الاليكترونية ,جامعة بغداد كلية التربية الرياضية ,2006 . 2- وجيه محجوب وآخرون :نظريات التعلم الحركي والتطور الحركي ،مكتب العادل للطباعة الفنية ,العراق – بغداد ,2000 م . 3- وجيه محجوب :التعلم الحركي وجدولة التدريب الرياضي :ط2،دار وائل للنشر والطباعة ،عمان –الاردن ،2001 /. 4- يعرب خيون :التعلم الحركي بين المبدا والتطبيق ،مكتب الصخرة للطباعة ،بغداد – العراق ،2002 م .
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1308 مشاهدة
نشرت فى 15 يوليو 2012 بواسطة aboubaeda2012

عدد زيارات الموقع

77,740

ابحث

     لا اله الا الله 

   محمد رسول الله