إن كـان عندك يا زمــان بقيــة
|
مما يهـــان بهــا الكرام فهــاتها
|
لها عين أصـــــابت كل عين
|
وعين قــد أصابتـــها العـــيون
|
ألا إن عيناً لم تجـــد يوم واسط
|
عليك بغإلى دمــعـها لجــمــود
|
أعز مكان في الدنا سابـــــح
|
وخيـر جليس في الزمــان كتــاب
|
كذا قـضت الأيام ما بين أهلهــا
|
مـصـائب قـوم عند قـوم فـــوائد
|
أقلوا عليـهم لا أباً لأبيكم من اللوم
|
أو ســــدوا المكان الذي ســدوا
|
أضاعــوني وأي فتي أضاعـوا
|
ليــــوم كـريهـة وسداد ثغـــر
|
هنيئاً مريئـا غير داء مخـامـر
|
لعــزة من أعـراضنا ما استـحلت!
|
سقط النصيف ولم ترد إسقــاطه
|
فـــــتناولتـه واتقــتنا بإليــد
|
ومن كلمت فيه النهي لا يســره
|
نعــيم ولا يــرتاع لـلحـــدثان
|
خذا من صبـــا نجد أمانا لقلبـه
|
فقـــد كــاد رياها يطيــر بلبه !
|
عيون المها بين الرصافة والجسـر
|
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري!
|
يقولون لو سليت قلبك لارعــوى
|
فقلت وهل للعــــاشقين قـلــوب!
|
يا قوم أذني لبعض الحى عاشقــة
|
والأذن تعشق قــبل العين أحــيـانا!
|
يكون أجاجـــاً دونكم فإذا انتهي
|
إليكم تلقى طيــــبكم فــــيطيب
|
وإنما المرء حـــــديث بعـده
|
فكن حـــديثــاً حــسناً لمن وعى
|
إن رباً كــفــاك ما كان بالأمس
|
ســيكــفيك في غد مــــا يكون
|
دقـــــات قلب المرء قائلة له:
|
إن الحـــــياة دقـــائق وثواني!
|
إن العــيـون التي في طرفها حور
|
قـــتلننا ثم لم يحـــيين قتلانــا!
|
ستبـدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
|
ويأتيك بالأخـــبـــار من لم تزود
|
ألا كل شيء ما خلا الله باطــل
|
وكل نعـــــيم لا مـــحالة زائل
|
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
|
إذا حشرجت يوماً وضــاق بها الصدر
|
وإذا لثـــمن يمينه وخرجت من
|
أبوابه لــثــم المــلــوك يميني!
|
تفوح أطيــاب نجـد من ثيابهم
|
عند القدوم لقـــرب العـهـد بالدار!
|
تمتع من شــمــيم عرار نجد
|
فما بعد العــشيــة من عن عرار
|
أعد ذكــر نعمــان لنا إن ذكرته
|
كما المسك ما كــررته يتضــوع!
|
كأن قطـاة علقت بجناحـــهــا
|
على كـبدي من شدة الخــفقــان!
|
بكت عيني اليمنى فلما زجرتهـــا
|
عن الجـهـل بعد الحـلم أسبلتا معا!
|
تراه إذا ما جـــئته متــهلــلاً
|
كأنك تعطيــه الذي أنت سائلـــه!
|
إذا ساء فــعل المرء ساءت ظنونه
|
وصـــدق مــا يعتـاده من توهم
|
ومن نكد الدنيـا على الحر أن يري
|
عدواً لــه ما من صـــداقـته بد!
|
من يهن يسهل الهوان عليــــه
|
ما لجـــــرح بميت إيـــــلام
|
لا خيل عندك تهديا ولا مــــال
|
فليسعد النـطق إن لم تسعـد الحــال!
|
وإذا كانت النفوس كبــــــاراً
|
تعــــبت في مـــرادها الأجسام!
|
لولا المشــقــة ساد الناس كلهم
|
الجــــود يفـــقر والأقدام قتال!
|
إنا لفي زمن ترك القــــبيح به
|
من أكــثر الناس إحســـان وإجمال
|
فــــإن تفق الأنام وأنت منهم
|
فـــإن المسك بعض دم الغـــزال
|
قد يهون العـــمــر إلا ساعـة
|
وتضــــيق الأرض إلا موضعــا!
|
هو الجد حتى تفضل العين أختهـا
|
وحتى يكون إليـــوم لليــوم سيـدا
|
فإنك شـــمس والملوك كواكب
|
إذا طلعت لم يبـــد منهن كـــوكب
|
خلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبـا
|
لفــــارقت شيبي موجع القلب باكيا!
|
وليس على الأعقاب تدمي كلومنا
|
ولكن على أقــــدامنا تقطر الدمــا
|
ما كل ما يتمنى المرء يدركــه
|
تجري الــرياح بما لا تشـتهي السفن
|
وبشرت آمالي بشخص هو الورى
|
ودار هي الدنيـــا ، ويوم هو الـدهر
|
إذا اشتبكت دموع في خــــدود
|
تبين من بــــكى ممن تبـــاكى!
|
ولست بمستــــبق أخاً لا تلمه
|
على شــعث، أي الرجال المهـذب؟!
|
وكـــيف تعلك الدنيـــا بشيء
|
<td style="border-right: windowtext 1pt solid; padding-right: 5.4pt; border-top: #ffffff; padding-left:
المصدر: عن د . عائض القرنى
ساحة النقاش