أبو تشت والجودة ABOTESHTWAALGAWDA

" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه "

يسود اعتقاد خاطئ بأن " إدارة الجودة الشّاملة " Total Quality Management نظرية إدارية يابانية الأصل والفصل؛ بينما يجزم تاريخ الفكر الإداري المعاصر، بأن إدارة الجودة الشاملة نظرية أمريكية المنشأ والهويّة؛ وإن نمت واستوت على سوقها في اليابان.
   في أقصى غرب الأرض، وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية، إبّان الحرب العالمية الثانية، كان أستاذ الإدارة الأمريكي "إدوارد ديمنج" W.Edward Deming (1900-1994م) ينادي بنظريّته التي أسماها في ذلك الحين "الرقابة الإحصائيّة على الجودة". وبحسب تلك النظرية في ذلك الوقت فأنه: "بالجودة وحدها وبالتركيز عليها، قبل أي شيء آخر، تتحقّق الإنتاجية، وتكون المنافسة، ويوجد الابتكار، وبالتالي تتحقق الربحية كهدف أساسي لأيّة منظمة" .
والجودة – حسب نظرية ديمنج – تعني في أشمل معانيها :إتقان السلعة أو الخدمة عند تقديمها للمستفيد أو المستهلك وبصفة دائمة وبسعر مناسب. ومن منظور إداري خالص فالجودة الشاملة تتلخص في انتهاج أسلوب إداري معين، يهدف إلى تحقيق النجاح طويل الأمد، من خلال إرضاء الزبائن أو المستفيدين بصفة دائمة ومستمرة ومطّردة. وُصمت فكرة الجودة الشاملة بأنها ارتداد فكري إداري إلى الماضي وإلى الخلف؛ خصوصا بعد أن ظهرت اتجاهات جديدة في الإدارة كالوظيفية والسلوكية وسواها

§

اهتدت الحكومية اليابانية عام 1950م، في سبيل محاولاتها تحقيق معادلة النهوض الصعبة، إلى إستراتيجية قامت على تقديم التشجيع الكبير والحوافز المغرية للشركات الأمريكية، بغية جذبها للاستثمار. فرافق ذلك هجرة عدد كبير من أساطين الإدارة الأمريكيين إلى اليابان؛ خصوصا المفكّرين الذين مازالوا متمسكين بمبادئ الإدارة العملية وتأكيدها على ضرورة الجودة وإتقان العمل، والذين لم يجدوا حظوة بأفكارهم في أمريكا، ليجدوا ترحيبا حافلا واعتناقا كليا لأفكارهم في أوساط اليابانيين؛ ومن أشهر أولئك الأمريكان وعلى رأسهم كان الدكتور إدوارد ديمنج وزميله جوزيف جوران .
في اليابان وجد ديمنج مناخا خصبا لتطوير أفكاره واختبارها اختبار عمليا تطبيقيا ميدانيا، فتطور مفهوم ديمنج للرقابة الإحصائية على الجودة، إلى اسم ياباني هو " رقابة الجودة الشاملة "Total Quality Control ، كما ظهرت "برامج حلقات الجودة " Quality Circles Programs الشهيرة. ويقوم هذان المفهومان اليابانيان المنبثقان من أفكار ديمنج، على أهمية تقدير العنصر البشري العامل في المنظمة، والأخذ برأيه في جو مفعم بالحرية والتقدير واحترام الرأي، بغرض تحسين المنتج أو الخدمة المقدمة إلى المستهلك أو العميل، وذلك عن طريق تقليل الأخطاء في العمل والحد من العيوب في السلعة أو الخدمة ومعالجة القصور فيها إلى أدنى حد ممكن؛ تمهيدا لكسب رضا المستهلك أو العميل، وضمان الربحية والمنافسة، وبالتالي تحقيق الجودة بمفهومها الشامل

.

المصدر: موقع الأسلام والجودة
aboteshtwaalgawda

شارك معنا

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 184 مشاهدة
نشرت فى 2 مارس 2010 بواسطة aboteshtwaalgawda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

15,006