من المواضيع التي حظيت باهتمام رجال التربية في السنوات الاخيرة.موضوع القضايا السكانية
التي كان ينكب عليها ولمدة طويلة الاختصاصيون في الديمغرافية.وهذا الموضوع له تاثير
مباشر على حياة الفرد والجماعة .وعلى الموارد الاقتصادية وقطاع الخدمات الجتماعية.
كالصحة والتعليم والتشغيل.وقد تجلى هذا الاهتمام على الخصوص في البلدان النامية. نظرا
لما تعانيه من مشاكل بيئية محرجة. نتيجة التدفق السكاني المتصاعد.وما يؤدي اليه من خلل وتفاوت بين التزايد السكاني السريع والمواد المحدودة.
والموضوع الذي نحن بصدده يثير قضية التربية السكانية وأهميتها في مناهج التعليم .كما
يشير الى ضرورة توثيق الصلة بين التلميذ وواقع الحياة .لكي يتمكن من فهم البيئة
ومتطلبات العيش فيها. وسنعرض لاهم الجوانب التي يطرحها الموضوع .من خلال النقط
الا تية.
1- ما مفهوم التربية السكانية؟
2- ما هي اهدافها؟
3- ما هي مجالاتها؟
1- ان الاتجاه التربوي الجديد في عدة أقطار من العالم العربي ومن بينها المغرب .اصبح
يرى ضرورة ربط محتوى التعليم بالحياة وعناصر البيئة.ونهج اسلوب وظيفي في بناء
العملية التعليمية.واعتماد معيار الفاعلية القصوى في التدريس.تحقيقا لمفهوم العمل الدراسي المنتج. وتحقيقا للمبادئ التي أوصت بها المؤتمرات التربوية الجهوية والدولية.
ولقد تزايد الاهتمام بتلك بالتربية السكانية في المغرب .وذلك مناخلال الندوات التي نظمتها
وزارة التربية الوطنية .والتي اعتمدت على مجهودات رجال التعليم في بلادنا على مستوى
تحديد المفهوم والاهداف والمحتوى .كما اعتمدت على تجارب الاقطار الاجنبية.
لقد أخذت التربية السكانية مكانتهاعقب المؤتمر العالمي الاول للسكان الذي انعقد برومانيا
سنة 1974 .ونتيجة نداءات منظمة اليونسكو. وفي هذا المجال نعرض لتوضيح المفهوم
عند أحد المنظرين. يقول ستيفن فيدرمان "ان التربية السكانية عملية تعليمية تساعد الافراد
على تعلم الاسباب والنتائج المختلفة للظاهرة السكانية على المستوى الفردي والجماعي.
وتحدد طبيعة المشكلات المصاحبة.للعمليات السكانية وخصائصها المختلفة. "
واذا نظرنا الى التربية السكانية في الوطن العربي نجد ان الدول العربية لم تهتم بهذا الموضوع الا في منتصف السبعينات .وهذه التربية على الرغم من تفاعلها الايجابي مع معظم تجارب العالم
الا أنها يجب أن تنطلق من خصوصية المشكلات التي تعيق التطور الاجتماعي والاقتصادي.
فهناك خلل كبير في الحياة القروية والحضرية. وهناك حالة من الفقر والتخلف الاقتصادي
والفكري.تعاني منه أكثرية سكان الوطن العربي.مما يقلل من الكفاءة الانتاجية للانسان.كما أن
هناك مشكلة الطفولة وسوء التغذية ومشكلات الاسرة وغيرها.
ومن المشاكل التي تواجه التربية السكانية غموض مفهومها في الاذهان .اذ يعتقد أنه مرادف لتعليم تنظيم الاسرة والتربية الجنسية....ومن المعلوم أن موضوع الجنس وتنظيم الاسرة في
البلدان العربية يعتبر من الامور المحظورة .فكيف يمكن تعليم ذلك في المدارس؟
اذا كانت التربية الجنسية تنصب اساسا على الفرد. والتربية العائلية تركز على العائلة كوحدة.
ودراسة تنظيم الاسرة تركز على المجتمع. فان التربية السكانية تتجاوز الاهتمام التقليدي
بالخصوبة ومعدل النموالسكاني. بحيث يتسع نطاقها ليشمل جميع الوحدات الاجتماعية المختلفة
الفرد والاسرة والمجتمع والامة.
الا أن هناك مشكلة.تثير الجدل. وهي كيف ينبغي دمج التربية السكانية في المنهاج؟
ان التربويون يشعرون أن المنهاج مزدحمة .والحل المقترح هو تحديد المفاهيم السكانية المناسبة لكل موضوع وفصلها.ودمجها بالمنهاج بشكل ملائم.ويتطلب هذا اعداد كتب مدرسية
جديدة تنسجم والمنهاج المتكامل. هذا فضلا عن نقص الكتب المرجعية الوطنية في التربية السكانية وندرة الاختصاصيين ومؤطري الاساتذة وعدم وجود المواد التعليمية باللغة العربية.
2- أهداف التربية السكانية.
-الاهداف العامة.
يجب ان تهدف التربية السكانية في المدرسة المغربية الى حمل التلميذ على تحسيس الاسباب
والنتائج المختلفة للظواهر السكانية ليتشبع بها ثم ينقلها الى أفراد أسرته والوسط الذي يعيش
فيه من أجل تحسين مستواه الاقتصادي والاجتماعي.
- الاهداف النوعية.
وهذه الاهداف ينبغي أن تنبثق من حاجيات مجتمعنا ومتطلباته.وتسهم في تكوين التلميذ في
مجالات متعددة.
3- مجالات التربية السكانية.
-توعية التلميذ بأسباب ونتائج التطور السكاني في الزمان والمكان.
- التمييز والمقاربة بين عدة نماذج من السياسات السكانية.
- توضيح العلاقات بين حاجيات السكان والموارد الطبيعية والبشرية ( التغذية .الشغل .نوعية
الحياة. الصحة. التربية....)
- تعيين الية التوالد البشري(الاخصاب. صحة الام.والطفل. الامراض التناسلية.....)
- تفسير القوانين المدنية والدينية التي تعالج مختلف القضايا.
- تحديد حقوق الانسان والطفل.
نستخلص مما سبق أن التربية السكانية موضوع جدير بالاهتمام .يمكن أن يساهم بشكل فعال
في ربط التلميذ بواقع البيئة وقضايا السكان.كما تخلق الوعي بمشاكل الحياة الاجتماعية.