تعتبر الدراسات الاجتماعية من أكثر ميادين المنهج الدراسي حداثة ولكنها تعتبر فى الوقت ذاته من أكثرها غموضاً لدى الكثير من الناس ، ويمكن إرجاع ذلك إلى عدم الفهم الواضح لحقيقة العلاقة بين العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية . وقبل أن نحدد هذه العلاقة يجب أن نتعرض للتعريفات العديدة لكل من العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية ومن أهمها : - العلوم الاجتماعية هى التى يختص بها الباحثون والعلماء لتطوير المعرفة فى ميادين التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والاجتماع والأنثروبولوجيا ، أما الدراسات الاجتماعية فهى ذلك الجزء من العلوم الاجتماعية الذى يستخدم فى المدارس لأغراض تدريسية . - العلوم الاجتماعية هي ميادين من المعرفة تتعامل مع السلوك الاجتماعي للإنسان والمؤسسات الاجتماعية وتتمثل فى ثلاثة فروع هي التاريخ والجغرافيا والاقتصاد أما الدراسات الاجتماعية فتعرف بأنها أجزاء العلوم الاجتماعية التى يتم اختيارها لتحقيق أهداف تدريسية معينة . - العلوم الاجتماعية هي مجموعة من المعارف التى جمعها الإنسان من دراساته فى التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والاجتماع والأنثروبولوجيا ، أما الدراسات الاجتماعية فهي تكامل المعارف والخبرات التى تهتم بالعلاقات البشرية من أجل تحقيق تربية المواطنة. من العرض السابق لتعريفات العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية يمكن بيان العلاقة بينهما فيما يلي : 1- فى العلوم الاجتماعية نجد أن العلماء الاجتماعيين يكونون أكثر تخصصاً فى علومهم كما أنهم يقومون بعملية اختيار الموضوعات التى يتناولونها بالدراسة ، ولا تهتم هذه الموضوعات بالنفعية المباشرة لأعمالهم . 2- إن البحوث فى العلوم الاجتماعية توجه بحيث لا تتح للعلماء الاجتماعيين تضمين المشكلات الاجتماعية العريضة ، وهذا يعنى أن دور هؤلاء العلماء فى ميدان العلوم الاجتماعية ، يتمثل فى التركيب والتفسير أكثر من التطبيق والتحليل ، ومن ناحية أخرى تختص الدراسات الاجتماعية بدراسة القرارات التى تساعد على فهم المشكلات الرئيسية فى الحياة اليومية للأفراد ، وهذا يعنى أن العلوم الاجتماعية تزودنا بالحقائق والمبادئ الهامة أما الدراسات الاجتماعية فإنها تكسب الطلاب فى المدارس المهارة فى إصدار القرارات . ----مجالات المعرفة فى الدراسات الاجتماعية؛؛؛؛؛
§ التاريخ :
يتناول علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية والاجتماعية فى عصور مضت ليعرض على الأبناء والأحفاد صورة من جهود الآباء والأجداد والأجيال السابقة ، وما حققوه من أمجاد بقصد تنمية واعتزاز التلاميذ بتلك الأمجاد الماضية ، وإدراكهم لطبيعة الحاضر واستشراف المستقبل بتوقع أحداثه وعلاقاته وتطوراته المستقبلية .
§ الجغرافيا :
توضح علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية وما ينشأ عن ذلك من تفاعل يتمثل فيما يقوم به الإنسان من أنواع النشاط البشرى ليستغل ويستثمر بيئته وما تتضمنه من موارد على الوجه الأكمل ، وعلى ذلك تعد الجغرافيا أحد العلوم التى تجمع بين المجالين الطبيعى والبشرى ، أى لا يمكن اعتبارها علماً طبيعياً تماماً أو علماً إنسانياً تماماً ، وهى لذلك تقسم بشكل أساسي إلى الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية .
§ التربية القومية :
توضح علاقة الإنسان ببيئته الاجتماعية وما ينشأ عن هذه العلاقة من قواعد وقوانين وحقوق وواجبات ، وعلاقة الفرد بأسرته الصغيرة والكبيرة وبمدرسته وبمجتمعه وبالجهات التى تقدم له الخدمات ، كما تختص بدراسة التنظيمات الحكومية المختلفة وأساليب الإشراف عليها ومشكلاتها ، لأنها تسعى إلى جعل الإنسان يشعر شعوراً حقيقيا بذلك المحيط الاجتماعى الذى يمارس الحياة فيه .
§ علم الاقتصاد :
هو علم اجتماعي يعنى بدراسة كيفية استخدام مصادر الإنتاج المحدودة في المجتمع لإرضاء حاجات ورغبات أعضائه غير المحدودة. وعلم الاقتصاد شأنه كباقي العلوم حيث له حقائقه وقوانينه إلا أن درجة تأثره بالأوضاع الاجتماعية والسياسية وتداخل علاقته مع هذه الأوضاع غلبت عليه صفة الاجتماعية.
يتضمن هذا العلم تحليل الإنتاج، التوزيع، وتجارة واستهلاك السلع والخدمات. نقول عن الاقتصاد بأنه إيجابي عندما يحاول توضيح نتائج الاختيارات المختلفة معطيا مجموعة فرضيات أو مجموعة ملاحظات، ومعياري عندما يصف الإجراءات الواجب فعلها.
§ علم الاجتماع :
علم الاجتماع هو دراسة الحياة الاجتماعية للبشرِ، سواء بشكل مجموعات، أو مجتمعات ، وقد عرّفَ أحياناً كدراسة التفاعلات الاجتماعية. وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشرِ ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليسوا فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات.
علم الاجتماع يهتم بسلوكنا ككائنات اجتماعية؛ وهكذا يشكل حقلا جامعا لعدة اهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولينِ في الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. بشكل أعم، علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية والكيانات خلال تحرّكِ بشرِ في كافة أنحاء حياتهم. هناك توجه حالي في علمِ الاجتماع لجَعله ذو توجه تطبيقي أكثر للناس الذين يُريدونَ العَمَل في مكانِ تطبيقي.
§ علم الإنسان أو الانثروبولوجيا :
هو علم يهتم بكل أصناف وأعراق البشر في جميع الأوقات، وبكل الأبعاد الإنسانية. فالميزة الأساسية التي تميز علم الإنسان بين كافة المجالات الإنسانية الأخرى هو تأكيده على المقارنات الثقافية بين كافة الثقافات. هذا التميز الذي يعتبر أهم خاصيات لعلم الإنسان، يصبح شيئا فشيئا موضوعَ الخلافِ والنِقاش، عند تطبيق الطرقِ الأنثروبولوجية عموماً في دراسات المجتمعِ أو المجموعات. من أهم علماء الانثروبولوجيا ، ايفانس بريتشارد ورادكلف براون