<!--
<!--<!--<!--<!--<!--<!--
منتديات بشائر ربيع العمر Bashaer Rapie ALomr
محمد توفيق ممدوح الرفاعي Mouhammad Tawfik Mamdouh ALrifai
أبو ممدوح Aboo Mamdouh
بريد الكتروني
هاتف 00963953238173 موبايل 00963932973067
خواطر ليلية
من تأليف محمد توفيق ممدوح الرفاعي
نحن إلى أين
ليل طويل ممل يتسم بالصمت القاتل يبعث في نفسي الضيق ويثير فيها الاشمئزاز وقد اطبق بظلامه المقيت على الغرفة الرطبة متعانقا مع البرد في هذا الشتاء البارد الذي انقطعت فيه الأمطار وكأنهما عقدا حلفا مع أزمة المازوت متآزرين مع الكهرباء دائمة الانقطاع بسبب كثرة الأعطال في ظل ما يعصف بنا من أحداث جرت وتجري وهذه الأقداح المنهكة التي فقدت نقاء زجاجها من كثرة ما ضخ فيها من مشروبات متنوعة متناثرة مشتتة تسامرني وقد ملت من برودتها وسئمت من كثرة الإستعمال.والجدران العتيقة المترهلة المتعبة ذات الألوان العفنة الشاحبة تنبعث منها رائحة الرطوبة والتي أنهكتها الأيام والأزمان تئن من تصارع الأشباح فوقها المرتسمة عبر ضوء المصباح الهرم الذي استدعي للخدمة مجددا بعد ان أحيل التقاعد بسبب الحاجة الملحة لخدماته لعدم وجود البديل والذي اخذ ضوئه يخبو بعد أن جف جوفه والتي توحي بان هناك الاف الأشباح يسرح ويمرح بالغرفة فيوحى إليك بان هناك من يرقص ومن يحاول أن يشعرك بالخوف أو هناك ساحة للمعارك الطاحنة التي لا تنتهي. ولفائف التبغ التي ترنحت الواحدة اثر الأخرة المتدحرجة في أرجاء الغرفة وقد استقر بعضها في الزوايا لتنبعث منها رائحة العفونة ممزوجة برطوبة الغرفة لتعطي صورة واضحة للحالة النفسية التي نعيشها يوما بعد يوم وفي ظل هذه الحالة التي تمر بنا تتوارد إلى راسي المتعب والتي تصارعت فيه السنون أفكارا وأفكار وهواجس شتى تتوارد من هنا وهناك بسبب الحالة التي نعايشها أتقلب على الأريكة والتي أصابها من الزمن ما أصابها وحالها كحال باقي الأثاث تميزت أيضا بوجهها الشاحب والذي يستغيث مناديا حان لي استريح من هذا الليل الطويل والذي حسبت انه يمتد الى غير اجل اخذ مني كل مأخذ من صراع في الأفكار إلى هواجس متنوعة ومن نظرة إلى الأمس القريب وترقب القادم المجهول والذي أحاول ان اهرب منه بدندنة بعض الترنيمات القديمة والتي نحن اليها والتي أصبحت من الزمن الغابر الجميل يأخذ الليل بالانحسار بعد طول معاناة ومع دخول أول شعاع للفجر المتسرب عبر بعض ثقوب الستارة التي تحاول ان تستر ما تخشى النافذة الهرمة من ظهوره يبدأ النعاس بالتسلل إلى عيني المتعبتين من السهر الطويل رغم أزمة الأرق التي أعاني منها تتهدل أجفاني لتطبق على بعضها لأنعم ببعض النوم القصير والذي لا يدوم اكثر من بضع دقائق لا ستفيق منه على كابوس دائم الورود يؤرق نومي . فبعد أن يغالبني النوم أرى نفسي فوق مركب وسط بحر هائج يركب الأمواج العاتية المتلاطمة المجنونة والتي ترتفع به إلى عنان السماء ثم تهوي به إلى الأعماق وانا متشبث بسارية يبدو أنها لا تريد ان تبق مستقرة في مكانها وكلما هدأ غمار هذا البحر أجول في بصري في كافة الاتجاهات علني ابصر مأمنا الوذ اليه أو شاطئا اجد فيه الأمن والأمان فكنت كلما توهمت باني ابصر نورا من بعيد حسبته مرسى أقول في نفسي لقد وصلت إلى بر الأمان فاجدف بمجدافي البالي بكل قوتي وبعد جهاد مضن مع الموج أحاول أن أرمي مرساتي تأتي ريح قوية تجذبني وتعيدني إلى وسط غمار هذا البحر والذي يبدو انه قدري الذي لا مفر منه أو تخرج مخلوقات غريبة كأنها قراصنة بحر سود مطموسة الوجوه كأنهم فحيح جهنم ذوو سواعد طويلة تنتهي بكلابات حديدية تحيط بمركبي وتأخذ بأطرافه فتدور به كالزوبعة و تطيح به في كل الجهات وتارة ترفعه إلى الأعلى حتى لا يتميز البحر من السماء وتارة ترمي به إلى أعماق البحر الذي ليس له قرار حتى لا يستقر على مرسى ثم أرى نفسي على قمة موجة عملاقة عالية يبدو أنها لا تريد أن تهبط وفي ظل هذه المحنة القاسية يخرج من وسط البحر شيخ وقور طويل القامة ذو لحية بيضاء يمد يده لي لإنقاذي أنا والمركب تتجمع هذه المخلوقات الغريبة والتي تتعمد إيزائي لتصنع سدا بيني وبين ذلك المنجد الذي ظهر لي يريد ايصالي الى بر الامان أو تمسك المركب بكلاباتها وتبحر به بعيدا إلى لا مكان حتى لا يستطيع الوصول الي وإنقاذي فاستفيق مذعورا وانا أصيح نحن إلى أين ...؟
حمص في 2/3/20012
محمد توفيق ممدوح الرفاعي