واجهة أريبيا> إسلام> حضارتنا>
() تعريف العقل إن العقل في مدلول عام يقصد به الملكة التي ينوب إليها الحرص و الإحتراس و المبالاة و الفهم، ومن هنا جاء اشتقاق هذه اللقطة من كلمة العقال وفعله عقل، حتى أن هذه التسمية لتوارد في اللغات الإنسانية كلها بنفس المعنى.
العقل في الأديان و نجد في معظم الأديان إشارات صريحة ومضمونة إلى التمييز أو العقل، ولكنها منساقة في النص غير مقصودة، بل إنها في بعض الأحيان لتعطي انطباعاً ببعض الزراية بالعقل والتحذير منه ذلك كونه مزلّة العقائد و باباً من أبواب الدعوى و الإنكار.
العقل في الإسلام أما دين الحياة- الإسلام- فنجد أن العقل لا يذكر فيه إلا في باب التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، لا بل وتوعد كل من يحقره او بقليل شأنه بالعقاب الشديد.و يقول إبن عباس: "إن الله عندما خلق العقل قال له: أقبل فأقبل ثم قال له أدبر. فأدبر، فقال وعزتي و جلالي فإني ما خلقت خلقاً أحب إلي منك وما وضعتك إلا في أحب الخلق إلي" .. حديث قدسي. و يقول عليه الصلاة والسلام: "رفع القلم عن ثلاث: الصبي حتى يحلم، والنائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق"، ومن هنا نجد أن الإسلام جعل العقل مناط التكليف و أساس الفلاح و الخسران أو الثواب و العقاب، فالحالات الثلاث السابقة محورها و قائدها العقل و الفصل فيها له.
أنواع العقل و يرد العقل في الإسلام على وظائف، فيكمل بعضها بعضاً لتصل إلى مرحلة هي أقرب ما تكون إلى الكمال البشري- ألا و هي الرشاد- ، ويفصل القرآن الكريم أنواع العقل إلى أربع هي: 1- العقل المدرك: و هو الذي يعزى إليه الفهم و التصور اللازم لمرحلة لاحقة بعده و هي الوازع الأخلاقي، حيث يقول تعالى" إن في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها و بث فيها من كل دابة والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون" البقرة.2- العقل الحكيم( المتأمل الصادق): وهذا النوع هو الذي يقلب وجوه المر فيخرج بوطنه وأسراره ويبني عليه نتائج وأحكام وذلك مصداقاً لقوله تعالى:" و تلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا الصالحون". 3- العقل الوازع: والذي يُفهم من قوله تعالى:" ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون" وهذا النوع هو الذي يأخذ النتائج السابقة فيجعلها مقياساً للحلّية والتحريم. 4- العقل الرشيد: وهذا استيفاء الوظائف السابقة و عليها مزيد من النضوج والتمام، فيتميز بميزة الرشاد حيث لا نقص ولا إخلال، لقوله تعالى:" قال له موسى هل أتّبعك على أن تعلمني مما عملت رشداً".
تحرير العقل و يواجه العقل من الموانع ما يعيق حركته ونشاطه، وقد لخصها الدين الحنيف بثلاث موانع كبرى هي: 1- عبادة السلف( العرف): فنجد أن الإسلام نسفها نسفاً، فسفه كل من يتشدد لعبادة الآباء، ((وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أو لو كان آبائهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون"، و نلحظ ذلك من خلال أن القرشيين كانوا يقولون في معرض الغضب أن محمداً يسفه أحلام آبائنا ويستخف بعقول أسلافنا؟! 2- الاقتداء الأعمى بأصحاب السلطة الدينية: فقد أسقط الإسلام الكهانة و أبطل سلطات رجال الدين على الضمائر، ((اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا الله إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون)).مع تنبيهه عز وجل إلى ما كان من فضل الصالحين من الرهبان والقسيسين على أممهم" ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون، ومن هنا فإنها لا تخفى على العالم التفرقة بين الصالحين والمنتفعين.3- الخوف من أصحاب السلطة الدنيوية: " قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا أمل تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، وهذا هو أعظم الموانع ذلك أن السلطة ذات بطش واسع، ومع ذلك فلم يعذر الإسلام المستضعفين حيث حثهم على الانتقال إلى مكان يكون فيه العقل في أسهل واحسن أحواله لكي لا يتعطل أو يفقد دوره، بل إن مثال قصة أصحاب الكهف وما حياهم الله من كرمه بسبب هجرتهم لوجهه ليحث كل مؤمن على أن يتحرك مما هو فيه من ضيق إلى سعة الحرية، وأيضا فهذا من فوائده أيضاً نشر الدين- دين الإسلام- في أرجاء المعمورة. |
المصدر: كبار العلماء والائمة
نشرت فى 24 يناير 2015
بواسطة abonashat
عدد زيارات الموقع
856