الحزب الوطني ما زال باقياً
بقلم / حسين عبد العال
سؤال هام لابد من طرحه على السادة القراء كي يطرحوه على من يعرفون من الشعب المصري.. وهو :
من كان يحكم مصر محمد حسني مبارك (كشخص) .. أم الحزب الوطني ؟
وأعلم يقيناً أن الإجابة عليه في غاية السهولة ويعلمها القاصي والداني.. والصغير والكبير.
فمبارك كان رمزاً - وإن كان مهماً - للحزب الوطني.. ولكن الحزب الوطني كان يسمى بالحزب الحاكم .
ومن الذي كان يهيمن على كل مؤسسات الدولة .. هل هو مبارك بشخصه.. أو بعائلته؟
بالطبع لا.. بل هو الحزب الوطني بكل رموزه الفاسدة التي استطاع أن ينشرها في كل مؤسسة كبيرة كانت أو صغيرة .
فلقد هيمن الحزب الوطني على مجلسي الشعب والشورى بأغلبيته المزعومة.. والتي جاءت كما يعلم الجميع بالتزوير الحر المباشر العلني المدعو إليه بالمال وتخليص المصالح وتقليد المناصب وغيرها .
ومن هنا هيمن الوطني على المؤسسة الرقابية في الدولة.. فصار يفعل ما يشاء دون حسيب ولا رقيب عليه .
هيمن الوطني على المؤسسة التعليمية.. فصار الأمر بأنه لا يعين مدرس في مدرسة ولا معهد إلا بموافقة الأمن - آسف - بل أقصد أمن الحزب الوطني.. ولا يرقّى في المناصب إلا أصحاب الولاء للحزب.. ولا يصل لدرجة الدكتور في الجامعة إلا من نال رضا الحزب.
فكيف برئيس القسم أو عميد الكلية أو رئيس الجامعة أو وزير التعليم؟!!
كل هذه مناصب لا يطمع فيها إلا من كان عضوا ً بارزا ً ومميزاً بالحزب.. بل ونائلاً للرضي والقبول من القيادات العامة بالحزب .. وهكذا في كل المؤسسات الأخرى.
ولذلك لما كشف عن حجم الفساد الهائل الرهيب في مصر بعد الثورة كان رءوس الحزب هم أساس كل فساد.. وهم الذين كانوا يمررون الفساد الصغير تغطية لفسادهم الكبير.
بل هم الذين كانوا يصنعون الفساد صناعة رصينة يخططون ويدبرون وينفذون.. لدرجة أنهم كانوا يعرضون أمن الوطن للخطر للحفاظ على مواقعهم وكراسيهم.. وهذا لا شك أعظم الفساد وهو ما يسمى بالخيانة العظمى.
ولذا إذا ذكر الفساد.. فعلى الفور يذكر صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور وعز وجمال مبارك.. وهذه هي الهيئة الإدارية بالحزب الوطني.
وتلك الفئة هي التي كانت تسير مبارك.. فهو لا يسمع إلا من هؤلاء ولا يفكر إلا بعقل هؤلاء .. ولا يخطو خطوة إلا وهم محيطون به.. يزينون له الفساد ويرسمون له السياسات الفاسدة للحكم.
ليس هذا عذرا ً له بالطبع.. بل هذه جريمة أيضاً من جرائمه .. ولكني أريد إثبات أن الحكم في مصر لم يكن للرئيس مبارك.. بل كان للحزب الوطني كله المتحكم في كل شيء في مصر .
ومن هنا فإن سقوط مبارك ليس كافيا ً بالطبع للتغيير في مصر .. لأن الحاكم الحقيقي ما زال موجوداً في مصر وهو الحزب الوطني.
وغداً سيرتب أموره ويعيد هيكلته ويقوي نفسه بما معه من مال يغري به السفهاء.. كل ذلك ليحاول الحصول على أغلبية المجلس.. ثم يعود لنا بوجه جديد قديم شخص آخر ملامح أخرى.. لكنها بنفس اللباس ونفس العباءة التي كان يلبسها مبارك .. ألا وهي الحزب الوطني .
لا تقل تغيرت سياساتهم ولا تطوروا بتطور عصر ما بعد الثورة.. لا والله فإن الحية في كل يوم تغير جلدا ً.. لكنها تظل حية مليئة بالسم كما هي.. وكما قال الشاعر:
فمن كان اللؤم في طبعه فلا أدب ينفع ولا أديب
ومن هنا لا تعجب إن سمعت من الإشاعات بأن جمال مبارك يأتي للقاهرة ويجتمع مع فلول الحزب في بعض الفنادق الكبرى.. ولم لا يحدث!!
ولا تعجب لو علمت أن رموز الحزب ما زالوا يتصلون كل ساعة بمبارك وعائلته ويتلقون التعليمات التي يتحركون بها لإعادة مجدهم وسلطانهم.. تساعدهم على ذلك كل القوى الدولية التي كانت وما زالت تريدهم في الحكم .
إذا ً لا زوال للنظام إلا بزوال الحزب الوطني.
وإني لأعجب من بقائه للآن .. وهو المتهم بكل هذه الجرائم في حق الشعب المصري.
فهو الذي عذب وسجن وقتل وشرد وسرق ونهب وباع البلاد.. بل والعباد ثم يظل كما هو!!!
لابد من حل هذا الحزب.. لا بد من تفككه.. لابد من خلع كل رموزه من كل المؤسسات من المحافظين ورؤساء الجامعات والعمداء ومن الداخلية والخارجية والصحة والزراعة .. وغيرها من رموز الحزب اللا وطني أو عدو الوطنية .
وعندما يزول الحزب الوطني نقول: "هذه بداية الإصلاح الحقيقي" .
الأربعاء الموافق
3-5-1432هـ
6-4-2011م
اعجبنى ونقلتة للقراءة من http://www.egyig.com/Public/articles/recent_issues/11/02073796.shtml
ساحة النقاش