علي مبروك محمد سيدأحمد الفقي

موقع مصري إسلامي تعليمي إخباري هادف من العبد الفقير لله

1- نظرية ثورنديك:

     تنسب تلك النظرية إلي العالم الأمريكي إدوارد لي ثورنديك Edward Lee thorndike   وهو أول من حصل من تلاميذ جيمس كاتل علي درجة الدكتوراه 1898 وكان قد تخرج من كلية المعلمين بجامعة كولومبيا . وإن كان بافلوف قد أثري المنهج العلمي التجريبي في دراسة النشاط العصبي الراقي ، فإن ثورنديك يعتبر أول من أوضح أهمية التدعيم الذي يعقب الإستجابة في بناء السلوك الإنساني .

 

تفسير ثورنديك للتعلم:

  تقوم النظرية أساسا علي المعارف الفسيولوجية التي تم تقديمها في الفصول الأولي من الكتاب : الخلية العصبية – الأعصاب الحسية والحركية والرابطة .

   ويرى ثورنديك أن التعلم ، في رأيه ، لا يقرر علاقات عصبية جديدة لم تكن موجودة وإنما هو عملية تسهيل في وظائف الأعصاب من خلال الوصلات العصبية Synapses  ، فتلك الوصلات العصبية هي التي تمر بتغيرات فسيولوجية تصاحب حدوث التعلم .

 

وقد مرت نظريته في ثلاث مراحل أساسية هي:

 

1- عرض فرض الإرتباط وتفسير التعلم علي أساس قانوني "الأثر"  "والتدريب" .

2- وشهدت المرحلة الثانية دحض قانون التدريب وعدل فيها قانون الأثر وأضاف القوانين الثانوية ، التي فسرت التعلم البشرى .

3- أما المراحل الثالثة نادى فيها ثورنديك بفرض الإنتشار والتشتت .

 

     أما محور فكر ثورنديك من الناحية المنهجية يقوم علي أن عالم النفس لابد وأن ينصب إهتمامه علي ما يمكن ملاحظته فعلا بطريقة قابلة للقياس العلمي الدقيق فهو صاحب المقولة الشهيرة  " إن كل ما يوجد بمقدار وكل مقدار يمكن قياسه " .

 

     تجارب ثورنديك :

قام بتجارب علي الأسماك والقطط :

      وأشهر تجاربه هي تلك التى قام بها علي القطط بتصميم نوع من الأقفاص أو الصناديق الميكانيكية وفيها القط جائع ( دافع ) في القفص ويحاول الوصول إلي الطعام الذي يراه أمامه ولا يستطيع الوصول إليه بسبب عائق ( باب مغلق ) يمكن فتحه بعدة طرق ، فإذا فتح الباب حصل علي الطعام ( يترك أثرا طيبا ) ومن ثم يزداد إحتمال ظهور تلك الإستجابة التي فتحت الباب في المرات التالية ، وحتى يضمن إستمرار وجود دافع فقد بلغت الفترة الزمنية بين الوجبة والأخرى ثلاث ساعات .

      ويشير أحمد زكي صالح 1969 إلي أن التعلم حدث بعد 24 محاولة بقوم بها القط ، ثلاث منها قد ثبت فيها زمن الوصول للطعام . أما التعلم فهو يقاس بمدى التحسن في أداء الحيوان عن طريق حساب زمن المحاولة فقد بلغ زمن المحاولة الأولي 160 ثانية (مـائـة وسـتـون ثانية) ووصلت بعد21 محاولة إلي سبع ثواني وقد فسر ثورنديك إنخفاض الزمن التدريجي في شروط تجريبية دقيقة من خلال قانوني التدريب والأثر حيث تقوى بعض الإرتباطات العصبية المسئولة عن ظهور الإستجابة ( الأعصاب والعضلات المشتركة في فتح باب الصندوق ) بينما تضعف إرتباطات عصبية أخرى ويتضمن قانون الأثر في عبارات ثورنديك "حينما يحدث إرتباط بين موقف و إستجابة ويصاحب ذلك أو يتبع ، بحالة إشباع ، فإن قوة الإرتباط تزداد إما حينما يصاحب الإرتباط أو يتبع بحالة ضيق ، فإن قوة الإرتباط تضعف وتقل ويختلف تأثير التقوية في حالة الإشباع أو تأثير الإضعاف في حالة الضيق ، علي إرتباط عصبي ما تبعا لإقتراب الإرتباط الأصلي منه أو بعده عنه" .

     ولا شك أن حدوث التعلم علي حالة الإستعداد Readiness  التي تكون لدى الكائن الحي وقت حدوث التعلم ، وقد أفرد ثورنديك ثلاثة إحتمالات لمعنى الإرتياح والضيق هي :

 

أ- عندما تكون الوحدة العصبية علي إستعداد للسلوك أو العمل فإن سلوكها يريح الكائن الحي .        

ب- وعندما تكون الوحدة العصبية علي إستعداد للعمل فإن عدم عملها يضايق الكائن الحي .

ج- حينما تجبر الوحدة العصبية علي العمل يجعل الكائن الحي في حالة ضيق .

 

     وجدير بالذكر أن ثورنديك عندما عدل قانون الأثر فقد أقر قيمة أثر المكافأة أو الراحة النفسية في إحداث التعلم علي حين حذف العقاب حيث أنه لا يؤدي إلي التحسن في الأداء . ( راجع مراكز المكافأة والعقاب عندما أوضحنا الأسس الفسيولوجية للتعلم ) .

     وقد ظهرت تطبيقات عديدة في مجال تربية الإنسان - تشكيل المخ – خصوصا فيما يتعلق بالتدريب في مجال التأهيل العلمي والنفسي المرتبطة بتحقيق أمثل شروط يتعلم الفرد السليم والمعوق .

 

2- التغيرات التي تحدث في المخ بالتدريب والخبرة :

     إن كان ثورنديك منذ عام 1933 قد ركز بشدة علي الوصلات العصبية synapses   كمحور هام في تفسير عملية التعلم فإنه يعتبر من أوائل الرواد الذين أشاروا إلي أهمية معرفة ما يدور داخل الوصلات قبل وبعد حدوث عملية التعلم ومنذ بداية الخمسينيات ظهرت دراسات عديدة أكدت أن التدريب المقصود وغير المقصود داخل بيئات تختلف في درجة ثراء المثيرات بها لابد وأن يؤدي إلي تغيرات وفروق يمكن قياسها للتغيرات التي تحدث بالوصلات العصبية ومادة المخ Brain   homogenate of the ، وتخص تلك التغيرات كيمياء الخلية العصبية وخصائصها البنائية .

( رينر ، روزينفايج  Renner & Rosenzweig   1987 ) وقد حاول الباحثين الكشف عن إرتباطات الفروق الفردية في حل المشكلات لدى الفئران ومستوى نشاط إنزيم الإستيل كولين (AchE) acetylcholinesterase    في القشرة المخية .

     وقد أشار روزينفايج وكريخ في دراسة قاما بإجرائها في الستينات إلي أنه كلما زادت صعوبة المشكلات التي تقوم بحلها مجموعات محددة من الفئران ، كلما إرتفع مستوى إنزيم الإستيل كولين في القشرة المخية . وقد قوبلت تلك الدراسات بنقد أساسي يفيد بأن احتمال إرتفاع مستوى هذا الإنزيم يرجع إلي الفروق النوعية التي تخص أنواع تلك الفئران ولا يمكن إرجاعه إلي التعلم .

     وقد أدت تلك النتائج إلي المزيد من الدراسات التي إختارت ثلاثة شروط بيئية مختلفة يخضع لتأثيرها الفئران هي :

 

1- مجموعة قياسية تخضع فقط لشروط الطعام والماء عددها "2" من الفئران وهو الظرف الأمثل لحيوانات التجارب الذي يعمل علي الإحتفاظ بالسلوك العادي .

2- والمجموعة الثانية بلغ عددها إثنا عشر فأرا تعيش في قفص واحد وسط بيئة غنية من المنبهات والأشياء التي كانت تتغير كل يوم .

3- أما الشرط الثالث فيمثله فأر واحد معزول .

 

وبعد الإنتهاء من فترة الإعاشة في تلك الظروف والتي تراوحت من 25 – 80 يوم تم تشريح كل من فئران الشروط الثلاثة – وكانت النتائج مثيرة:

 

- إرتفع مستوى إنزيم الإستيل كولين عند مجموعة الشرط الثاني – بيئة غنية بالمثيرات مقارنه بالشرط الأخير

(بيئة تفتقر إلي المنبهات حيث يعيش الفأر في عزلة) .

- ظهرت نتائج مثيرة غيرت المفهوم السائد منذ بداية القرن العشرين حيث إزداد وزن القشرة المخية عند فئران الشرط الثاني – البيئة الغنية.

- إزداد سمك القشرة المخية بدرجة طفيفة في مجموعة الشرط الثاني الخاص بالبيئة الفقيرة .

- ترتفع عدد أشواك (تفرعات) الشجيرات العصبية عند مجموعة البيئة الثرية مقارنة بالمعزولة .

وتعني تلك التجربة أن الحرمان المعلوماتي من المثيرات والخبرات يؤدي إلي عدم نمو المخ في الإتجاه الصحيح الأمثل المطلوب لتأدية وظائفه.

وعلي العكس فإن ثراء البيئة والمنبهات الخارجية والتغيرات المستمر والتنوع في الخبرات يؤدي إلي تغيرات كيفية وكمية ملحوظة في القشرة المخية.

  وعلي أساس ما قدمته نظرية الجشطلت  Gestalt Psychology فإن أي خبره إدراكية أو إدراك لخبرة في موقف تعليمي يترك أثرا  Trace  في المخ وذلك الأثر يعكس البناء الكلي المدرك (كوفكا 53) وقد صاغ الجشطلت هذا المبدأ في ما يعرف بالتشاكلية Isomorphism  الخاص يتكوينى الجشطلت المخي .

     ويمكننا إذن نقف علي عدة أمور هامة في تفسير ثورنديك للتعلم أبرزها أنه كان محقا في تأكيده علي الوصلة العصبية من ناحية إنها أساس عصبي فسيولوجي ضروري لفهم التعلم وتشغيل وتخزين المعلومات بمصطلحات العصر الحالى ، ولكنه لم يكن علي حق عندما قال " وليس المقصود تقرير علاقات عصبية جديدة " . وقد أثبت مؤلف هذا الكتاب في رسالة الدكتوراه عام 1976 مستخدما منهجا يقوم علي إستقبال ذبذبات من المخ كنظام كلي – علي مستوى النظام وليس الوحدة العصبية – أن عدد الإتصالات بين مراكز المخ يرتفع عندما يقوم الفرد بحل مشكلة عقلية . وعلي الرغم من ذلك التقدم الهائل في أساليب دراسة وملاحظة الحالة الوظيفية للمخ فإن ما نعرفه لا يمثل سوى نقطة في المحيط .

 

ثالثا: التعلم والنصفين الكرويين بالمخ                            

     ذكرنا أن المخ هو عضو النشاط النفسي وعلي الأخص القشرة المخية بالنصفين الكرويين Two-Hemispheres   وكذلك فإن الإنسان ببناء جهازه العصبي المعقد يمثل بلا جدال المعلومات ، التي يتم تشغيلها من خلال المخ حيث يتم ممارسة العمليات النفسية .

     ومما لاشك فيه أن البيئة الخارجية بجميع أبعادها الفيزيقية و الإجتماعية تمثل المصدر الرئيسي للمعلومات ولذلك فإننا عند ممارسة أي نشاط نفسي سواء كان عقليا معرفيا أو مزاجيا إنفعاليا فإنما نقوم بتشغيل ما تم إستقباله وإختزانه وتنظيمه من معلومات كما أوضحنا من قبل .

     والتربية السليمة مقصودة أم غير مقصودة تمثل أهم الركائز الأساسية لتشكيل الشخصية الإنسانية ومن ثم كان لمحتوى المنهج  Curriculum دور خطير في تنظيم عمل النصفين الكرويين بالمخ ، علي أساس أن إدخال معلومات محتوى المنهج يتم من خلال التعلم والتدعيم .

     والسؤال المطروح للمناقشة الآن – هل أمكن للعلم أن يتعرف علي طبيعة عمل النصفين الكرويين بالمخ علي الأقل فيما يختص بنوع المعلومات التي يتم تشغيلها داخل كل من نصف الكرة اليسارLeft-Hemisphere  ونصف الكرة اليمينRight-Hemisphere  .

     هل يؤدي كل من نصفي المخ نفس الدور والوظيفة بالنسبة لنوع المعلومات ؟ لقد ظل الفلاسفة وعلماء السلوك لفترة طويلة يبحثون عن وحدة الإنسان و فرادة الإنسان ظهرت لأنه المخلوق الوحيد مستقيم القامة والذي يمشي علي رجلين ومن ثم هو القادر علي ممارسة اللغة والمنطق وجميع ألوان النشاط الفني والإبتكاري .

     والتجارب الحديثة في العلوم السلوكية تشير إلي أن أهم الملامح الرئيسية الفردية للنوع الإنساني تكمنى في ما يمكن تسميتة مجازا بالعقل ثنائي الكاميرا  Bicameral mind.

     ويعني ذلك أن لكل من النصفين الكرويين بالمخ نمطا إدراكيا معرفيا يتميز به عن الآخر من حيث نظام البرمجة ونوع محتوى المعلومات وكأن كل نصف كرة يقوم بتصوير العالم الخارجي كل حسب نمطه الإدراكي المعرفي .

 

النصفين الكرويين والنمط الإدراكي المعرفي:

     تؤكد جميع الدراسات الإلكتروفسيولوجيا أن النشاط الكهربي الذي يمكن تسجيله من فروة الرأس يأخذ أطوارا تعكس أونتوجينية التخصص النصف كروي ، ( جرويل وآخرون سنة 1973 جاردينر سنة 1973 ، مولفيز 1973 ) .

فمن الممكن ملاحظة إستجابة كل من النصفين الكرويين عندما يبلغ الرضيع حوالي عام ويعتبر جرويل من بين الأوائل الذين أوضحوا تمايز النشاط النصف كروي عند الأطفال . عندما تم تعرضهم لأصوات موسيقية ( نشاط نصف الكرة اليمين ) أو الكلام – نشاط نصف الكرة اليسار ويؤكد كل من الباحثين المذكورين أعلاه حقيقة أساسية تنحصر في كلا من النصفين الكرويين يصلح للوظائف اللغوية فقط خلال الخمس السنوات الأولى تقريبا من حياة الطفل ،أما بعد هذا فإن خاصية النوع الوراثية تعمل علي إنتصار نصف الكرة الشمالي فيما يختص بإكتساب اللغة . ولهذا تعرف بنصف الكرة المهيمن .

     إلا أن تمايز كل من النصفين الكرويين في مدى صلاحية أي منهم لنمط إدراكي ومحتوى نوعي من المعلومات يحدد مسئولية كل من النصفين الكرويين والخصائص المعرفية لها .

     وجميع الأبحاث التي أجراها كل من جراي وولتر سنة 1967 ، أشيهارا ديالوجان تراباني سنة 1969 – 1970، و فوجل 1968 ، و أشيهارا سنة 1972 وغيرهم من الباحثين . قد توصلت إلي وصف للتخصص النصف كروي Hemispheric specification  كنمط إدراكي نسوقه في السطور القادمة ( أولي Olee  سنة 1977 ) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


1- نصف الكرة الشمالي :Left hemisphere  

     ويطلق عليه أحيانا نصف الكرة المهيمن Dominance  وقديما سمى بنصف الكرة الإرسطالي نسبة إلي أرسطو وعلم المنطق وتشترك أساسا في الوظائف التحليلية Analytical  الوظائف اللفظية ، عمليات الإدراك المتتالية . كالكتابة والغة والكلام . وكذلك فإن نصف الكرة الشمالي يعتمد كنمط إدراكي علي المنطق الرقمي Digital  ذلك أن المعلومات التي تصل إلي نصف الكرة الشمالي يتم تشفيرها بصورة أقرب ما تكون إلي المنطق الرقمي . كما يشترك في عملية الإستدلال المنطقي Logical reasoning  والوظائف العلاقية Related function  وكل من المعلومات السابقة تصلح لإتخاذ القرار المنطقي الذي يحقق البقاء .

 

2- نصف الكرة اليمين :Right hemispher  

     ويطلق علية أحيانا غير المهيمن Indominance  أو نصف الكرة الأفلاطوني نسبة إلي أفلاطون . أما النمط الإدراكي المعرفي لمحتوى المعلومات المرتبطة به والذي ظهر من نتائج الأبحاث التجريبية في هذا الصدد ليتصف بأنه يقوم المحاكاة Analogical   (في شكل كميات فيزيقية بخلاف نصف الكرة اليسار الذي يعتمد في برمجة المعلومات علي نظام رقمي "قانون الكل أو لا شئ" ) .

         كذلك فإن نصف الكرة الأيمن يغلب علي عملياته طابع التخليق Synthesis  ومن جهة أخرى يظهر إرتباطه بالأداء غير اللفظي nonverbal  .

       وإذا ما تناولنا المعلومات البصرية – المكانية visuo-spatial   لوجدنا أن نشاط نصف الكرة اليمين يتصف بنمط التأثير الماسح Scaning  للصيغ الجشطلتية التي تشترك في الدلالات الرمزية والتحورية .

      وبالنسبة للتفكير يتصف بأنه حدسيIntuitive  وأخيرا يرتبط نصف الكرة اليمين بعمل الصورةImage-making  من جانب وبالنمط الموسيقي Musical-mode  من جانب آخر .

     وعلي الرغم من أن هناك العدد الهائل من الأبحاث التي تؤكد ذلك التوظيف التخصصي لعمل النصفين الكرويين إلا العلم ما زال يتطلب المزيد من الأبحاث العلمية التي تبحث في نظام الشفرة Coding system  التي يتحدث بها كل من النصفين الكرويين .

     ولا يصح علي الإطلاق أن نفصل بين الوظيفة التكاملية لعمل كل منها فأي نشاط لا بد وأن يصدر عن التكامل الوظيفي لعمل المخ فعملية تشغيل المعلومات information Processing  لا يمكن أن تصل إلي أعلى مستوى من الكفاءة إلا بالتكامل الوظيفي بين جميع أجزاء المخ ومن المسئول عن المعلومات التي تصل إلي النصفين الكرويين وبالتالي المسئول عن التكامل الوظيفي لها ؟ والإجابة العامة تتمثل في التربية كعملية يتم من خلالها حدوث التعلم . فالتربية كما يوضح أزليي ماك كاب 1977 ، تلعب دورا هاما ورئيسيا في المدخلات التي تقدم إلي الفرد في مراحل النمو المختلفة .

     وكثير من المتاعب والمشاكل داخل المجتمع بجميع أفراده يمكن أن ترجع إلي الفشل في أحداث التكامل بين كلا النمطين المرتبطين بكل من نصف الكرة اليسار واليمين .

     ويبدو أن عدم الوصول إلي نظام اجتماعي متكامل يقترن بقصور التكامل بين النصفين الكرويين علي مستوي الفرد وعلي مستوى المجتمع . التربية تمثل نقطة البداية من خلال تغير المدخلات Inputs  التي تتمثل في محتوى المنهج Curriculum  ونسبة الذكاء I.Q  كمفهوم أساسي في علوم التربية التقليدية مغزاه هو النسبة بين العمر العقلي أو المعرفي والعمر الزمني . وفي هذه الحقيقة بعد أن أصبح مصطلح الذكاء يتم تحديده وتعريفه بصورة متزايدة بلغة مقدرة كل من نصفي الكرة اليسار واليمين . فإن نسبة الذكاء I.Q  أصبحت تعني في جوهرها نسبة مقدرة Capacity نصف الكرة اليسار إلي مقدرة نصف الكرة اليمين منسوبة للعمر . والأطفال فى أغلب النظم التربوية يتم انتقاؤهم علي أساس نسبة الذكاء ( التحيز إلي نمط نصف الكرة اليسار ) ثم يتم وضعهم في تلك المواقف التعليمية التي تعمل علي إستثارة نشاط نصف الكرة اليسار ويتم تدعيم إستجاباتهم علي هذا النحو أيضا حتى يمكن أن تظهر عليهم الفائدة من استقلال تنشيط نصف الكرة اليسار وبالتالي فهم يخرجون إلي المجتمع الذي قد يتوقع أن يتصرفوا غالبا فيه وكأن ليس لهم نصف كرة يمين كان من الممكن أيضا استغلاله والاستفادة منه .

     أما هؤلاء الأطفال الذين لا يحصلون علي درجات في إختبارات الذكاء " لتقدير نسبة الذكاء" I.Q  يمكن أن يكون لديهم نقص عام في مقدرة القشرة المخية علي تشغيل المعلومات ( بلغة علم النفس الفسيولوجي ) أو قد يكون لديهم عدم كفاءة بالنسبة لنصف الكرة اليسار بينما يكون نصف الكرة اليمين في حالة تامة يمكن توظيفها إذا ما تعرض إلي محتوى يستثير نشاطه الوظيفي .

     وفي كلا الحالتين فإن ما تعرضوا له من خلال عملية التربية لم يتح لهم الفرصة لتنشيط وتشغيل المعلومات بالنصفين الكرويين مما أدى إلي إنخفاض ما حصلوا عليه من نتائج الإختبار .

     والنتيجة النهائية لهذا الإنتقاء غير الطبيعي هو فقدان لمصادر الإنسان وفقدان لإمكانياتة ( أي إمكانية عمل النصفين الكرويين أو تم تغذيتها بالمعلومات الخاصة بها ) وبالتالي ضياع للطاقة الإنسانية .

     وعموما إذا لم نضع في الإعتبار خصائص عمل النصفين الكرويين Hemisphere  والفترات الحرجة التي يمكن أن تسبب فوات الأوان لإكتساب المهارات العقلية المعينة ، فإننا بذلك لا نعطي الفرصة للإستفادة من ذلك البناء المعجز للقشرة المخية .

     وبعد هذا العرض عن التخصص النوعي ومحتوى المعلومات بكلا النصفين الكرويين أجد أنه من الضروري طرح تساؤل عن دور محتوى المنهج Curriculum أن المناهج الدراسية لا بد وأن تهتم بالدرجة الأولى وبلا قيد أو شرط بوظيفة تداخل العلوم Interdisciplinary function  ذلك هو المخرج لبناء العقل والشخصية الإنسانية بأقصى ما توفره إمكانيات المخ .

     لا بد وأن يوضع محتوى كل مادة في ضوء محتوى المواد الأخرى حتى المواد الأخرى حتى يتكون في النهاية سيمفونية ذات هارموني وإنسجام تحقق التكامل الوظيفي لتشغيل المعلومات بالمخ هل آن الأوان لوحدة جميع فروع العلم داخل المدرسة ؟

      فالإختلافات الحادة بين أفراد مجتمع ما تظهر نتيجة أن محتوى المنهج في أغلب نظم التربية يعمل علي إستثارة وتنشيط نصف الكرة الأيسر بالمخ ، بدون وعي من القائمين علي وضع المناهج وتنظيمها . إن للمنهج دورا رئيسيا وخلاقا في الوقاية النفسية للفرد عندما تتيح المنهج بمحتواها المتسلسل والمنظم الفرصة لتكامل وظائف كل من النصفين الكرويين بالمخ ، وبذلك نكون قد حققنا أعظم شروط الصحة النفسية للفرد وبالتالي أيضا يمكن حل العديد من المشاكل التطبيقية للوصول إلي أقصى صورة للإستفادة من إمكانيات الإنسان .

     ولكي تتضح العلاقة بين التعلم والنصفين الكرويين بالمخ ، فإنه من الضروري معرفة أثر الخلل الوظيفي لعمل المخ علي التعلم والذكاء والذي نناقشه من خلال عرض حالات توضح تلك العلاقة .

 

أثر خلل النصفين الكرويين بالمخ علي التعلم والذكاء :

     يعرض وليم جاديس 1980 حالات الخلل الوظيفي للمخ التي يصاحبها بصورة مباشرة إضطرابات في الوظائف العليا الإدراكية والتعلم وسوف نقدم بعض هذه الحالات حتى تتضح لنا ثلاثة حقائق أساسية هي :

 

1- أن المخ هو الذي يتعلم فعلا فهو عضو النشاط العصبي الراقي ( إدراك – تخيل – تذكر – وعي ) . 

2- أن المخ بطبيعته يعمل : إما بصورة كلية متكاملة كوحدة شاملة كما أن هناك تمركز دقيق في وظيفة كل جزء منه .

3- إن الوسائل النفسية من إختبارات ومقاييس للأداء ضرورة حتمية تسير في خط متبادل مع المؤشرات الفسيولوجية و الإختبارات النيورلوجية حتى تنجح التطبيقات العلمية في التنبؤ والعلاج الضروري السلوك الإنساني . فالعصر الحالي يمثل عصر التكامل والتداخل بين التخصصات.

 

الحــالات:

1- خلل نصف المخ الأيسر Left-Hemisphere dysfunction  

     الطفل سام Sam  ولد عام 1954 وقد قدر أخصائي الأعصاب أهمية معمل علم النفس في تقييم حالة هذا الطفل ، وبالفعل تم إرساله إليه وكان عمره آنذاك إثنى عشر عاما ، والطفل سام يعاني أساسا من ضعف التحصيل الأكاديمي ، ونوبات الصرع – سام الأخ الأوسط بين ثلاثة أطفال ولد بشكل طبيعي. وعندما بلغ عمره ستة أسابيع ظهرت عليه أعراض إلتهاب سحائي في المخ مع إحتمال ظهور التشنجات وبعد مرض شديد تم شفاؤه جيدا حتى بلغ عشر سنوات حيث ظهرت التشنجات للمرة الثانية .

     وأكد الفحص الدقيق أن نوبات الصرع تبدأ في الظهور بالجانب الأيمن من الجسم حيث تبدأ الحركة الإرتعاشية في يده اليمنى ورجله اليمنى كذلك بصورة لا إرادية وفي خلال لحظات تمتد النوبة لتشمل كلا الجانبين ، وذلك يوضح أن بؤرة الصرع توجد في نصف المخ الأيسر (خلل وظيفي في النصف الأيسر من المخ) ومن المعروف علميا كما وضحنا سابقا أن إستثارة النصف الأيسر بالمخ يؤدي إلي تنشيط الجانب الأيمن من الجسم ، وتنتشر العاصفة الكهربية بالقشرة المخية تدرجيا بشكل ثنائي الجانب Bilateral  ( النقاط المتماثلة في كلا النصفين) ثم تصبح النوبة معممة ذلك لتشمل المخ كله .

     وقد أكدت رسومات المخ بدقة وجود عدم إنتظام شديد في إيقاع ذبذبات المخ في منتصف المنطقة الصدغية Temporal  بنصف المخ الأيسر .

     وتمت معالجة طبيا بالأدوية المضادة لنوبات الصرع ( في عمر سبع سنوات ) . ومن الناحية النفسية النمائية فإنه كان فيما عدا أعراض إضطراب اللغة ، فيتحدث قليلا وكان يجد صعوبات بالغة في ذكر أي كلمات لغوية حتى ما بعد العام الثاني . وعندما وصل إثنى عشر عاما كانت اللغة ما زالت متعثرة وكتب الأخصائي النفسي السكومتري "إن سام غير إجتماعي للغاية ، وليست لدية القدرة علي الإتصال بالآخرين ، يميل إلي الإنسحاب" ، ومن ناحية الإمكانات العقلية فقد أظهر إستمتاعا بالأداء علي الإختبارات الفرعية العلمية حتى أنه كان يبتسم من وقت لآخر عندما ينتهي من إختبارات تصميم المكعبات .

     بينما واجه صعوبات شديدة في الإختبارات اللفظية ، كما كانت له عادة غريبة تتمثل في وضع أحد يديه بشكل مقعر فوق فمه أثناء الحديث . وبالطبع فإنه كان خجولا لا يريد أن يراه أحد أثناء الكلام ، لا يقول إطلاقا أثناء تطبيق الإختبارات : لا أعرف أولا أستطيع ولكنه ينتظر فقط .

     وقد أظهر نتائج مقياس وكسلر عن ذكاء لفظي بلغت 87 علي حين وصلت نسبة الذكاء العلمي لديه 110 ، وهذا يشير إلي تفوق واضح في القدرات المكانية والتخيل الفراغي . كما كانت درجات مرتفعه بالطبع علي إختبارات تكملة الصور والذاكرة البصرية .

     وبالإضافة إلي ذلك فقد أظهرت الإختبارات النيوروسيكولوجية أنه جيد في الأداء علي الإختبارات : الحسيه – الحركية ، زمن  الرجع ، التوجه الخاص باليمين واليسار إستخدام الأصابع .

     وقد إستمر تدريب ومتابعة هذا الطفل حتى بلغ عشرين عاما لتصبح نتائج الذكاء في صالح الذكاء العلمي بالطبع حيث وصلت نسبة الذكاء العلمي 132 مقابل 80 للذكاء اللفظي ، وجدير بالذكر أن دور المدرس الذي كان يباشره في المراحل العلمية قد حقق تغيرا ملحوظا علي أساس تقديم مهام نصف المخ الأيمن كمادة تعليمية ( جغرافيا ، هندسية ، تصميم ) .

     لماذا تحسن سام ؟

يمكن إرجاع نجاح سام فيما بعد بالنسبة لتخصص الميكانيكا ورسم الخرائط إلي :

 

1- عدم تعنت الطبيب المعالج الذي إستطاع أن يفهم حدود دوره في العلاج .        

2- مساعدة الأسرة بتوجيه من الأخصائي النفسي .

3- المعلومات الرائعة التي قدمها الأخصائي النفسي عن قدراته العقلية وذكائه وشخصيته .

4- التعاون البناء بين الأسرة ، المدرسة ، الأخصائي النفسي ، الطبيب .

    

 وأخيرا نجح سام في ممارسة الأعمال الميكانيكية والرسم الهندسي بنجاح جعله يعيش حرا كريما .

 

2- خلل نصف المخ الأيمنRight – Hemisphere dysfunction  

     عندما بلغ وييل Will  الثالثة عشر من عمره لم يحاول المسئولون ( أخصائي نفسي ، طبيب أعصاب ) ربط الإعاقة العصبية لديه بمشكلات التعلم في المدرسة وأظهرت الإختبارات المختلفة أن مستواه معقول بالنسبة للمقررات الأكاديمية فيما عدا المهام التي تتطلب مهارات مكانية وكنتيجة لذلك كان يشعر بالإحباط والقلق مع شعوره الذاتي بأنه قد يبدو غبيا ، أما عن والديه فقد أصابتهم الحيرة وقد أصبحوا عدائيين نحو المدرسة لأنها لا تساعد ابنهم الوحيد .

     وقد أوضحت تاريخ الحالة أن وييل Will  قد ولد مبكرا بحوالي شهرين قبل الميعاد المحدد ، حيث تمت رعايته في الحضانة مدة سبع أسابيع . وعندما بدأ يقف وقد بلغ من العمر 18 شهرا ( عام ونصف ) لوحظ أنه لا يستطيع أن يضع قدمه اليسرى علي الأرض . تم تشخيص الحالة علي أنها شلل جزئي مخي خفيف مع ظهور زيادة في نغمة عضلات اليد والرجل اليسرى وفي الثالثة عشر من عمره أظهر رسم الخ EEG  وجود خلل في إيقاع المخ الكهربي في الأجزاء الجدارية و المؤخرية والقشرية الحركية بنصف المخ الأيمن . كما أوضحنا الفحص الكلينيكي أن قبضة اليد اليمنى طبيعته أما اليسرى فكانت ضعيفة لحد ما .

 

تناول الحـالة:

     يتضح من العرض السابق أن حدوث إصابة أو أذى في القشرة المخية قد أدى إلي ظهور إضطربات واضحة في سلوك وييل Will  والآن ما هو دور كل من الأخصائي النفسي والمدرسة في التعامل مع مثل هذه الحالات :

 

ما الذي يقدمه الأخصائي النفسي ؟

      يقوم الأخصائي بقراءة جميع الملاحظات الواردة في سجل حالة الطفل لكي يحدد طبيعة الأدوات السيكومترية الموضوعية التي يجب أن يستخدمها . وفي هذه الحالة قام الأخصائي بتطبيق مقياس وكسلر الذي أظهر أن ذكاء وييل Will  اللفظي بلغ 110 علي حين لم يتعد ذكاؤه العلمي 69 ( قارن بين تلك الحالة وحالة خلل نصف الخ الأيسر ) أما أداءه علي الإختبارات الفرعية العلمية فكان سيئا للغاية في تصميم المكعبات وتكملة الصور وإختبار المتاهة , كما أنه لم يتمكن أن يرسم من الذاكرة الأشكال التخطيطية الهندسية في إختبارات بنيتون Benton  بالإضافة إلي سوء نسخة لرسم الصليب اليوناني المعروف . وجدير بالذكر أنه كان متفوقا في الذاكرة السمعية والإدراك والتمييز السمعي سواء إرتباط ذلك بالمحتوى اللفظي أو المحتوى غير الفظي .

     واضح أنه يعاني شديدا من حالة عطل في نصف المخ الأيمن والأداء سيئ علي الإختبارات العلمية وهذا المخ المنشق يعمل ككل وفي نفس الوقت يمكنه أن يعمل من خلال أجزائه فالشئ الذي لم يعرفه العلم بعد ، لماذا هذا التخصص النصف كروي Hemispheric specialization   فعلى الرغم من أن وييل Will  يباشر تماما أي عمل غير لفظي فإنه يمكن العكس بالنسبة للوظائف اللفظية فقد كان ناجحا في اللغة والعلوم الإجتماعية والعلوم ( فقط الأجزاء اللغوية ) فهو يسير في الحياة بنصف مخه الأيسر فقط .

     وهكذا تستطيع البرامج المدرسية أن تقدم له ما يتعامل معه من خلال اللغة حيث يبدو للآخرين وأن له قدرات خاصة في التعامل مع المحتويات اللفظية وهذا يظهر دور المدرسة والتربية الخاصة في وضع البرامج التعليمية التي تناسب حالة النصفين الكرويين بالمخ .

     وبتتبع الحالة في الأعمار المختلفة تبين أن وييل Will  قد تحسن في الأداء اللفظي عندما بلغ عشرة أعوام حيث بلغت درجة الذكاء اللفظي 107 أما الذكاء العلمي فقد وصل 71 وعندما بلغ الخامسة عشر من العمر كانت درجات الذكاء اللفظي والعلمي علي التوالي 110 ، 68 ماذا نستنتج من ذلك ؟

1- إن إصابة المخ المبكرة لا بد وأن تؤدي إلي إعاقة التعلم والمشكلة دائما تكمن في سرعة الكشف عن هذه الحالات لذلك فلا بد لمعلمي المدرسة الابتدائية والروضة أن يكونوا علي علم ببعض الملاحظات السريعة التي تشير إلي إحتمال وجود مثل هذه الإضطرابات فهي دائما تنفع ولا تضر بشرط جودة الإعداد لهؤلاء المعلمين فهم يقضون مع الأطفال فترات طويلة كافية لملاحظتهم .          

2- إن تغذية المخ بالمعلومات يؤدي دائما إلي تقدمه وتنميتة والعكس صحيح فإذا كانت هارمونية التغذية تؤدي إلي قوة بناء الجسم فإن هارمونية تغذية المخ بالمعلومات المتنوعة والأنشطة المختلفة لا بد وأن تؤدي إلي قوة العقل وتنمي القدرات العقلية المختلفة كما أن حرمان المخ من المعلومات المطلوبة له تؤدي إلي خمود وظائفه وإخماد نشاطه .

 

التطبيقات:

أولا : التطبيقات الخاصة بنظرية بافلوف:

1- استخدام مبدأ الإقتران في تعليم كثير من أساليب السلوك والمهارات كما في تعلم النطق الصحيح للكلمة وطريقة كتابتها .

2- تعتبر عمليتي التعميم والتميز من العمليات الهامة التي يمكن الإستفاده منها في تعلم الكثير من الحقائق والمعارف في أي منهج دراسي عن طريق إدراك أوجه الشبه والإختلافات بين هذه المعلومات .

3- من التطبيقات الهامة للسلوك الشرطي إستخدامه في العلاج السلوك وتعديل السلوك حيث تقوم طرق العلاج علي المبادئ الأساسية للإشتراط الكلاسيكي علي سيبل المثال : 

 

- تكوين ما يسمى بالاشتراط المضاد بمعنى العمل علي تكوين إستجابة شرطية جديدة بدلا من الإستجابة غير المرغوب فيها .

- كذلك إستخدام الإشتراط في علاج حالات التبول اللاإرادي .

- كذلك إستخدمت مبادئ الإشتراط في علاج إدمان المشروبات الكحولية .

 

4- كذلك تقوم فكرة الإعلانات التليفزيونية علي المبادئ الأساسية للإشتراط . كما أن سيكولوجية الإشاعة ونظريات غسيل المخ تقوم بأكملها علي المبادئ الأساسية لنظرية الإشتراط الكلاسيكي لبافلوف .

 

ثانيا: التطبيقات الخاصة بنظرية ثورنديك :

 

1- لفت ثورنديك النظر إلي أهمية التعلم عن طريق العمل والممارسة للخبرة المتعلمة وبذلك أسهمت تلك النظرية في وضع التدريب كأساس للتعلم في شتي المجالات – ف

المصدر: علي الفقي
aboelfeky

علي مبروك الفقي يرحب بالجميع

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1575 مشاهدة
نشرت فى 23 إبريل 2011 بواسطة aboelfeky

ساحة النقاش

علي مبروك محمد سيدأحمد الفقي

aboelfeky
علي مبروك محمد الفقي يرحب بكل الناس »

إبحث عن

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

88,572

علي الفقي

قال تعالي ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين) صدق الله العظيم