تواجه صناعة الأثاث في محافظة دمياط أزمة حقيقية بعد أن ارتفعت أسعار الأخشاب، بالإضافة إلى هجوم التنين الصيني ومنافسته في صناعة الأثاث، وبمنتجات رخيصة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى جودة التصنيع، الأمر الذي يهدد صناعة الأثاث في هذه المحافظة التي تتمتع بتاريخ عريق وطويل في هذه الصناعة.
يقول محمد زهران صاحب ورشة تصنيع موبيليا إن سوق الأثاث لم تعد مستقرة بسبب تذبذب أسعار الخشب، وأصبحت مشكلة المهنة أن هناك الكثير من مستوردي الخشب يقومون بالتلاعب في الأسعار فيما بينهم دون وجود أي ضوابط.
وفي السياق نفسه يقول طارق المتولي صاحب ورشة موبيليا إن سعر الخشب هو المحدد لأسعار الموبيليا، وفي الشهرين الماضيين ومع دخول رومانيا إلى السوق الأوروبية المشتركة وهي أحد أهم مصدري الأخشاب التي تتعامل معها فأصبحت عمليات الاستيراد تتم باليورو بعد أن كانت بالدولار، ونتيجة للفرق في الأسعار بين العملتين حدثت الربكة في سوق الموبيليا عموما وفي دمياط على وجه الخصوص.
ويشير حسين سلطان عامل صناعة موبيليا إلى أن بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا وفرنسا تقوم باستيراد الأثاث الدمياطي من دون تشطيب وتقوم بتشطيبه وتعيد تصديره إلى أكبر معارض الأثاث في القاهرة على أنه مستورد، وسبق له أن اكتشف هذا الأمر عندما رأى صالونا قام هو بتصنيعه في فاترينة أحد معارض القاهرة، وبمناقشة العاملين بالمعرض قالوا له إنه صالون مستورد فكشف الغطاء من أحد الكراسي ليكتشف العمال توقيع اسمه على الخشب من الداخل، لذلك فهو يطالب بحماية صناعة الأثاث الدمياطي من هذه التجاوزات وإلصاق جودة صناعتها بالغير.
ويقول محمد غنيم رئيس شعبة مصدري الأثاث بغرفة دمياط التجارية إن كل الاتهامات الموجهة للأثاث الدمياطي سواء بتراجعه أمام الأسواق الأخرى أو ارتفاع أسعاره وعدم جودته اتهامات باطلة، ومن يدعي ذلك فهو لا يعرف الحقيقة التي تؤكد أن سوق الأثاث الدمياطي شهد طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، والأرقام خير شاهد على ذلك، فالإحصاءات تؤكد أن صناعة الأثاث في آخر خمس سنوات تتقدم بمعدل سنوي لا يقل عن ففي عام 2001 كانت حصيلة الدخل من تصدير الأثاث الدمياطي حوالي 36 مليون دولار وفي عام 2005 بلغت حصيلة الدخل 129 مليونا و500 ألف دولار في حين بلغت حصيلة العام الماضي 280 مليون دولار.
وأشار إلى أن أهم أسباب هذه الطفرة هو دخول برنامج تحديث الصناعة في دمياط وتشغيل أكثر من 10 مصانع جديدة ومصانع أخرى لا تزال تحت الإنشاء، ووجود أكثر من 35 ألف ورشة صغيرة وبعض المصانع المتوسطة والمنتشرة في جميع مدن المحافظة ويعمل في هذه الصناعة أكثر من 350 ألف عامل وأكثر من 10 آلاف آخرين يترددون يوميا على المحافظة للعمل في هذه المهنة، كما يجري الآن الاتفاق على إنشاء معرض سنوي للأثاث الدمياطي في القاهرة.
وأوضح أن المصانع الكبيرة والمتوسطة في دمياط تمثل حوالي 20% من إنتاج التصدير، أما الورش الصغيرة والمنتشرة في جميع مدن وقرى المحافظة وعددها 35 ألف ورشة فتمثل 80% من إنتاج التصدير، مؤكداً أن دمياط لها تجربة فريدة في القضاء على البطالة داخل المحافظة، وهذه التجربة بدأ تعميمها في جميع المراحل التعليمية المختلفة، وأهمها صناعة الأثاث والحفر على الأخشاب وبالتالي لا يجد الطالب بعد تخرجه أي عائق في الحصول على فرصة عمل.
وفي ما يتعلق بظهور أسواق جديدة منافسة لسوق الأثاث في دمياط ومنها السوق الصينية التي بدأت منتجاتها من الأثاث تغزو جميع دول العالم، يقول عبد الرازق حسن رئيس جمعية الأثاث بدمياط إن الأثاث الصيني بدأ بالفعل يغزو أسواق العالم والسبب الرئيسي في ذلك رخص سعره ومناسبته لاحتياجات الكثيرين من محدودي الدخل، وأكد أن الأثاث الدمياطي له مميزات ينفرد بها عن أي سوق خارجية، أهمها أننا نستخدم الأخشاب الطبيعية والأيدي العاملة معا وهذا هو السر وراء زيادة الصادرات في الفترة الأخيرة.
المصدر: الانترنت
نشرت فى 7 مارس 2010
بواسطة abnenafsk
عدد زيارات الموقع
50,653
ساحة النقاش