فطريات المنطقة الصحراوية
تسلك الفطريات في تلك المنطقة استراتيجية الاجهاد والتي تمثل بالنمو في بيئات مجهدة تتسم بقلة المواد الغذائية الجاهزه والرطوبة المنخفضة او الجفاف والجهود الازموزية او الحرارة المرتفعة
هذه البيئات تظهر ظروف متطرفة لا تفضل النمو فيها اغلب الفطريات او الاحياء الاخرى لكن هذه المجموعة من الفطريات تكيفت مع بيئات كهذه بل اصبحت لا تتمكن من النواع النمو جيدا في البيئات المعتدلة وهكذا تعتبر الفطريات عموما وبعض هذه الانواع التي تسمى محبة للازموزيةOsmoohilic خصوصا من اكثر الاحياء تحملا للٍتراكيز العالية للمحاليل ان الفطر Monascus bisporus والخميره Saccharomyces rouxii
يتمكنا من النمو في بيئة ينخفض فيها جهد الماء الى 0.62و0.61 على التوالي علما ان الحامض النووي DNA يتشوه في جهد ماء اقل قليلا من ذلك .
ان امتلاك هذه الفطريات للكليسرول وغيره من الكحولات المتعددة يساعد على مقاومة فقدان الخلايا للماء وتحمي الانزيمات من تراكم الصوديوم . بالمقابل تتسم هذه الفطريات بمعدلات نمو منخفضة جدا وتضم هذه المجموعة الفطريات المتحملة للبرودة ( تنمو في 0 م ) والفطريات المتحملة للحرارة ( تنمو فوق 40 م ) عما ان الحد الادنى لدرجة الحرارة المنخفضة الذي يمكن ان تتحمله بعض الفطريات هو – 3 م والحد الاقصى هو 65 م
درجة الحرارة
ان المدى الحراري لنمو الفطريات يقع بين درجة الانجماد و 55م أي انه هنلك فطريات محبة للحرارة واخرى محبة للبرودة . ثمة دراسات تشير الى تحمل بعض الفطريات او ابواغها الى درجات حرارة علية تصل الى 85م لمدة 10 دقائق كما هو الحال مع الابواغ الكيسية للفطر Byssochlamys flva وتحمل فطريات تعفن الخشب لدرجة حرارة 105م لمدة تقل عن 12 ساعة . الاحياء المحبة للبرودة ومنها الفطريات تتمكن من البقاء والنشاط في درجات الحرارة الواطئة من خلال زيادة نسبة الاحماض الدهنية غير المشبعة وزيادة مجاميع الاحماض الدهنية ذات الرؤس الدهنية الكبيرة وكذلك البروتينات وصبغات الكاروتين غير المستقطبة في اغشية الخلايا لزيادة سيولتها وتمكينها من العمل تحت ظروف الانجماد وتكون هذه الاحياء بروتينات مضادة للانجماد وسكر التريهالوز وبعض انواع السكريات المعقدة الخارجية التي تساعد على تحمل الخلايا لدرجات الحرارة الشديدة الانخفاض وتمنع تكوين البلورات الثلجية داخل الخلايا كما تمتلك هذه الاحياء انزيمات فعالة في البرودة هذه البروتينات ذات تكيب يسمح بتخفيض طاقة التنشيط اللازمة للتفاعل وتقاوم التشويه في درجات الحرارة المنخفضة مما يساعد الفطر على مقاومة ظروف البرودة القاسية تكيف ابواغه على الانبات في الربيع والصيف
الاس الهيدروجيني ( PH )
الاس الهيدروجيني او درجة الحموضة او القاعدية او ال PH هي مقياس لتركيز ايونات الهدروجين اوالهيدروكسيل للوسط حيث ان PH تساوي لوغارتم تركيز ايونات الهدروجين ويمكن ان تساوي 1الى 14 لاي محلول
جميع الاحياء الدقيقة تجد نفسها ملزمة للتكيف مع PH الوسط المحيط او البيئة من بين اهم اوجه هذا التكيف وخصوصا للاحياء التي تنمو على واسع من Ph كما هو الحال مع الكثير من الفطريات هو القدرة على التعبير عن الجينات التي يكون غاية عملها مرتبطا بوظائف على سطوح الخلايا او البيئة هذه الجينات تشمل تلك المشفرة لآنزيمات والانزيمات الخارجية والانزيمات المشتركة في اخراج الايضات من داخل الخلايا وطرحها الى الخارج كالسموم والمضادات الحيوية والانزيمات المشتركة في تحوير مابعد الترجمة للبروتينات المفرزة الى الخارج . ثمة نظام مسؤل عن تنظيم نسخ الجينات من اجل ان يتم التعبير عنها فقط عندما يكون PH الوسط يسمح بتحقيق عملها لابد للخلية من تحسسس الPH وتوصيل الاشارة الى عامل النسخ الذي يتضمن مكون اندوسومي واحد على الاقل . في الفطر الكيسي الخيطي Aspergillus nidulans يعاني عامل النسخ PacC الذي يعمل كمنشط للتعبير الجيني في الظروف القاعدية وككابح لها في الظروف الحامضية .
الضوء
تظهر البحوث المشورة ان ثمة استجابات مختلفة يعكسها نمو الفطريات لتأثير الضوء المرئي (400 - 800 )ملكف ففي حين يحفز الضوء نمو بعض الانواع فانه يثبط نمو البعض الاخر . ان استجابة نمو بعض انواع الفطريات لفترة التعرض للضوء تتعتمدعلى شدة الضوء فعند تعريض الفطريات للضوء بشدة منخفضة 160او 300 قدم شمعة / انج المربع لم يتاثر نمو الفطرين Myrothecium verrucaria و Pestalotia gracilis باطالة فترة التعريض للضوء في حين تحدد نموالفطر Pleurotus ostreatus بينما في شدة الاضاءة العالية 950قدم شمعة/ الانج المربع لم يتأثر نمو الفطر Myrothecium لكن نمو الفطرين Pestalotia gracilis و Pleurotus ostreatus انخفض مع زيادة مدة التعريض اليومي للضوء. تشير الدراسات ايضا الى ارتباط تاثير الضوء بحث تكوين بعض الصبغات كالكاروتينات او الميلانين في بعض الفطريات ويبدو ان الطيف الازرق منه هو الاكثر تأثيرا. تم اكتشاف الاوبسينات ( Opsins ) وبعض البروتينات المرتبطة بالاوبسين في الفطر Neurospora crassa ان هذه المواد تعمل في منظومة تحسس ونقل اشاري للضوء ينعكس على النمو وعدد من الفعاليات الفسلجية الاخرى ان الاطوال الموجية القصيرة للاشعة فوق البنفسجية تؤدي الى احداث طفرات وراثية قاتلة بينما تستخدم الاطوال الموجية الاعلى لاحداث طفرات غير قاتلة تستخدم كمصدر للتغاير يمكن من الحصول على سلالات مقاومة للظروف البيئية القاسية
الرطوبة
الرطوبة تشير الى الماء الموجود في الوسط وكذلك الموجود في الهواء بشكل بخار ( رطوبة نسبية ) يوجد الماء في الوسط بعدة اشكال فهناك الماء المرتبط في تركيب جزيئات بعض المواد وهو غير جاهز للاستغلال من قبل الفطر وهناك الماء المقيد او المدمص على سطوح الجزيئات الغروية كما يوجد الماء الحر وهو الجزء القابل للانتشار الحر والاستقلال من قبل الفطر من اجل تخفيض جهد الماء او الفعالية المائية aw او رفع الجهد الازموزي تقوم الفطريات بزيادة تركيز جزيئات الكحولات المتعددة خاصة الكيلسرول وهذا مختلف عما تقوم به البكتريا المحبة للملوحة التي تدخل KClمقابل طرد +Na لتحقيق الهدف نفسه يتميز الكليسترول بانخفاض معامل تثبيطه لعمل الانزيمات بحيث انه يستخدم لحفظ الانزيمات ولهذا العامل اهمية بيئية حيث يؤثر في قدرة الفطر على اختيار بيئة النمو .
الاوكسجين
الاوكسجين بتركيزه الاعتيادي في الهواء حوالي 20 % تأثير ايجابي على نمو الفطريات فمن المعروف ان معظم الفطريات احياء هوائية مع وجود فطريات لاهوائية اختيارية مثل بعض انواع الخمائر وانواع قليلة لاهوائية اجبارية مثل بعض انواع الكتريدات ان هذا العامل ربما يكون محددا لعمق بيئية الفطر في التربة . تكون نسبة الاوكسجين في غازات التربة 15 – 20 % بعمق 30 سم من سطح التربة وتختلف هذه النسبة في الترب الرملية حيث تزداد نسبة الاوكسجين وتتناقص مع زيادة العمق وانخفاض درجة الحرارة في فصل الربيع ولكنها ترتفع في فصل الصيف .
المستنبتات الفطرية Endophytic fungi
عرفت المستنبتات الفطرية على انها الاحياء الدقيقة التي تستعمر الانسجة الحية للنباتات دون ان تسبب تأثيرات سلبية واضحة ومع ان المستنبتات تشمل بالاساس الفطريات والبكتريا لكن من غير المستبعد ان تشمل احياء دقيقة اخرى كالمايكوبلازما والاركيبكتريا مع عدم توفر دليل على ذلك في الوقت الحاضر علما ان معظم النبتات لم يتم استكشافها . وهذه العلاقة التعايشية مكنت الفطريات بالاضافة الى النباتات من مقاومة عوامل الاجهاد بالاضافة الى الجفاف . من الامور المهمة التي اهلت الفطر المستنبت لتطوير التعايش مع النبات هونموه المنضبط مابين المسافات البينيةفي انسجة النبات الخيوط الفطرية لاتتفرع ابدا خلال جدران الخلايا النباتية ولا يكون الفطر تراكيب تغذوية مثل الممصات كما في العديد من الفطريات الممرضة ولا تراكيب شجيرية كما في فطريات المايكورايزا علما ان بعض الفطريات يمكن ان تستعمر الحزم الوعائية دون احداث المرض في النبات الضرر الوحيد الذي يسببه الفطر المستنبت للنبات هو عند تكوينه الحشية الكيسية حيث تنهار خلايا البشرة مسببة زيادة معدل النتح وزيادة جريان المواد الغذائية في الفرع الذي تتكون عليه الحشية الفطرية كما يمكن ان يتحمل النبات المصاب بالمستنبتات الجفاف من خلال
1 – مراكمة ونقل نواتج البناء
حيث ان محتويات افرع بعض انواع النباتات البرية المصابة بالمستنبتات بالمواد السكرية غير البنائية تكون اعلى من غير المصابة تحت ظروف الرطوبة الطبيعية كما ان تراكم الكلوكوز والفركتوز اكثر من النباتات غير المصابة تحت ظروف الاجهاد
2 – ضبط الجهد الازموزي
في النباتات المصابة بالمستنبتات يمكن ان يتم التحكم بزيادة الجهد الازموزي من خلال تراكم السكريات الذائبة وايضات الفطر من المانتول والارابيتول والحامض الاميني برولين وغيره من الاحماض الامينية وكذلك القلويدات من نوع Loline
3 – المحافظة على مرونة جدران الخلايا
وذلك من خلال زيادة وزن الامتلاء نسبة الى الوزن الجاف والذي يعني قدرة النبات على امتصاص كميات اكبر من الماء دون تمزق الخلايا مما يدل على زيادة مطاطية جدران الخلايا
ساحة النقاش