طالب موريتاني

مدونة.. منوعات.. طبية.. أدبية.. واكاديمية...وجامعـــــــــية.شروحات متميزة في عالم الموبايلات والكومبيوترات.مقالات متنوعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

  جامعـة انواكشــوط

كلية العلوم القانونية والإقتصادية                               العام الجامعي:2009-2010م

          قسم القانون

      أولى ليسانس قانون 

 

 

نشر في الشبكة العنكبوتية بواسطة عبد السلام ولد عبد الله

الأعمـــال التطبيقيـــة

المادة:

 

تاريخ القانون والمؤسسات الاجتماعية

بحث حول :

نشأة الأوضاع السياسية في بلاد مابين النهرين

 

 

إشراف أستاذ المادة:

يعقوب سيف

إعـداد

- لمرابط ولد محمد

- محمد المختار ولد الشيخ

  

 

 

 

 

مقدمة:

لقد أطلق الباحثون تسميات مختلفة على العراق القديم منها بلاد سومر، وبلاد أكد، وبلاد بابل، وبلاد آشور، وبلاد مابين النهرين (دجلة والفرات) والتي يطلق عليها بالصيغة الأجنبية "ميزوبوتاميا" غير أن التسمية التي شاعت بين المؤلفين و خاصة العراقيين منهم في الوقت الحاضر كانت العرق القديم، حيث يرون أن هذه التسمية هي من أدق التسميات جغرافيا وتاريخا.

ومهما كثرت التسميات واختلفت تظل هذه البلاد منطلق حضارة من أعرق الحضارات إشعاعا في العالم القديم وهي الحضارة البابلية المكونة من جنوبي منبسط ارتبط به تاريخ بابل وجزء شمالي جبلي ارتبط به تاريخ آشور.

ولم يكن البابليون والآشوريون الشعبين الوحيدين الذين سكنا هذه البلاد لكنهما الوريثين لحضارات شعوب عديدة قدم بعضدها من جهة إيران أو الأناضول مثل السومريين والآسيويين وقدم البعض الآخر من جهة سوريا فكان الأكاديون والسامر يون.

ولقد نشأت الأوضاع في بلاد مابين النهرين في شكل دويلات متعددة وما يحيط بها من الأرض وما تختص به من خصائص وهكذا قامت الدول والمدن كما سماها المؤرخون وعلى هذا النحو كانت المدينة هي الخلية الأساسية في التنظيم السياسي ويتم تأسيسها بناء على أوامر من الآلهة.

ومن أهم مميزات الأوضاع السياسية في الحضارة وجود نظام دويلات المدن وكانت السلطة تمارس من قبل حاكم واحد وقد أدى الإنقسام إلى قيام حروب بين هذه الدويلات وأستطاع حمورابي أن يحقق الوحدة السياسية وأن يجعلها إمبراطورية عظمى.

 

وسنتناول هذا الموضوع حسب المنهجية التالية:

 

مقدمة

 

المطلب الأول: نشأة الأوضاع السياسية

 

     الفقرة الأولى: مرحلة ما قبل الوحدة    

     الفقرة الثانية: مرحلة ما بعد الوحدة

 

المطلب الثاني: نظام الحكم

 

 

     الفقرة الأولى: اختيار الملك

     الفقرة الثانية: صلاحيات الملك

 

الخاتمة

    

  

1

 

 

المطلب الأول: نشأة الأوضاع السياسية

 

لقد مرت الأوضاع السياسية في بلاد مابين النهرين (دجلة-الفرات) في شكل دويلات متعددة تتكون كل منها من مدينة معينة وما يحيط بها من أرض وهكذا قامت دول الدن بمرحلتين أساسيتين ولذلك سنستعرض في الفقرة الأولى مرحلة ما قبل الوحدة ثم مرحلة ما بعد الوحدة في الفقرة الثانية.

 

الفقرة الأولى: مرحلة ما قبل الوحدة

 

 نشأت بلاد مابين النهرين في شكل دويلات متعددة تتكون كل منها من مدينة معينة وما يحيط بها من أرض وهكذا قامت دول المدن كما أسماها المؤرخون.

وعلى هذا النحو كانت المدين هي الخلية الأساسية في التنظيم السياسي وكان تأسيس المدينة عملا إلهيا يتم بناءها على أوامر الآلهة بوصفها مركز العبادة.

وشهدت بلاد مابين النهرين مرحلة من التشتت القبلي والتنازع بين سكان هذه البلاد الذين ينتمون أساسا إلى جنسين هما السومريون وهم سكان غير سامين وينتمون إلى جنوب البلاد والأكاديون من الشمال وهم من السامين وينتمون إلى (أكاد) الواقعة في شمال سومر لتنتقل إلى مرحلة التنازع بين مدن تركزت واستقلت وراحت كل واحدة منها تسعى للسيطرة على الأخريات كما هو الحال بشأن "أور" "أوما " "أرك" "ماري" وهي جميعها مدن أسسها السومريون.

 

الفقرة الثانية: مرحلة ما بعد الوحدة

 

لقد انبثقت عن الإحتكاكات الحضارية والسياسية أعظم مملكة شهدتها بلاد مابين النهرين بدأت مع حكم الملك حمرابي 1686-1748 قبل الميلاد ، الذي استطاع توحيد هذه البلاد هذه البلاد وجعل اللغة الأكادية اللغة الرسمية للدولة الموحدة، فوحد سومر في الجنوب وتلتها أكاد شمالا وبابل مستقبلا وفي أقصى الشمال آشور وهكذا حكمت بابل فترة من الزمن استمرت حتى 1550 قبل الميلاد، وحينها توحدت البلاد في دولة واحدة منذ حكم الأسرة البابلية وخاصة عهد حمورابي ظلت فكرة اعتبار الملك وسيطا بين الآلهة والشعب  هي السائدة غير أن هذا العهد تميز بانفصال السلطتين الدينية والسلطة الزمنية عن بعضها.

 

 

 

 

2

 

 

المطلب الثاني: نظام الحكم

 

تميز نظام الحكم بلاد مابين النهرين في جميع العصور بأنه حكم إلهي مطلق فالسلطة والسيادة للآلهة والملك يتولها بصفته ممثلا له ونائبا عنه وأحيانا يعتبر الملك هو نفسه إلها بين البشر ولذلك سنستعرض في الفقرة الأولى اختيار الملك ثم في الفقرة الثانية صلا حيات الملك.

 

الفقرة الأولى: اختيار الملك

 

ولأن الملك ممثل الآلهة فهي التي تختاره وتوعز إلى الكهنة العلامات الدالة عليه ومن هنا كانت شرعية تولي الملك السلطة مردها اعتراف الكهنة به ونتيجة لتلك الصفة يتمتع الملك بسلطات في مواجهة شعبه ولا تتم محاسبته إلى من قبل الآلهة و القيد الوحيد على سلطة الملك هو خشية الآلهة وطلب المثوبة منها ومما يترتب على ذلك أيضا أن كسب رجال الدين مكانة متميزة في المجتمع واصطبغ الحكم بصبغة دينية غير أن الصراع المرير بين الملوك والكهنة ظهر مبكرا وأثمر انفصال السلطة الدينية عن السلطة الزمنية في زمن حمورابي .

وأما الملك فكان الوسيط بين الآلهة و البشر أو نقطة التلاقي بين السماء والأرض فلم يكن وضع ملوك بلاد مابين النهرين مماثلا لفراعنة مصر مثلا، حيث كان الملك نفسه هو الإله وليس مجرد وسيط بين الآلهة والناس.

ولقد لعبت المعابد دورا هاما في الحياة الإقتصادية للبلاد حيث كان للآلهة أملاكهم الخاصة ومخازن غلالهم وعبيدهم وهي أملاك تتبع للمعابد التي تتصرف في ريعها وقد تكونت هذه الأملاك مما كان يقطعه كبار الملوك للمعابد أو ما يقدمونه لها أملاك طلبا لرضاها وتجنبا لسخطها.

وقد كان من المحظور التصرف في أموال المعابد على أي نحو ما عدا إيجار الأرض الذي سمح به على أن تستعمل الأجرة لصالح المعبد ورغبة في حماية أموال المعبد كان أي اعتداء على هذه الأموال بالسرقة أو غيرها يعرض مرتكبه لعقوبة الإعدام.

 

الفقرة الثانية: صلاحيات الملك

 

أما الملك ويسمى (إنصاج) فهو ممثل الإله في الأرض يستودعه السلطة وينوب عنه في استغلال الأرض سواء في ذلك السلطة الدينية أم السلطة الزمنية  ولذلك كان الملك كبير الكهنة فضلا عن سلطته الزمنية.

وتطبيقا لهذه السلطة كان على الملك أن يحفظ النظام والأمن ويحمي الضعفاء داخل إمارته ويعمل على كفالة تقدم مجتمعه وهو الذي يتولى القضاء بين المواطنين.

 

3

 

ومن جهة أخرى كان هو الكاهن الأكبر وهو الذي يدير أموال الآلهة، وقد كان للملك أمواله الخاصة ، فهو لم يدع في يوم من الأيام أنه المالك الوحيد لأرض البلاد جميعها كما ادعى الفراعنة في مصر.

وباعتبار الملك وسيطا بين الآلهة والبشر ، قد جعل مسؤوليته مباشرة أمام الآلهة إذا لم يحقق الخير للجماعة ويكفل العدالة بين الناس، وكانت الملكة زوجة الملك هي التي تساعده في إدارة البلاد ويساعدها "النوباندا" أي المشرف العام وهو أمين الخزانة والمشرف على المشاريع والشؤون الزراعية وصاحب القصر وسجل العقود.

وتشير الوثائق إلى وجود عدد من "النوباندا" يختص كل منهم بالإشراف على قطاع أو عمل معين ويتبع كل منهم عدد من الموظفين، كما تشير الوثائق التاريخية إلى أن ملوك بلاد مابين النهرين قد استعانوا بالوزراء لمساعدتهم على الإدارة وعلى رأس هؤلاء الوزير الأول المسؤول مباشرة أمام الملك.

وكان الملك حمورابي بموجب هذه السلطة يرسل السفراء إلى الدول الأجنبية ويستقبل وفودها ويعلن الحرب ويعقد المعاهدات، وكذلك كان يمتلك سلطة عسكرية وإدارية فهو يمارس القيادة العسكرية من جهة كما يمارس السلطة التنفيذية من جهة على البلاد عن طريق جهاز إداري بالغ التعقيد.

 

 

الخاتمة:

لقد تعرضنا في هذا البحث الذي هو نشأة الأوضاع السياسية في بلاد مابين النهرين التي شهدت حضارتها المعروفة واستخلصنا من خلال البحث عدة أمور

-مساهمة الحضارة في بناء الشعوب وجعلها في مستوى من الفهم والتحضر مما يجعلها حضارة أساسية.

- ساهمت هذه الحضارة في تطور الأوضاع السياسية والإجتماعية والإدارية ومهدت الطريق أمام حضارات شهدتها البشرية بعد ذلك كما تطرقنا للأوضاع السياسية في بلاد مابين النهرين وكيف قامت الإمبراطورية والشعوب التي ساعدت في قيامها وكيف كانت أوضاعهم والمراحل التي مرت بها هذه البلاد قبل استقرارها إمبراطورية عظمى.

 

  

 

 

 

 

 

المصدر: طلاب جامعة انواكشوط-كلية العلوم القانونية والإقتصادية
abdsalam

كل ماعندي بلا قيمة إذا لم تعلقوا أوتصوتو عليه الإنسان يستفيد من الأخطاء

  • Currently 69/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 3684 مشاهدة

ساحة النقاش

عبد السلام ولد عبد الله

abdsalam
عبد السلام ولد عبد الله من موريتانيا السن 22 سنة طالب في جامعة انوكشوط يمكنكم مراسلتي على الايميل [email protected] او www.abdsalam.fr.gd »

إبحث من هنا

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

101,332

إتصل بنا