يشكّل الرّزق هاجساً لكثيرٍ من النّاس ، فترى ربّ الأسرة يخرج من بيته مبكراً ليسعى على قوت عياله ، همّه الوحيد أن يجلب لأسرته السّعادة بما يجلبه لهم من مالٍ يستطيعون به أن يأكلوا ويشربوا ويتمتّعوا بالمباحات في هذه الحياة الدّنيا ، فالمال محبّب للنّفوس ولا ريب ، وقد عدّه الله سبحانه وتعالى من زينة الحياة الدّنيا ، فقال سبحانه ( المال والبنون زينة الحياة الدّنيا ، والباقيات الصّالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا ) ، فالمال عند المؤمن وسيلةٌ يتحصّل بها على القوت والمسكن إلى غير ذلك من الأمور ، ولا يجب أن يتحوّل المال إلى غايةٍ يسعى الإنسان إليها لذاتها فيصبح عبداً ذليلاً لها وكما قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ) ، فحبّ المال لذاته يستعبد الإنسان له . و المسلم وهو مأمورٌ بالسّعي في مناكب الأرض عن الرّزق ، يسعى لأن يكون رزقه حلالاً طيباً يرضى الله عنه ، فالمسلم محاسبٌ عن ماله يوم القيامه من أين اكتسبه وكيف أنفقه ، والكسب الحلال الطّيب هو مدعاة لاستجابة الدّعاء ، فالله سبحانه وتعالى لا يستجيب الدّعاء من رجلٍ يكون ملبسه ومأكله حرام ، فمن أطاب مطعمه استجيبت دعوته ، وكذلك إنفاق المال يجب أن يكون في مصارف الخير والمتع المباحة وقد جعل الله الحسد في اثنتين منها أن تحسد شخصاً آته الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل والنّهار . و من الأمور التي تجلب الرّزق الاستغفار ، فالإستغفار من الذّنوب مجلبةٌ للرّزق ، وإنّ المطر الذي ينزله الله على عباده هو جزءٌ من الرّزق حيث قال سبحانه ( فقلت استغفروا ربّكم أنّه كان غفارا ، يرسل السّماء عليكم مدرارا ) ، وكذلك بيّن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه من سرّه أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ، فصلة الأرحام مجلبةٌ للرّزق أيضاً ، وأخيراً أن يتصدّق المؤمن من ماله ويدفع زكاته ففي ذلك البركة والزّيادة والنّماء ، وما من يومٍ إلّا ويدعو فيه ملكان اللهم أعط منفقاً خلفاً ، وأعط ممسكاً تلفاً ، وقد أقسم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ثلاثة منها أنه لا ينقص مالٌ من صدقة ، جعلنا الله من المتصدّيق المتّقين دائماً .
ساحة النقاش