الشاب المسلم

كل ما يهم الشباب المسلم

authentication required

 

طبيعتك الحقيقية تتميز بالسمو


ليس هناك عيب في أن يكون المرء ناجحًا. بل إن الهدف من الحياة في الواقع هو الفوز. لكن ماذا لو انه خلال سعيك لتحقيق هذا الفوز، شاركت بالصدفة في لعبة مثيرة ومجهولة، ويستحيل تحقيق الفوز فيها بغض النظر عن مدى جودة أدائك أو مدى التزامك بالقواعد؟ ففي المواقف التي كان ينبغي أن تجد فيها الحرية التي تمكنك من الجري كما تحب، وجدت نفسك تتحرك فيها بمزيد من الروتين خلال أيامك؛ وكل يوم من هذه الأيام يشعرك بقدر من الإحباط يفوق ما تشعر به من تحقيق الذات، لأنك تسعى في ظل ضغط متزايد من أجل تحقيق النجاح!

وكما لو أن هذه الحالة المؤسفة لم تكن سيئة بالقدر الكافي، فإنك في أي وقت تنظر فيه لمن حولك من اللاعبين كي ترى طبيعة أدائهم، تجد أنهم محبطون من اللعبة مثلك تمامًا. وفي الحقيقة لم يكن أحد يفوز بأي شيء!

وفي يوم ما، تكتشف ما يصيبك بالصدمة والذهول. لقد وجدت أنك مثل غيرك كم اللاعبين، خُدعت بالمشاركة في هذه اللعبة السخيفة، وإتباع قواعد اللعب التي تعلمتها والتي تتيح لك تسجيل الأهداف لكن لا تسمح لك بالتوقف
عن الجري! لقد كان بإمكانك المنافسة، لكن دون القدرة على تحقيق أي نصر باقٍ أو ذي معنى أو هدف.

 هذه الاستعارة المجازية تعطينا لمحة صارمة عن موقفنا الحياتي الحالي. ولكونها تحديدًا رؤية صارمة لا مرونة فيها، فإنها لا تخبرنا فحسب بسبب شعورنا بان أيامنا عقيمة، وإنما تشير أيضًا إلى حل لم يكن هناك مجال للتفكير فيه سابقًا لموقفنا المؤسف. ربما تكون هناك طريقة للفوز، رغم كل شيء!

ولأول مرة، نبدأ في فهم سبب تعرضنا لخسائر في علاقاتنا وأحوالنا اليومية في كثير من الأحيان، رغم بذلنا قصارى جهدنا كي نتمكن من الوصول للقمة. فعندما تتراكم الإحباطات، تبدو الحياة قاسية أكثر من كونها ممتعة. نرغب في الاستسلام والانسحاب. لكننا لا نستطيع. فالقواعد التي تعلمناها ونلعب وفقًا لها، لا تغطي أو حتى تعترف بإمكانية أن نحيا خارج ميدان اللعب. وهكذا نشعر بأننا مقيدين وبالتدريج بالقشعريرة دون أن ندري. ونكف عن الاهتمام بالأشياء الباقية التي تجعل الحياة طيبة وكريمة، ونبدأ في تمني تلك اللحظات التافهة التي تجعل حياتنا على أرض الملعب مقبولة ومحتملة.

أنصت إلىَّ. لا تستسلم. لست مضطرًا لذلك يمكنك تحقيق الفوز بطريقة جديدة ومميزة. كيف؟ فقط حرر ذاتك!

حرر ذاتك من جميع القواعد المألوفة العقيمة القاسية التي تخبرك بأن الحياة قد تصبح بلا معنى إذا لم تدخل في أي صورة من صور الصراع. كف عن العودة إلى رغبتك البالية العقيمة في أن تتحسن حياتك كلما أطلت مدة اللعب فيها. لن يتحقق ذلك؛ إلا إذا كنا نعتقد أن الشعور بالإنهاك هو نفسه الشعور بالقوة والسمو. هذا هو سبب حتمية أن نبدأ في رؤية الحقائق.

نعم، حرر ذاتك. انسحب. لا شيء يمكن أن يعوقك. صدقني، هذه أول خطوة على الطريق الموصل للفوز الحقيقي. لا تبال بأي اتجاه تسير فيه. فهذا الأمر لي له أهمية تذكر. لماذا؟ لأن الانسحاب مما هو زائف معناه المضي قدمًا نحو ما هو حقيقي. قد لا يبدو الأمر على هذا النحو في البداية، لكن لأول مرة في حياتك ستعمل قواعد الحياة لصالحك.

وإليك الكيفية التي تعمل بها:

تحرير ذاتك مما يقيدك هو الطريقة التي تتعاون بها مع السمو. طبيعتك الحقيقية سامية كما ترى. وتلك وجهتك الجديدة. لكنك لا تختارها. كلا. إنك تسمح لنفسك بالارتفاع والسمو. قد يشعرك هذا بدم الارتياح، وربما حتى بالخوف في البداية، لكن بمرور الوقت، سوف تعتبره حاجة طبيعية.

تعلم أن تكون متعاونًا مع القواعد الواقعية للحياة ومع المبادئ والأسس الصادقة لها، ودعها تسمُ بك. هذه مهمتها. بمجرد أن تكف عن اختيار الخسارة، يحل الفوز محلها دون عناء. الأمر بهذه البساطة. المؤلف والفيلسوف السويسري هنري فريدريك أميل، أدرك أهمية أن ننسجم مع القواعد الحقيقية للحياة، كما وصف الصورة التي تكون عليها حياتنا إذا لم نفعل ذلك.

"ذلك الإنسان الذي يسبح مع التيار، ولا يوجه نفسه وفقًا لمبادئ أعلى وأسمى، وليست لديه مثل عليا ولا معتقدات- مثل هذا الإنسان هو مجرد شيء يتم تحريكه وليس كائنًا حيًا متحركًا بذاته- هو بمثابة الصدى لا الصوت. الإنسان الذي ليست لديه حياة داخلية هو عبد لبيئته المحيطة كما أن البارومتر عبد مطيع للهواء".

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2015 بواسطة abdou100

ساحة النقاش

عبد القادر

abdou100
عبد القادر شاب عربي مسلم عمره 32 سنة من جنسية تونسية مهنته تقني سامي في الهندسة الالكترونية اختصاص برمجة اعلامية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,254