authentication required





80
محمود سلطان
19
فبراير
2013
03:31 PM



الإخوان المسلمون جماعة كبيرة ولها تاريخ أكبر، والأكثر خبرة في العمل السياسي، ليس فقط داخل الحالة الإسلامية، ولكن من بين الجماعات السياسية الأخرى كافة على تنوعها واتساعها.

قبل الثورة.. كانت الجماعة ترفض تقنين وضعها كحزب سياسي، بوصفها تملك "السند التاريخي" باعتبارها الأقدم، ما ينزلها منزلة أكبر من "التقنين".. وهي وجهة نظر، قد قبلها البعض بحكم "الواقع الموضوعي" الذي في بعض الأحيان، يكون قد تجاوز سلطة التشريعات القائمة، ولا تستطيع الأخيرة فرض ولايتها عليه.. وهي ظاهرة موجودة في مصر، وليست جماعة الإخوان "بدعة" منها.. إذ تكاد الجماعة الصحفية المصرية، تتمتع بهذه الظاهرة، على ذات القدر الذي اعتمد عليه الإخوان في تقديم مسوغات استيائها من مطالب التقنين التي لم تنقطع حتى الآن.

فالجماعة تستمد شرعيتها من "التاريخ".. في إحساس تنظيمي بأنها "الكبيرة".. هو إحساس له استحقاقات على رأسه أن تتصرف مثل "الكبار".. خاصة أنها تحولت من موقع "المعارضة" إلى صدارة "السلطة".. وهو استحقاق آخر، يقتضي التدقيق في خطابها السياسي وفي أدائها الرئاسي.

يوم أمس الأول 18/2/2013، تفاقمت الأزمة بين الإخوان المسلمين "الرئاسة" وبين الدعوة السلفية "حزب النور" على خلفية قرار رئاسي بإقالة مستشار الرئيس القيادي السلفي والأكاديمي بكلية العلوم د.خالد علم الدين.

حتى الآن لا يعرف الرأي العام، سبب الإقالة.. فيما أصيب حزب النور بالصدمة وبالغضب، لإحساسه بأن القرار صدر بشكل استهدف خروج علم الدين بـ"فضيحة" من القصر الرئاسي.

المشكلة التي لم يكترث إليها الإخوان، هي "توقيت" صدور القرار.. إذ أنه صدر بالتزامن مع تنامي الوهج السياسي لحزب النور، عندما نحى ـ في الأزمة الأخيرة ـ منحى "مستقلًا" عن الجماعة، من خلال اعتراضه على ما يوصف بـ"أخونة الدولة" من جهة.. وتقديم نفسه للقوى المدنية بوصفه "قوة مستقلة" وطرفًا "وسطًا" بين "غلوين" ـ الإخوان والإنقاذ ـ من جهة أخرى، وهي الخطوة التي قوبلت بقلق كبير داخل جماعة الإخوان المسلمين واعتبرتها بعض المرجعيات الإخوانية "خيانة" من "الحلفاء" التقليديين للجماعة.

ليس بوسع أحد أن يعاتب "النور" على غضبه.. لأن هذا "التزامن" يعزز من الاعتقاد، بأن قرار الإقالة وإن كان ـ في ظاهرة ـ يستهدف "تصفية معنوية" لـ علم الدين, إلا أنه في فحواه الحقيقي ربما ـ وهو ما ترجحه أعلى سلطة في الدعوة السلفية ـ كان موجهًا إلى "النور" كإجراء عقابي على موقفه الأخير.

والحال أن قرار الإقالة وعلى هذا النحو الذي يستسهل الخوض في الأعراض، كان مؤلمًا جدًا، ولا يليق مطلقًا بجماعة كبيرة في حجم ووزن الإخوان.. ولا بأرفع مؤسسة سياسية في البلاد "الرئاسة".. إذ خلا القرار من "وقار" المنصب.. ومن "إرث" التاريخ .. الذي تعتبره الجماعة "درة" عمامتها التنظيمية.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 99 مشاهدة
نشرت فى 20 فبراير 2013 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,335