25 Share on print محمد موافي 05 نوفمبر 2012 05:31 PM

الشيء بالشيء يذكر, فطالما تم وقف برنامج مصر الجديدة, على فضائية الناس, فالناس تطالب بوقف كل برنامج زاعق لا هَمّ له إلا الفتنة والتعطيل, نطالب بتعميم الحكم, بوقف كل التعديات التي تحدث ليلاً ونهارًا على بعض الفضائيات, وبحبر الصحف الزرقاء والصفراء والحمراء, والتي لم يبلغ خالد عبد الله عشر معشارها من تعديات, فالمساواة عدل.

أما الجزيرة مباشر مصر, فقد أوقفوها لسبب لم يلتفت إليه أحد, وهو إزاحتها من الملعب لصالح قنوات جديدة تغسل أموالها من خلال كاميرات منتشرة, ونفس مكان كاميرات الجزيرة مصر, يعني فتش عن البيزنس, والله أعلم بما تحت الطاولة, فهل ثمة سبب؟, أم سيستمر سؤالنا ويمر دونما عجب.

وقضت المحكمة تجديد ترخيص الجزيرة مباشر مصر, مع أن المسألة لم تكن أساسًا تحتاج حكمًا, فالجزيرة مصر مارست عملاً مهنيًا, في الوقت الذي كانت معظم قنواتنا تمارس شيئًا آخر.. وقتها لم يجد وزير الإعلام المحسوب على المجلس العسكري حيلة لمواجهة عجز مؤسسته, غير إطفاء زهوة الجزيرة, وليته قدم بديلاً وطنيًا يملأ الفراغ الكبير الذي خلفته الجزيرة, بل راح يزيد الطين بلة داخل التليفزيون المصري, وتم تعيين العشرات بنفس منطق النظام السابق, وتجاهل الكوادر المهمة الموجودة, ناهيك عن المواهب التي تثير حقد من بيدهم الأمر...

الجزيرة مباشر قدمت نشرة أخبار بسيطة, انتقلت بكاميراتها إلى المحافظات, وحكت لنا حكاياتنا, بينما كانت نشراتنا تعيش على قديمه,, تبدأ بنشاطات المجلس العسكري ثم الرئيس فيما بعد,, وتطوف على ما تلتقطه من صور العراق و فلسطين,.. حتى أصبحنا نهتم بالآخر, بينما اهتم بأخبارنا الآخر, وضعنا الآخر أمام المرآة بمهنية, فأغلقناه وطاردناه, دون حتى النظر في الأعداد الكبيرة التي تعمل مع تلك القناة,.

حكى لي "جمال نازي" ابن ماسبيرو وعملنا معًا في البي بي سي, ولديه خبرة مهنية محترفة, ولديه مكتب يقدم خدمات للقنوات العربية, حكى لي كيف صودرت معداته, وعومل معاملة اللصوص, وتسريحه لخمسة وستين موظفاً.. قال لى: إن مصر لم يتغير بها شىء.

الجزيرة مباشر مصر, قدمت إعلامًا, انتقدناه أو أعجبنا به, فهل استطاع إعلامنا الرسمي وغير الرسمي إظهار الحرفية والمهنية لمنافستها؟ فقط كان السلاح: الحجب والمسح, والمسح حجة البليد.