authentication required

يضم بين جدرانه رفات الخديو إسماعيل وأولاده وزوجاته ووالدته والملك فاروق وشاه إيران مسجد الرفاعى.. مقبرة الملوك ومطمع لصوص الآثار الأحد 7 أكتوبر 2012 10:49:17 AM كتب - حسام عيسى

 

مسجد الرفاعى.. أحد أعظم الآثار الإسلامية التى تعكس فى فخامتها وروعة بنائها مدى التطور المعمارى فى الحضارة الإسلامية، أصبح له وضع استثنائى بسبب عدد السرقات والمخالفات التى امتدت لسرقة زخارف القبور الأثرية والتى تعود لعصر الخديو إسماعيل، ولذلك يتم إغلاق المسجد بعد الخامسة مساء كل يوم أمام الزوار، وإغلاقه أمام المصلين وقت صلاة الفجر؛ حيث تنفذ أغلب السرقات فى هذا التوقيت.

يعود تاريخ المسجد إلى عام 1869 عندما قررت خوشيار هانم والدة الخديوى إسماعيل شراء مساحة واسعة من الأرض لبناء مقابر تكون حاضنة لرفاتها وأسرتها، وقامت بشراء أرض المسجد والأماكن المجاورة لها وتم هدم ما كان فيها، وعمدت إلى بناء مسجد كبير يكون مدفنا لها ولأبناء أسرتها من بعدها، وتم تسميته باسم "الرفاعى" نسبة للشيخ أحمد الرفاعى شيخ الطريقة الصوفية المعروفة بالرفاعية، إلا أنه لم يدفن به، غير أن هذه التسمية لازمت المسجد نسبة للشيخ المدفون به وهو على أبى شباك من ذرية الشيخ الرفاعى.

تكوين المسجد

ذهبنا فى جولة ميدانية داخل أروقة المسجد مع نسرين نبيل مفتشة الآثار الموجودة بالمسجد لننقل الصورة التاريخية العريقة للمسجد الذى كانت أول صلاة به يوم الجمعة عام 1912 الموافق غرة محرم عام 1330 هـ. بعد أربعين عامًا من بنائه، ونحاول رصد المخالفات التى تقع بداخله.

تبلغ مساحة المسجد 6500 متر مربع وهو مستطيل الشكل منها 1767 مترًا للجزء المعد للصلاة، وباقى المساحة للمدفن، يعلو الباب الرئيسى للمسجد قبة زواياها الخشبية محلاة بالذهب، ويخرج من أحد جدرانها بابٌ يؤدى إلى حجرة مدفون فيها الشيخ على أبى شباك وحجرة ضريح الشيخ على الأنصارى، بينما يكسو محراب المسجد الرخام الملون، وتحتضنه أربعة أعمدة رخامية، وبجوار المحراب يوجد المنبر المصنوع من الخشب المطعم بالعاج.

وفى مقابل المحراب دكة المؤذن، وهى من الرخام الأبيض ترتكز على أعمدة، وإلى جانبها كرسى المصحف، وتحيط بجدران المسجد بخاريات مذهبة منقوشة، كما تتدلى من السقف ثريات نحاسية ومشكاوات زجاجية مموهة بالمينا.

القبور الملكية

يحتوى المسجد على قبر خوشيار هانم والدة الخديوى إسماعيل، بالإضافة إلى قبر الخديوى إسماعيل نفسه، وأربعة قبور لأبناء الخديوى إسماعيل؛ وقبور زوجات إسماعيل الثلاث، وتتصل بهذه القباب المحتوية قبور الأسرة الملكية حجرة بها قبر السلطان حسين كامل بن إسماعيل أول من لقب بالسلطان من أسرة محمد على، وتولى حكم مصر عام 1914.

ويضم المسجد كذلك قبر شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوى، وهو زوج الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، والتى طلقت منه منتصف الأربعينيات، وعقب قيام الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979، ونفيه لم يجد مَنْ يستقبله سوى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وبعد وفاته عام 1980 أمر بدفنه فى مسجد الرفاعى حيث يقع قبره على يمين المدخل الملكى من ناحية الغرب فى غرفة رخامية منفصلة، ووضعت على القبر تركيبة رخامية بديعة مرسوم عليها الشعار الساسانى للدولة البهلوية، ومكتوب عليها اسم الشاه وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية.

وتجد أيضًا قبر الملك فؤاد وقبر الملك فاروق الذى مات فى روما فى عام 1965 وكان قد أعلن قبل موته مرارا رغبته فى أن يدفن بمسجد الرفاعى بجوار أسرته، غير أن الرئيس الراحل عبد الناصر لم يوافق على دفنه فى مسجد الرفاعى، ودفن فى إحدى مقابر الأسرة فى القاهرة، وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970 وافق الرئيس السادات على نقل رفاته إلى مسجد الرفاعى ليرقد بجوار قبرى جده وأبيه إسماعيل وفؤاد بحسب وصيته.

لصوص الآثار

يضم المسجد بين جنباته كميات كبيرة من التحف الأثرية المتمثلة فى الجرانيت والأحجار الكريمة والرخام المرصع بالذهب حول مقامات القبور الملكية، جعل أنظار المحترفين من تجار الآثار تتجه صوب المسجد فى محاولات منهم لاقتلاع ما يمكن الحصول عليه، ورغم التواجد الأمنى إلا أن أجزاء أثرية تم سرقتها بالفعل أثناء إبرام عقود قران كانت تتم فى إحدى القاعات الأثرية فى المسجد.

ويقول محمد عبد الرحيم، رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار، إنه تم إصدار قرار وزارى بمنع إقامة حفلات عقود الزواج بالمسجد بعد عدد من السرقات صاحبت تلك الحفلات اختفى على إثرها عدد من زخارف المسجد، غير أن عددا من الحفلات تم توقيع اتفاقات بشأنها قبل إصدار القرار سيتم إقامتها وسيكون آخرها فى ديسمبر القادم، وسيتم إرفاق قوة أمنية لمراقبة هذه الحفلات لتفادى تكرار مثل هذه الحوادث.

وأضاف عبد الرحيم أنه تم تزويد المسجد بعدد من مفتشى الآثار لمراقبة الآثار الملكية على مدار اليوم بالكامل، كما أعد المجلس الأعلى خطة لتأمين للمسجد من الداخل والخارج عبر بوابات إلكترونية على البوابة الرئيسية للدخول، بالإضافة لكاميرات مراقبة ميدانية للمسجد على مدار 24 ساعة عبر غرفة مركزية بها شاشات لعرض ساحات المسجد طوال الوقت. وتم التنسيق مع وزارة الداخلية والأوقاف ليتم إغلاق المسجد من الساعة الخامسة ويصبح عهدة للأوقاف حتى الثامنة صباحا ليتولى مفتشو الآثار بعد ذلك مسئولية مراقبة رواد المسجد والتدقيق الفورى على الآثار

المصدر: اخبارك
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,436