الرئيسية مقالات اليوم


Share on print جمال سلطان 06 أغسطس 2012 06:17 PM

 

الهجوم الجبان الذى وقع أول أمس على مجموعة من الجنود المصريين بالقرب من رفح، والذى أدى إلى مقتل حوالى خمسة عشر جندياً وإصابة آخرين، يحمل فى ملابساته بصمات إسرائيلية واضحة، ففى البدء أعلنت إسرائيل تحذيرها لرعاياها من أحداث عنف قريبة جدا ستقع فى سيناء وطلبت منهم المغادرة بسرعة، وهذا ما يعنى أنه كانت لديها معلومات كاملة ومؤكدة عن تلك المجموعة التى قامت بالعملية، وبعض التقارير أشارت إلى أن أسماء بعض منفذى العملية كانت معروفة للطرف الإسرائيلى، ورغم أن العملية ستقع فى سيناء المصرية ورغم وجود معاهدة السلام إلا أن الجانب الإسرائيلى رفض أن يمد مصر بأى معلومات لديه عن هذه العملية، ثم ادعى الإسرائيليون أن المهاجمين كانوا يريدون خطف مدرعات مصرية ومهاجمة أهداف إسرائيلية بها، وهو كلام مترع بالاستهبال والاستخفاف بالعقول، لأن استخدام هذه المدرعات يحتاج إلى قدرات تدريبية خاصة لا تملكها إلا الجيوش، كما يحتاج إلى دعم معلوماتى دقيق فى الأهداف بالجانبين المصرى والإسرائيلى، وفى المحصلة الذى حدث فى العملية هو قتل خمسة عشر جندياً مصرياً فى حين لم يخدش جندى إسرائيلى واحد، وبعد أن تم الانتهاء من العملية قامت القوات الإسرائيلية بتصفية المهاجمين جميعاً عقب دخولهم إلى أراضيها فى المكان المحدد والوقت المحدد الذى كانت تنتظرهم فيه بالضبط، وهو ما يعنى الحرص على قطع أى خيوط تكشف عن المجموعة وأفرادها وطريقة تكوينها ومن أين أتتهم فكرة الهجوم والأهداف الفعلية التى قصدوا لها والجهات التى وفرت لهم الدعم أى أن عملية تصفيتهم تعنى أنه لا معلومات إضافية نريدها، وجرت العادة فى كثير من المجموعات المتشددة والمنغلقة والتى يكون قوام أعضائها من الجهلة والبسطاء ومعدومى الأفق السياسى والخبرات الأمنية، أن يسهل جداً اختراقهم من الأجهزة الأمنية عن طريق زرع عملاء يتقمصون طبيعة أفكارهم وسلوكهم ونزقهم إما بقصد احتواء تلك المجموعة والسيطرة عليهم أو تصفيتهم أو الاستفادة منهم بتوجيههم نحو أهداف محددة تخدم مصالح وخطط وأهداف الجهة الأمنية التى اخترقتهم ثم يتم تصفيتهم بعد أدائهم الدور الذى تم دفعهم إليه لدفن الملف كله معهم، وتقريباً هذا ما حدث بالضبط فى تلك العملية الحمقاء والتى تفتقر إلى أى منطق أو أهداف أو مبررات، إضافة إلى افتقارها لأى خلق إنسانى أو دينى، أن تقدم على قتل هؤلاء الجنود فى لحظة إفطارهم بعد صيام يوم طويل شديد الحر، وكأنها بطولة أن تستغل تلك اللحظة الرخوة للقيام بعمل جبان، وفى علوم الجريمة يقولون دائماً: فتش عن المستفيد، وفى تلك الحادثة كانت النتائج البديهية لأى محلل سياسى تعرف بأنها تمثل إحراجاً شديداً للرئيس المصرى الجديد الذى أقلق إسرائيل من لحظة إعلان فوزه، كما أنها تمثل إحراجاً للعسكرية المصرية التى أعلنت على لسان المشير طنطاوى قبلها بأيام أن سيناء آمنة تماماً وتحرج المؤسسة الأمنية المصرية بكل أذرعها التى استمعت إلى تحذيرات علنية من أحداث عنف وشيكة ولم تأخذ احتياطات مناسبة، وعلى الجانب الآخر فإن الحادثة تمثل إحراجاً شديداً ومريراً لحركة حماس فى قطاع غزة ومدى الثقة فى قدرتها على بسط سيطرتها الأمنية على القطاع، كما أن الحادثة تمثل إضراراً فادحاً بالمصالح الفلسطينية فى قطاع غزة التى ستعانى لعدة أسابيع من جراء تشديد الإجراءات الأمنية وغلق معبر رفح، المتنفس الوحيد للقطاع من مصر والذى شهد انفراجة فى الأسابيع الأخيرة وخفف كثيراً من الآلام والمتاعب عن المواطنين الفلسطينيين، كما أن الحادثة تستهدف أيضاً دق الأسافين بين السلطة المصرية الجديدة وبين سلطة حماس فى قطاع غزة، وأتت العملية متواكبة مع زيارة إسماعيل هنية إلى مصر ومقابلة الرئيس مرسى، المستفيد الوحيد من هذه العملية وأهدافها ونتائجها هو على سبيل الحصر: إسرائيل. 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,786