authentication required

الرئيسية مقالات اليوم

جمال سلطان
02
أغسطس
2012
06:24 PM

تكشف تقلبات الساعات الأخيرة فى اختيارات وزراء الحكومة الجديدة مدى الارتباك والحيرة التى كان عليها رئيس الوزراء المكلف، وبطبيعة الحال رئيس الجمهورية نفسه، لأنه مهما قلنا أن الرئاسة لا تتدخل فإن لهذا الأمر حدودا، وهناك مقاعد وزارية لها حساسيتها لا بد من التشاور مع الرئاسة فيها، وقد قال هشام قنديل فى مؤتمره الصحفى أنه كان دائم التشاور مع الرئيس مرسى، هناك وزارات تم تعليق البت فيها حتى مساء أمس، مثل وزارة العدل وزارة الدفاع، وبعض الوزارات تم تأجيل البت فيها حتى لحظة خروج قنديل للمؤتمر الصحفى الذى من المفترض أن يعلن فيه تشكيل الحكومة، مثل وزارة الإعلام، وهناك وزارات تم تغيير وزيرها بعد الإعلان عنه فى الساعات الأخيرة ظهر اليوم مثل وزير الأوقاف، كل هذا يكشف مدى الارتباك والحيرة، كما يكشف طبيعة تلك الحكومة الجديدة، وأنها أشبه بحكومة انتقالية تتولى مسؤوليات محددة لفترة قد تكون قصيرة نسبيا، ويمكن القول بأنها ستكون حكومة "تحت التجريب" وأن من يثبت منهم كفاءته فى تلك المرحلة الانتقالية يكون قد حجز مقعده فى الحكومة التالية، ورغم أهمية كل الوزارات التى تم تشكيلها وكون تلك الوزارات تحمل هما وطنيا كبيرًا إلا أنه كان هناك توتر وانتظار قلق لعدد محدد من الوزارات، وهى وزارات الدفاع والداخلية والعدل والإعلام والأوقاف، يمكن القول أن التغيير الحاسم جرى فى حقيبتين فقط وهى وزارة العدل التى تولى حقيبتها القاضى الوطنى المحترم المستشار أحمد مكى أحد رموز تيار الاستقلال فى القضاء المصرى، وأعتقد أنه يمكن ـ بتعاون المخلصين من أبناء مؤسسة العدالة معه ـ أن يعيدوا وجه الإشراق والهيبة لقضاء مصر كموئل للعدل، والوزارة الأخرى التى جرى تغيير حاسم فيها هى وزارة الإعلام والتى تولاها الزميل الأستاذ صلاح عبد المقصود، وأذكر أننى عندما التقيت به أثناء استقبال الرئيس لنا ضمن رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة قبل أكثر من شهر أن هنأته قائلا: أهلا بك معالى الوزير، فأخذها بعض من حولى على سبيل الممازحة، لكنى كنت جادا وأنا أقول لهم: هذا وزير الإعلام المقبل، وصلاح عبد المقصود شخصية تنظيمة ومنضبطة، كما أنه الأكثر قربا لتلك الوزارة من بين كوادر الإخوان المسلمين الإعلامية لتوافر خبرات مهنية جيدة من خلال عمله لأكثر من دورة فى نقابة الصحفيين وتوليه منصب وكيل النقابة واحتفاظه بشبكة علاقات جيدة مع قوى سياسية وإعلامية مختلفة، وإن كانت المسؤولية ستكون ثقيلة للغاية عليه، وأتمنى له التوفيق، وبشكل عام، فإن الحكومة الجديدة سيكون عليها عبء تطبيع الأوضاع فى مؤسسات الدولة التابعة لهم، واحتواء هذا الانفلات والسيولة الإدارية التى أضعفت من قوة القرار الإدارى وأربكت أى جهود للتطوير بل أربكت خطوات العمل نفسه فى مختلف الوزارات، وفى كل الأحوال، ورغم الارتباك، ورغم المخاض الصعب، ورغم غياب رموز كثيرة عن الوزارة الجديدة، إلا أننا ندعو الله أن يوفق ذلك الفريق الجديد فى تحقيق إنجازات سريعة وملموسة خاصة فى القضايا ذات الأولوية للمواطن مثل الأمن والمرور والوقود والنظافة.

 

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 3 أغسطس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,425