الرئيسية رأي


Share on print لواء د. عادل عفيفى 29 يوليو 2012 06:22 PM

 

نشر موقع  www .Gololy.com يوم 23 يونيه 2012 تحقيقا بعنوان:

(ما هى كلمات حسنى مبارك التى أبكت زوجته سوزان بشكل هيستيرى؟)

قال: "حد يروح لطنطاوى يقوله إن الريس محتاجك فى حاجة ضرورى، أنا عايز أقوله حاجة مهمة قبل ما أموت". 

بهذه الكلمات صرخ الرئيس المصرى المخلوع مبارك .. ***************

تخيلت أن تكون الكلمات كالتالى: 

- هى: عايز المشير فى إيه؟

- هو: أنا حاسس إن نهايتى قرّبت ورجلى والقبر، وكلها عشرين تلاتين سنة وأكون فى الباى باى، وعاوزهم يحنّطونى ويحطّونى فى المتحف المصرى زىّ فرعون، أنا خايف من موضوع القبر ده!!

- بعد الشر عليك.. تِفّ من بقك!!

- (تَفّ من بقه) ثم قال: أنا عايز أعترف له بمكان الذهب والياقوت والمرجان اللى إحنا سرقناهم من  مغارة مصر، ومليارات المليارات اللى نهبناها وأقول له مكانها عشان يعرف يرجعها للدولة، واطلب منه يخللى الشعب يسامحنى عن اللى عملته فيه من يوم ما استلمت، يمكن ربنا يغفر لى..أصل إحنا بصراحة افترينا قوى، وانتى السبب فيما جرى لنا بسبب موضوع التوريث، الله يخرب بيتك..

- وبعدين؟؟ إنت جات لك الهفّة ولا إيه؟

- وكمان عايز أعترف بإن أنا اللى أمرت حبيب العادلى يحرق الصحفى رضا هلال بالجير الحى، عشان ما كانش عاوز جمال ابنى يركب..

- طب وده إيه لازمته دلوقت؟

-  أصل أنا خايف من انتقام ربنا منى، حايسلط عليكى ناس يمسكوكى ويكتّفوكى و يحرقوكى  فى الجير الحى.

وهنا صعقت سوزان ورقعت بالصوت الحيانى:

يا نهار أسود!! أنا ؟؟ ..يحرقونى؟؟.. جير حىّ؟؟.. وبكت بشكل هيستيرى..

***************

ولكن الأمر لم يكن كما تخيلت..

والحقيقة أن مصادر بمستشفى المعادى قالت إن صوت «مبارك» كان مرتفعا، وتسبب فى إيقاظ زوجته سوزان وفريق الأطباء الخاص، الذين سارعوا إليه خشية حدوث مكروه، فكرر طلبه عليهم، وعندما استفسرت زوجته عن السبب، رد قائلا: 

«عايز جنازة عسكرية كأى جندى خدم فى القوات المسلحة وشارك فى حرب أكتوبر».

لم تتمالك «سوزان» نفسها ودخلت فى نوبة بكاء هستيرى!!

هذا هو مبارك.. وهذا هو طلبه وهو فى "السنوات" الأخيرة من عمره.. جنازة عسكرية.. يعنى مزيكا وخلافه!!

 يريد أن تزِفّه المزيكا إلى عذاب القبر.. لا يعرف شيئا عما سيحدث له فور دخوله القبر المكيف الذى أنفق الملايين من أموال الدولة لتشييده..

لم يفكر فى توبة نصوحة قبل أن يغرغر.. أو فى تدارك ما حدث ويعيد الحقوق المنهوبة للشعب ويحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه..

وقد نشر ذات الموقع فى 22 يونيه 2012 أن مصدرا قضائيا عسكريا سابقا، صرح بأنه فى حالة وفاة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، فلن تكون هناك مراسم عسكرية لجنازته، لأنه سجين محكوم عليه من محكمة الجنايات بإدانته، ويُحرم من التحلى بأى رتبة أو نياشين ومن جميع الحقوق والمزايا المقررة لهذه الرتبة.

هذا هو فرعون مصر المعاصر وامرأته.

هيا بنا إلى القصص القرآنى لنرى الفرق بين هذه المرأة وامرأة فرعون. 

فقد أتت المفاجأةُ المرعبةُ لفرعون، حيث انطلق صوتُ الإيمان فى داخلِ قصره، إنَّها آسية بنت مزاحم زوجةُ فرعون، فقد صدعتْ بإيمانها متحدِّيةً كبرياءَ فرعونَ، ورافضةً كلَّ دنيا فرعون، قصوره، خدمه، حشمه، أمواله..

وسجَّل اللهُ العظيم قصةَ هذهِ المرأة قرآنًا يُتْلى ومثلًا تترسَّمُهُ كلُّ الأجيالِ المؤمنةِ، وخاصة أجيالَ المرأةِ التى تنتمى إلى خطِ الإيمان. 

﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ﴾. (التحريم/11).  

وماذا تتعلمُ المرأةُ المؤمنةُ من قصةِ آسية بنتِ مُزاحم؟

هنا مجموعةُ دروسٍ:

*الدرس الأول:

مطلوبٌ من المرأة المؤمنة أنْ تُعبِّرَ بكلِّ اعتزازٍ وفخرٍ عن انتمائِها الإيمانى، وعن هُويَّتِها الربَّانية، لاسيما حينما تحاصرُها الانتماءات الأخرى، وحينما تتحدَّاها الثقافاتُ التى تحاول أنْ تسرِقَ أصالتها، ودينها، وقيمها وأخلاقها، وعِفَّتها، وهذا التعبيرُ يتجسَّدُ مِن خلالِ الكلمةِ الجريئةِ الشجاعة، ومن خلالِ الالتزام العملى بتوجيهاتِ الدين وأحكامه وقيمه، والرفض لكلِّ ما يتنافى مع هذه التوجيهاتِ والأحكامِ والقيم.

*الدرس الثانى:

الصمودُ والثباتُ على العقيدة أمامَ الإغراءاتِ والتحدِّيات..

واجهتْ آسية بنت مزاحم أسلوبين خطيرين من أجلِ أنْ تتخلَّى عن عقيدتها:

- الأسلوب الأول: أسلوب الإغراءات:

وأى إغراءٍ أكبرُ من (دُنيا فرعون) و(قصورِ فرعون) إلا أنَّها رفضت كلَّ ذلك؛ فما قيمةُ دُنيا فرعون أمام جنَّةٍ ﴿عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ﴾ (الحديد/21). 

- الأسلوبُ الثانى: أسلوبُ العنفِ والإرهابِ:

مارسَ فرعونُ أقسى ألوان العنفِ والإرهاب مع آسية بنت مُزاحم؛ أوْتَدَ يديها ورجليها بأربعةِ أوتادٍ، وألقاها فى الشمسِ، ثمَّ أمَرَ أنْ يُلقى عليها صخرةٌ عظيمةٌ، واستخدم معها كلَّ أدواتِ البطش والتعذيب، وكانتْ فى ذروةِ العذاب تُردِّدُ بكلِّ ثقةٍ واطمئنان ﴿رَبِّ ابْنِ لِى عِنْدَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (التحريم/11).

وهكذا كانت صامدةً ثابتةً تهزأ بكلِّ العذاب، وتهزأ بكبرياء فرعون، وجبروته، وطغيانه، وتهزأ بكلِّ سياطِ جلَّاديه، أمام (حبِّ الله) و(قدرة الله) و(عظمة الله) فالإيمانُ قوة تتحدَّى كلَّ الطواغيت، وتتحدَّى كلَّ الإرهاب.

    * الدرس الثالث:

الإنسان المؤمنُ مشدودٌ دائمًا إلى عطاءِ ونعيم الآخرة ﴿وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ (القصص/60). 

  الفرعونان من عجينة واحدة، أما المرأتان فالفرق بينهما عظيم.

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 30 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,253