authentication required

لرئيسية مقالات اليوم


Share on print حسام فتحي 28 يوليو 2012 06:28 PM

 

للمشتاقين فيما يشتاقون إليه مذاهب، والشوق أنواع.. أرفعها درجة الشوق للقاء وجه الله سبحانه وتعالى.. رزقنا الله وإياكم شرف لقاء وجهه الكريم.. وقد كابدت خلال الأيام الماضية شوقاً من نوع آخر، شوقاً إلى رائحة حبر القلم، وملمس الورق، والاستماع إلى صوت ذلك الاحتكاك المحبب للسن الصلب وهو يداعب السطح الخشن.

شوق الكاتب إلى قرائه ومحبيه، ومتابعيه ومعلقيه، وأصحابه وناقديه،.. فلكل من هؤلاء شوق خاص يشعر الكاتب أن قلبه حى ينبض،.. وعقله يقظ يفكر،.. وقلمه صلب يعبر، وضميره ثائر.. لا يحيد ولا يضمر.

33 يوماً مرت على مقالى الأخير {.. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}.. قضيتها بعيداً عن «الوطن»، على الجانب الآخر من الأرض، خاضعاً لأوامر أصحاب المعاطف البيضاء، معزولاً فى أغلب الأوقات عن جميع وسائل الاتصال الحديثة، فكان لابد من التوقف عن «فعل» الكتابة، حتى لا تأتى الحروف خارج السياق،.. والكلمات بعيداً عن الهدف،.. والسطور غير محققة للمأمول، وها نحن عدنا.. ولعل العود يكون أحمد!!

عدت بعد مرور 34 يوماً على فوز «الرئيس» مرسى، وكان المقال الأخير قد نشر يوم 23 يونيو، أى قبل إعلان نتيجة فوزه بيوم واحد،.. وبعد حمد الله سبحانه فوز الشفيق فريق وتعالى، والثناء على نعمته بعدم ، أخذت أرقب تحركات «الرئيس» مرسى، ولا أقول إنجازاته - فالرجل لن يصلح فى 30 يوماً ما أفسده غيره فى عشرات السنين، وكذلك أتابع بعين الإعلامى أداء الإعلام المصرى تجاه الرجل، وفوجئت بحقائق تستحق الرصد والمتابعة.

منذ اليوم الأول توجه الرجل ببصيرته إلى الشعب، بعدة قرارات معنوية، أكثر منها عملية، فمنع تعليق صوره فى الأماكن الرسمية، وأمر بحجب التهانى الممجوجة، والتقى أسر وذوى الشهداء، وأمر ألا يعطل موكبه حركة المرور، ورفع علاوات المعاش، والسنوية، وزاد الضمان الاجتماعي، وأفرج عن 457 مدنيًا صدرت ضدهم أحكام عسكرية، ثم أطلق حملة «وطن نظيف ليس فيه قمامة»، وكنت أتمنى أن يقتصر الاسم على «وطن نظيف» فقط، ليتم تنظيف، وتطهير «الوطن» من كل القاذورات والأدران التى تراكمت على وجهه الجميل طوال 6 عقود أو تزيد.

كلف «الرئيس» مرسى، رجلاً «لم يتلوث»، ولم ينتم إلى أى تيار دينى، ومعروف بالعلم والعمل هو د.هشام قنديل ليترأس مجلس الوزراء، وأعتقد أنه من أبسط قواعد العدالة أن نعطى الرجلين - مرسى وقنديل - فرصة كافية لتنفيذ مشاريعهما، بعدها نحكم عليهما.

أما الإعلام - الرسمى والخاص - فقد شاهدت منه العجب العجاب، الحكومى مازال يتعامل مع الأمر، وكأنه غير مصدق لقيام الثورة أساساً!!.. ولا زالت بعض رموزه تبحث عن «حذاء» تلعقه، ويبدو أنها وجدت فى «البيادة» العسكرية ضالتها!.. وبعض آخر اتجهت بوصلته إلى مجلس الشورى، ولجنته «الأعجوبة» لتعيين رؤساء التحرير، فبدأ يستعرض قدراته الفذة، ويقوم «بعجين الفلاحة»، و«الشقلبة» فى الهواء، و«نومة العازب» عند اللزوم!! وصحفه المطبوعة، وقنواته الفضائية تترنح تحت سنابك «بعض» الصحف المستقلة المحترمة،.. والفضائيات القوية!

أما الإعلام الخاص فتحولت بعض صحفه إلى ماكينة ردح تشبه ماكينة إطلاق كرات التنس لتدريب اللاعبين! ولا تتورع عن استخدام «أقذع» ألفاظ الشوارع فى التعامل مع «الرئيس» مرسى، لا تفرق بين نقد وسب، وتوجيه وقدح، تشاركها فى ذلك بعض الفضائيات التى اقتاتت برامجها على «زفارة» ألسنة ضيوفها.

يا سادة يا كرام.. أمنحوا الرجل فرصة ثم حاسبوه، وأثناء ذلك انقدوه بقسوة دون سب، واظهروا له عيوب قراراته دون «قلة أدب»، وقوموا بدوركم الإعلامى دون أن تتحولوا إلى فريقين لا ثالث لهما: منافقون أو متآمرون.

.. واللهم احفظ مصر وشعبها من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وتذلف المنافقين، وسموم المتآمرين.

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 198 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

313,780