الرئيسية مقالات اليوم

المرأة.. ومنصِب نائب الرئيس

محمود سلطان 08 يوليو 2012 07:48 PM

 

لا يزال الجدل محتدمًا بشأن موقف "السلفيين" من حق المرأة في "الولاية العظمى"، أو في تولي منصب "نائب الرئيس" وسط صخب إعلامي هدفه الشوشرة والغوغائية على كثير من الحقائق والتفاصيل التي قد تُدين الجميع، خاصة أدعياء الدفاع عن حقوق المرأة من توحُّش "المجتمع الذكوري"، المدعوم بإرث من الإسلام السياسي "معادٍ" للمرأة بحسب ما تكتظ به عقولهم من أحكام معلَّبة وفاسدة!

التساؤلات والجدل بشأن تولي المرأة منصب السياسة، ما انفك يطرح نفسه في كل مجتمعات الدنيا بحسب الأوزان النسبية للقيم المحافظة لكل بيئة سياسية واجتماعية.. فالتساؤلات ليست حكرًا على "المجتمع الذكوري" العربي أو المسلم.

يوم 12 من يناير 2008، كتبت في "واشنطن بوست" - معلقة على ترشح هيلاري كلينتون للرئاسة - الدبلوماسية الأمريكية السابقة وعضو الحزب الديمقراطي السيدة "مادلين كونين"، متسائلة وكما ورد في عُنوان مقالها:" هل نحن مستعدون لتترأسنا امرأة ؟!".

مقال "كونين" كان كاشفًا، بأن مناطق وولايات أمريكا ليست سواءً، فيما يتعلق بتولي المرأة منصب الرئاسة، أو العمل في السياسة إجمالاً، بل إنها قالت إن في بعض المناطق مثل : "نيفادا" و"ساوث كارولينا" وغيرهما من الولايات، لا يزال المفهوم المستقر لدى الرأي العام فيها "أن المرأة مكانها البيت" ، واتشح مقالها بتوقعات غير متفائلة بشأن طموح المرأة  في منافسة الرجال على هذا المنصب السياسي الرفيع في مجتمع "محافظ" مثل المجتمع الأمريكي!

إذن لا داعي لأن نسرف ونبالغ في جلد الذات في مصر، ورفع حاجب على حاجب والمَنْظرة على خلق الله، والادَّعاء بأن المرأة المصرية ضاع حقها في تولي منصب الرئاسة أو نائبة للرئيس بسبب "الإسلاميين الظلاميين".

ولعلنا نتذكر مفارقات النخبة التي تدعي أنها "أخت" التنوير الباريسي "في الرضاعة"، ففي حين أنها تتباكى على "وحشية" المجتمع "الذكوري الإسلامي" الذي لا يرى في المرأة إلا أنها "عورة" .. اختفت تمامًا ولم تَرَ في اضطهاد مرشحة دائرة الرمل بالإسكندرية "جيهان الحلفاوي" في انتخابات عام 2000، ولا في كسر نفس مرشحة مدينة نصر د. مكارم الديري في انتخابات عام 2005، أي تعدٍّ على "حقوق المرأة".. بل ربما كان سكوتهم - آنذاك - علامة رضا على ما لحق بهم من اضطهاد ومطاردة من قِبَل نظام الرئيس المخلوع!

والحال أنه في الوقت الذي يحاول فيه بعض السياسيين المِصريين تخطِّي التقاليد الاجتماعية المحافظة، واستبدالها بما يستند إلى أعراف "الحداثة السياسية".. كان محترفو "البزنس" الحقوقي، المتمترسون في الخندق المعادي للمجتمع الذكوري .. كانوا يعيدون مصر إلى عهود "الظلامية السياسية"، كما عرفتها بعض الثقافات الدينية الأخرى والتي لا ترى في المرأة إلا أنها "رجس" من عمل الشيطان!

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 8 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,381