الرئيسية مقالات اليوم


3 إيهاب البدوى 26 يونيو 2012 07:26 PM

 

بعيدًا عن أى انتماء سياسى، وبعيدًا عن الشخص الذى اختاره الشعب المصرى فى الانتخابات فإن مصر والمصريين يجب أن يفرحوا ويشعروا بالفخر، فقد دخلنا جميعًا عهدًا جديدًا ننضم فيه إلى مصاف الدول الديمقراطية بحق، كنت أتابع "تويتر" يغلى والكل يحبس أنفاسه وأشقاء كثيرين من الأخوة العرب يتفاعلون (ربما  أكثر من بعض المصريين) وهم يستمعون إلى الديباجة الطويلة للمستشار فاروق سلطان قبل أن يعلن عن الفائز.

كانت فرحتى عظيمة وأنا أرى الشعب المصرى، وشعوب العالم تحسده، وهى تتحرق شوقاً أيضًا لسماع اسم الفائز والنتيجة متأرجحة بين الطرفين، وكأننى كنت أتابع مباراة قمة بين الأهلى والزمالك والنتيجة ستحسم فى آخر لحظة بقدم أى من الفريقين.

إن كم الإثارة والمتعة والفخر التى حصل عليها المصريون يوم الأحد الماضى وهم ينتظرون إعلان اسم الرئيس مبرر قوى لاستمرار عجلة الشفافية والديمقراطية والعدالة ونزاهة الانتخابات ويجعلنا لا نفرط فى المكاسب التى حققناها أبدًا.

الآن أصبح الدكتور محمد مرسى رئيسًا لكل المصريين، من قال له نعم ومن رفضه ومن كرهه ومن حاربه، اليوم يجب أن ننصاع جميعًا لقرار الصندوق وأن نعترف بمحمد مرسى رئيسًا، له كل الصلاحيات وعلينا أن نحسن الظن به وأن نعطيه الفرصة كاملة ليعمل وأن نتكاتف معه، مصر تحتاج الآن إلى البناء وليس الهتاف، فقد أضعنا وقتاً طويلاً ونحن نتجادل ونتخانق ونخون بعضنا بعضًا ويسب البعضُ البعضَ الآخر، مصر لم تعد تحتمل، نحن نحتاج الآن إلى المصالحة الوطنية الشاملة مع الجميع، من اختاروا شفيق ليسوا أقلية بل يكادون يتساوون مع من اختاروا مرسى، وبالتالى هم مصريون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

ولا يجب أن يبدأ الرئيس مرسى حكمه بتصفية حساباته مع معارضيه وللأمانة فإن الرجل قد قالها فى خطابه لكننى أؤكد عليها لأننى أريد من المحيطين بالرئيس الجديد أن يترفعوا عن توجيه تهم العمالة والتخوين وإطلاق لقب الفلول على مؤيدى شفيق.

الطريق الصحيح هو احتواء الجميع ومصالحة الجميع وإشراك الجميع فى عملية إعادة بناء ونهضة مصر، لأن مصر تستحق أفضل بكثير مما هى فيه، مصر التى صنعت هذه المعجزة الانتخابية تستحق موقعًا عالميًا وإقليميًا وإنسانيًا واقتصاديًا أفضل بكثير، شعب بهذا التحضر والرقى لا ينفع أن يعيش نصف عدد سكانه تحت خط الفقر أو فى العشوائيات أو أن تكون نسبة الأمية 40 %.

لقد بدأ مرسى خطابه وهو يقتبس من أقوال الفاروق عمر بن الخطاب فى رسالة توليه الخلافة وأتمنى أن يسير على نفس النهج وأتمنى أكثر أن يبعد الله عنه البطانة السيئة التى تحول الحاكم المصرى إلى فرعون، وأحسب أن بطانته ليست من عينة بطانة فرعون، لكننى أذكر بالبدايات الأولى لمبارك التى كنت تشعر معه بالأمل وبأنه (على رأى حملة حمدين صباحى) واحد مننا، إلى أن ابتلاه الله بمطبلاتية كل العصور الذين زينوا له أنه حكيم وأن العالم يتطلع إلى سماع حكمته، بل أن البعض لم يخجل أن يجعل مانشيت جريدته أن الرئيس الفلانى يتطلع إلى لقاء مبارك للاستماع إلى حكمته، حتى ساقوه إلى السجن. 

بقى شىء مهم وهو ضرورة توجيه الشكر لقضاء مصر الشامخ الذى تعرض للتشكيك والسب والشتم، ومع ذلك لم يهتز، وأدى دوره بكل شفافية وأيضًا الشكر للمجلس العسكرى الذى أدار انتخابات البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى وجاءت بالأغلبية الإسلامية وأدار الانتخابات الرئاسية وجاءت بالرئيس الإسلامى، وهو ما يفند مقولة إن المجلس كان له مرشح رئاسى.

 أما مسألة حل مجلس الشعب فهو خلاف قانونى عجز الفقهاء الدستوريون وخبراء القانون على حسمه فالبعض يؤكد ويقسم أن قرار الدستورية ببطلان البرلمان صحيح وله من الأسانيد القانونية ما يؤيده، والبعض الآخر من أساطين القضاء أيضًا يؤكد أن حل المجلس باطل وله من الأسانيد القانونية ما يؤيده، وهو خلاف يمكن أن يحل بالتوافق والتفاوض والاستماع لوجهات النظر المختلفة وليس بالصراع. 

المستقبل لنا إذا اتحدنا وتكاتفنا وعملنا بروح الفريق الواحد مسلمين وأقباطاً، يساريين وإخوان ليبراليين وماركسيين، مصر للجميع وتستوعب الجميع وهذا هو طريق البناء الذى أفهمه وأتوقعه.

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,350