جمال سلطان
20
يونيو
2012
07:12 PM


لا أفهم سببًا لهذه الشوشرة التى تطلقها بتركيز شديد صحف وفضائيات "الفلول" لإرباك المشهد السياسى بعد ظهور فوز الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، ومحاولة إلصاق تلك النتيجة بحملة مرسى فقط من أجل الادعاء بأن كلا الحملتين تسوق أرقامًا خيالية من عندها، بينما الحقيقة غير ذلك، ومحاولة صناعة المساواة الزائفة بين البيانات والأرقام والوثائق الدامغة التى تقدمها حملة مرسى وبين الهتافات الجوفاء والفارغة من أى دليل أو وثيقة التى تطلقها حملة شفيق، والحقيقة أن المؤتمر الخطير الذى عقده السادة القضاة من أعضاء حركة "قضاة من أجل مصر" أمس فى نقابة الصحفيين أتى ليخرس كل الألسنة التى تتكلم عن أن أرقام حزب الحرية والعدالة جزافية أو تقديرية، والحقيقة أن ما قدمته حملة الدكتور مرسى منذ فجر اليوم التالى لفرز الأصوات كانت أرقامًا دقيقة للغاية ومحددة وبنسب واضحة، فى الوقت الذى صمتت فيه حملة شفيق، قبل أن تفيق من الصدمة وتحاول إطلاق سلسلة أرقام متناقضة، مرة أنهم متقدمون بنصف مليون صوت ومرة بمائتين وستين ألف صوت، ثم حديثهم عن أن الطعون التى قدموها يمكن أن تنسف الانتخابات نسفًا وتبطل محافظات بكاملها، وكل هذا كلام شديد الفجاجة والسطحية، ولم تجرؤ حملة شفيق على أن تقدم محضرًا واحدًا للفرز، بينما عرضت حملة مرسى جميع المحاضر على الرأى العام وطبعتها فى كتاب ووزعته على الصحفيين، مما عزز مصداقية بياناتها ودعمها بالوثائق، والحقيقة أن الأرقام التى نشرتها حملة الدكتور مرسى كانت متطابقة تمامًا أو إلى حد بعيد مع الأرقام التى نشرتها جميع الصحف والمواقع الكبرى، بما فى ذلك الصحف المحسوبة على "الفلول" إضافة إلى الصحف القومية مثل صحيفة الأهرام، ولا يوجد مصدر واحد فقط قال إن شفيق متقدم على مرسى فى الانتخابات سوى هذا الضجيج الذى تحاول افتعاله حملته دون أن تقدم مستندًا واحدًا يثبت صحة كلامها، فهم دائمًا يتهربون من لغة الأرقام والوثائق.

أما الحديث السخيف الذى راح يردده بعض الإعلاميين المحسوبين على معسكر الفلول من أنه لا يجوز لأى مرشح أن يعلن نتيجة الانتخابات قبل أن تعلنها اللجنة العليا وأن هذا مجاف للديمقراطية فهو كلام فارغ وفى معظم الديمقراطيات الكبرى فى العالم يعرف المرشحون ما حصلوا عليه بالفعل قبل إعلان النتيجة ويتم تداول تلك الأرقام بكل دقة فى الصحف وشاشات التليفزيون ويعرف الناس الفائز قبل أن تعلنه اللجنة الانتخابية الرسمية، وكون مثل هذه الأرقام تسعد عدة مئات أو آلاف من مؤيدى هذا المرشح أو ذاك، فيعبرون عن ذلك بشكل سلمى فهو تصرف طبيعى جدًا، وإن كان يتسبب فى "غم" صحف الفلول وإعلام الفلول، والحقيقة أننا إذا كنا نتحدث عن نتيجة التصويت، فالنتيجة قد أعلنت بالفعل، وبشكل رسمى، من خلال اللجان الفرعية، وسلمت إلى المرشحين بالفعل، بمحاضر فرز موقع عليها من السادة القضاة وأمناء اللجان، أى أنها تعتبر أحكامًا قضائية، وكل ما يفعله أنا أو أنت أو حملة هذا المرشح أو حملة الآخر هو أن تأتى بجهاز "كلكليتور" لجمع الأرقام للوصول إلى الرقم الإجمالى، فنتيجة التصويت معروفة الآن بوضوح كامل عند جميع الأطراف وهى متطابقة ـ رغم الأكاذيب ـ عند كل الأطراف، ويبقى تعليق النتيجة العامة للانتخابات، ليس على نتيجة التصويت والفرز، وإنما على نظر الطعون التى يقدمها كل طرف للجنة العليا، وغالبًا ما تكون الطعون كيدية أو سياسية أو رغبة فى تعطيل إعلان النتيجة، مثل القول بأن حملة المرشح حاولت الضغط على الناخبين أو أنها اخترقت الصمت الانتخابى ونحو ذلك، وهى فى الغالب الأعم ادعاءات لا يمكن أن تغير من واقع النتيجة شيئًا.

أتمنى أن نعيد الثقة للشعب المصرى فى الدولة ومؤسساتها، وفى نزاهة اللجنة العليا للانتخابات التى يتردد أمامها ـ ولا أقول يتشكك ـ ملايين المصريين، وأرجو أن يتم اليوم الخميس إعلان الرئيس الشرعى المنتخب من غالبية الشعب المصرى، بعيدًا عن أى تلاعب أو تسويف أو مغامرات غير محسوبة العواقب.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 57 مشاهدة
نشرت فى 21 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,582