فراج إسماعيل
19
يونيو
2012
08:43 PM


فى أحاديث الكثيرين ممن تبادلوا التهانى أمس بفوز محمد مرسى مرشح الثورة برئاسة مصر.. دعونا نفرح أولاً بنزع المنصب الرفيع من أنياب العسكر بعد 60 عامًا كاملة استحوذوا خلالها عليه، وبعدها لكل حدث حديث.

حقًا كانت معركة رهيبة، لعب فيها سلاح التزوير الذى يجيده الحزب الوطنى بفلوله المتحالفة مع الإعلام دورًا خطيرًا لدرجة تجيير الكثير من الأصوات التى أبطلها أصحابها لصالح شفيق، ومحاولة اللعب على الورقة الأخيرة وهى القاهرة صاحبة الكتلة التصويتية الأكبر على مستوى مصر، ولذلك تأخر فرز لجان القاهرة طويلاً، لكن الفرق الهائل الذى زاد عن مليون و200 ألف صوت جعل من الصعب جدًا، بل من المستحيل أن ينقذه أى تزوير فى العاصمة، وكل ما نجح فيه هو تضييق الفارق إلى نحو 700 ألف صوت.

مؤتمر الإخوان فى الفجر لإعلان النتائج الموثقة بفوز مرسى كان ضربة معلم موجهة وإجهاضية لأى محاولة التفاف على الصناديق، ولذلك رأينا غضب حملة شفيق وغضب إعلام الفلول كبيرًا لأنه – المؤتمر – أفقدهم القدرة على الحركة والمبادرة ساعات طويلة.

معركة فلول النظام اليائسة فى المتر الأخير تشبثت بقشة التزوير فأطلقت تصريحات مضحكة وجلبت عجلين لذبحهما فى مقرها كنذر إذا تحققت أحلامهم المريضة.. كانوا فى ذهول وصدمة أن المليارات التى أنفقها رجال أعمال الفلول لم تحقق هدفها وأن الشعب حمى ثورته التى قالوا عنها عندما رشحوا شفيق إنها انتهت، وهى المقولة التى كتب عنها الصحفى روبرت فيسك باستغراب شديد ممزوج بالدهشة من سذاجة إطلاقها من حملة تستهدف الحصول على تأييد الصناديق لمرشحها.

لكنى لم أستغرب لأننى أعرف أن من أدار حملة شفيق هم أنفسهم جنود أحمد عز فى الانتخابات البرلمانية التى أسقطت النظام، وتفكيرهم هذا هو الذى هزم شفيق رغم آلة التزوير الضخمة.

يجب ألا تستغرق فرحة الانتصار كثيرًا من وقتنا، فالمعركة الكبرى لم تبدأ بعد.. المعركة الكبرى هى المصالحة مع كل القوى الوطنية والطوائف.. لا فارق بين من أيد مرشح الثورة ومن عارضه.. الانتصار هو استيعاب الجميع وليس الانتقام من أحد.. من عارض فهو رأيه، ومن هاجم وسب فهذا هو سلوكه وأمره عند الله.

المطلوب تكاتف مصر كلها لإنهاء حكم "العسكرى" سريعًا ومنع الإعلان الدستورى المكمل الذى هو بيان انقلاب صريح، ليرحل الجيش تمامًا بقادته إلى ثكناته يوم 30 يونيه عندما يحلف مرسى اليمين، ولنتوجه إلى العالم الحر لمساعدتنا فى ذلك عبر تقديم رسائل ثقة فى إمكانياتنا السياسية على التعامل مع الواقع الجديد واحترامنا لعلاقاتنا ومعاهداتنا الدولية.

لا يتحقق ذلك إلا بحكومة تشترك فيها كل مصر، ويولى أمرها لشخصية وطنية سياسية محترمة دوليًا لها اسمها الذى يوثق فيهز.. هذا يقطع الطريق تمامًا على المجلس العسكرى ويجعله يسلم فى النهاية.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,068