4
د. عادل عفيفى
17
يونيو
2012
08:12 PM


وقف فريق من الناس فى موقف مواجه لفريق آخر، وقالوا:

نحن انسحبنا من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وقاطعنا انتخابات الجمعية لأن هؤلاء الإسلاميين سيطروا عليها.

مفهوم ذلك إذن أننا أمام اتجاهين: اتجاه إسلامى (حسب قولهم) واتجاه معاكس.. فإذا سألتهم معنى هذا أنكم معادون للتيار الإسلامى غضبوا وقالوا:

أحنا مسلمين برضه، هوه أنتو حا تحتكروا الإسلام؟

قال التيار الإسلامى: لا........... الإسلام ليس حكرا علينا.. ولكنكم فى موقف مضاد للتيار الإسلامى، فمن أنتم؟ ما هويتكم؟

قالوا: نحن مسلمون ولكن ليس إسلاما سياسيا مثلكم.!!

إجابة غير مفهومة ولا مقنعة.. إذن نعيد السؤال: من أنتم؟ ما هويتكم؟ أين الشجاعة الأدبية؟

قال أحدهم: أيظن هؤلاء الإسلاميون فى مجلس الشعب أنهم ورثوا مصر عن آبائهم وأمهاتهم؟ فردّ عليه قائل منهم: لماذا هذه اللغة غير اللائقة؟ ما دخل الأب والأم؟ بإمكانهم أن يردوا عليكم بمثلها، ولكنهم لم يفعلوا....!

وعندما أصدر مجلس الشعب "المنحل" القانون، الذى عُرف بقانون "العزل السياسى" تعالت أصوات المدعين أنهم "فقهاء دستوريون"، ووصفوا القانون بالعوار الدستورى، وأصبحت الألسنة تلوك هذه العبارة بلا ضوابط، وعندما صدر حكم المحكمة الدستورية العليا يوم 14 يونيه 2012 بعدم دستورية هذا القانون فرح الفلول وقالوا: ها نحن قد عدنا، شاء من شاء وأبى من أبى..

ذكرتنى هذه العبارة بالعبارة، التى قالها الجنرال الفرنسى "غورو" عند قبر صلاح الدين فى دمشق:: "هاقد عدنا يا صلاح الدين"!

 وبيان ذلك أنه عند دخول الاستعمار الفرنسى لدمشق بقيادة هنرى غورو توجه مباشرة إلى الجامع الأموى وعند ضريح القائد البطل صلاح الدين الأيوبى قال هذه الكلمات:

"أنت قلت لنا فى إبان حروبك الصليبية إنكم خرجتم من الشرق ولن تعودوا إليه، وها نحن قد عدنا، فانهض لترانا هاهنا، لقد ظفرنا باحتلال سورية".

وعلى نهج ذلك قال الفلول المباركيون للثوار:

"أنتم قلتم لنا فى إبان الثورة، إن عهد مبارك زال ولن يعود، وها نحن قد عدنا، فيا من يسمونهم شهداء الثورة انهضوا من قبوركم لترونا هاهنا.. سنقتلكم مرة أخرى ثم نلصق التهمة بالإخوان المسلمين".

وعندما صدر حكم المحكمة الدستورية العليا فى ذات التاريخ بعدم دستورية القانون، الذى تمت بناء عليه انتخابات مجلس الشعب مما ترتب عليه حل المجلس كانت ردود الأفعال المتباينة.. فأما الشعب فلا تهمه الدستورية والعوار الدستورى، بل ويرى أن العوار هو فى فكر من يدعوا أنهم فقهاء دستوريون لأنه (الشعب) يراهم على صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون يقولون الشىء ونقيضه فى نفس الوقت، ثم مداخلات تليفونية تأتى بآراء أخرى مما جعل غير المتخصصين وعامة الناس يقولون، إن فقهاء القانون هؤلاء لم يوجدوا إلا ليختلفوا ويُدخلوا الناس فى متاهات، وتفرق دم الحقيقة بين أقوال "الفقهاء الدستوريين" لأن الكثير منهم ليسوا كذلك، وإنما أدعياء.. هذا فضلا عن التعارض بين أحكام القضاء التى أشرنا إليها فى مقال الأسبوع الماضى.

ونحن نقول لفقهاء "العوار الدستورى" إن المادة من القانون التى قضت المحكمة بعد دستوريتها ونحل مجلس الشعب بناء على ذلك، هذه المادة لم تصدر من مجلس الشعب، وإنما من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى كان يتولى سلطة التشريع قبل انتخاب مجلس الشعب، فلماذا سكتت ألسنتكم عن نقد هذا القانون بنفس الحدة، التى تصفون بها قانون الفلول؟ أين الشجاعة الأدبية؟ أقول لكم: لقد خفتم من المجلس العسكرى، ولو تدخلتم بشجاعة وأمانة علمية فى الوقت المناسب لكان يمكن تدارك الأمر.

نحن خضنا الانتخابات عى ضوء ذلك القانون الذى يعلم من أصدره أنه مشوب بشبهة عدم الدستورية، فقادنا إلى طريق المجلس، وبعد قليل قال: هذا الطريق ممنوع!! ارجع يا سيد!!

ولا يصح التحجج بأن هذا القانون قد صدر بناء على طلب القوى السياسية، فذلك عذر أقبح من ذنب.

هناك من شمت فى أعضاء المجلس حتى أننى سمعت رئيس تحرير إحدى الصحف يقول فى التليفزيون "إن هذا البرلمان "المنحل" هو أسوأ برلمان فى تاريخ مصر".. وواضح أن القائل هو من الفلول شركاء اللص أحمد عز وشركاه.

كما أن الحكومة سارعت بضرب حصار حول المجلس، قال أيه؟ قال لمنع الأعضاء من الدخول!!

شفتم حقد أكثر من هذا؟ طبعا لأنه أول برلمان قال للحكومة لا وألف لا.

 يقول الناس فى أمثالهم الشعبية:"بكره نقعد عالحيطة ونسمع الزيطة".

ويقول الله تعالى (لَا تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) الطلاق"1".

وإن غدًا لناظره لقريب.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 65 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,208