4
محمد خضر الشريف
14
يونيو
2012
09:03 PM


"النائب على ونيس كان يتبادل القبلات مع الفتاة في طريق مظلم بطوخ، وصرخ في أمين الشرطة : "يابن الكلب ، أنا عضو مجلس شعب".. ثم قبَّل رأسه بعد وساطة مساعد مدير الأمن"!

الجملة السابقة من وحي الكلمات السابقة وكلمات أخرى لاحقة لا تسعفني المساحة لسردها نقلتها من  محضر التحقيقات الذي نشر القصة كاملة للواقعة بطريقة (س وج) بين وكيل النيابة بطوخ وضابط تأمين الطرق وأمين الشرطة التابع له، ثم اللواء المرصفاوي مساعد مدير الأمن بشأن قضية النائب السلفي الملتزم علي ونيس والفتاة نسرين التي كانت معه في السيارة في تلك اللحظات..

صحفي من الذين يكرهون الدين كله إلا قليلاً ، قالها بفجاجة "مهو  كل اللي بيحصل لنا من أبو الدقون، يبقى لازم ابن ... "..  وطبعًا فرصته يلعن "سلسفين" كل مَن له لحية أو تزيَّّّّا بزي الدين، وهو نموذج يجعلك تقولها في قرارة نفسك ، إن الحكاية أكبر من قبلات النائب ونيس لفتاة وأن المسألة فيها إن و أخواتها أيضًا..

 مع كلمات الزميل المستفزة قمت من مكاني أُربت على كتفه بهدوء أسأله: هل القضية عندك "دقون" وبس؟ ، قال : "أيوه، و دول كلهم "فيهم ويخطيهم" ولا أستثني أحدًا مع احترامي لك ولشخصك أنت وأخلاقك ودينك ووووو".

 قلت: أنا أتعامل معك من منطق أنك إنسان قبل كل شيء ، فضلاً عن أنك مسلم، فلِمَ تتعامل مع الناس بنية الكُره والبغض للدين ولأهل الدين، ويمكن يكون الرجل بريئًا وهذه مسألة فيها لبس أو فيها تلفيق له من بعيد أو قريب ؛ خاصة أن الأقاويل كلها متناقضة ومتباينة جدًّا جدًّا، سيما وأن الرجل قالها صراحة: " أنها كان مغمى عليها وكان (يفوّقها) وأنها خطيبته" ولم يصدق اتهام أمين الشرطة له ، فقام بضربه على صدره من شدة غيظه ، فهو في وادٍ والآخر في وادٍ آخر.

ثم إن الرجل لو كان يريد فعل شيء ما ، هل من المنطقي أن يقف على قارعة الطريق السريع وأمام المارة ويفعل فعلاً فاضحًا يلومه عليه صغار محبيه قبل كبار أعاديه؟!

لو كان لاستأجر مكانًا ما أو استراحة أو فندقًا أو أو، لكن بهذا الرواية التي أثبتت المَحاضر الرسمية أنه كان على الطريق العام وأن المارة يمكن أن يروه ومَن معه في داخل السيارة.

وكان لسؤال وكيل النيابة للضابط الذي قام بالضبط: هل كانت عمومية المكان تجعل المشاهدة أمرًا مستطاعًا ، بمعنى هل بإمكان أحد من المارة مشاهدة المدعو على ونيس والمدعوة نسرين حال تواجُدهما بذلك الوضع؟ ، وهل تعمد المدعو على ونيس تعريض نفسه للأنظار في حالة مخلة بالآداب ؟ ، حتى لو كان سالف الذكر متخذ الحيطة بأن لجأ لارتكاب فعله إلى جهة خلاء بأن أوقف سيارته على جانب الطريق السريع؟ ، وهل كانت مشاهدة سالف الذكر في ذلك الوضع محتملة من أحد المارة؟.

وكانت الإجابات من الضابط عن كل سؤال "أيوه" وتكرار كلمة "أيوه".

قلت لزميلي الصحفي: لو كنت مكانه ومعك أحد من أهلك مثلاً ، وأُغمي عليه ، فوقفت في جانب الطريق "تفوّقها" ، ثم مر بك المارة ورأوا ذلك واتهموك بما لم يكن في حسبانك، هل يرضيك هذا ؟ ، قال: لا : قلت فما لا ترضاه عن نفسك ولنفسك لا ترضاه لغيرك..

في ظني أن الحكاية أكبر من قبلات النائب السلفي ونيس، وربما كشفت لنا الأيام ما تخفيه عنها الآن، وإن من أكبر الخطايا أن نجعل ألسنتنا "مناجل" نحصد بها سيرة الآخرين ، فنعطيهم حسناتنا مقابل تحمُّل أوزارهم فوق أوزارنا.

أليس من الأفضل أن نلجم ألسنتنا  ولا نجعلها تلوك سيرة الناس حتى تنتهي التحقيقات ، ونرى نهاية القصة ، حقيقة ، أم "مفبركة"؟، سيما وأنت سيد مَن يفبرك في موضوعاته الصحفية ويجعل من "الفسيخ شربات" !، صحيح هذا؟.

هدأ صاحبي من غلوائه بعض الشيء وضحك بخجل، ولم يجد لعينيه مجالاً يريحهما - بعد "الزغللة" التي انتابتهما- إلا الأرض؛ حياءً من كلامي ، وهو يقول : أنا آسف منك ، والله.

**********************************

◄◄آخر كبسولة

◄يقول ابن الجوزي ما يزال "التغافل" عن الزلات من أرقى شِيَم الكَرام؛ فإن الناس مجبولون على الزلات والأخطاء ، فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب .

دمتم بحب

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,208