مقالات اليوم




14
جمال سلطان
15
يونيو
2012
07:32 PM


لم يكن سديدًا أبدًا، ذلك الرأى الذى ذهب إلى انسحاب محمد مرسى من سباق الانتخابات، عقب صدور أحكام الدستورية بخصوص العزل وحل مجلس الشعب، رغم الفجاجة الشديدة لحكم الدستورية فى موضوع البرلمان، حيث تجاوزت ما طلب منها النظر فيه حول نصوص محددة لكى تقدم وصلة "توك شو"، بالحديث عن البرلمان وحله وربطه، رغم أن أحدًا لم يطلب منها ذلك، ولكنها النية المبيتة لتصفية حساب مع البرلمان، الذى قدم مشروعا لحل المحكمة قبل أسابيع فقررت أن تحله هى قبل أن يحلها هو، وكانت نفس هذه المحكمة تسوف وتؤجل البت فى طعون برلمانات مبارك لثلاث سنوات ثم تحكم بحله قبل انقضاء مدته بأشهر قليلة، بعد أن يكون قد أدى المطلوب، أما الآن فهى تقضى خلال شهرين فقط بسرعة البرق ولهفة المشتاق، لكن كل ذلك لا يدعونا إلى خلط الأمور والتسليم للمتلاعبين، بل يجعلنا أكثر إصرارًا على تحديهم وهزيمتهم لتطهير الوطن من كل هذه "الموروثات" الاستبدادية الخطيرة، إن مصر الثورة على أعتاب الموقعة الحاسمة، موقعة انتخابات رئيس الجمهورية، وكنت أرى هذا السيناريو من أشهر، وقلت إن المعركة الحقيقية لقوى الثورة هى رئاسة الجمهورية، فى ظل غياب الدستور والتلويحات الرسمية بحل البرلمان، وأن قرار حله فى درج الدستورية العليا، نحن اليوم أمام معركة الوطن كله والثورة كلها، وليست معركة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة وحده، هى معركة كل واحد فينا بشخصه، وبكل المعايير والمقاييس والاستطلاعات، فإن فوز محمد مرسى فى جولة الإعادة متيقن ـ بإذن الله ـ ورغم كل التهويل الذى أطلقته أجهزة وإعلام الفلول عن دعم شفيق من هنا أو هناك، فإن معظم هذه الأقاويل الكذب فيها أكثر من الحقيقة، وصحيح أن المجلس العسكرى يميل إلى شفيق ليس احترامًا له، وإنما قلق من أن يأتى رئيس يمثل قوى الثورة أو يكون له حضور شعبى أو كتلة شعبية كبيرة تجعله مستقلا أمام العسكرى، هو يعرف أن شفيق لا وزن له ولا يملك أى كتل شعبية حقيقية تقاتل من أجله أو تضحى من أجله، وهذا هو النموذج "الشخشيخة"، الذى يتمناه العسكر، والذى يمكن أن يتخذه "مظلة" لتقاسم النفوذ والهيمنة والمصالح بعيدًا عن أى رقابة شعبية أو مؤسسية، ولكن أمنيات العسكر لا يمكن أن تتحقق إلا فى حالة واحدة: التزوير السافر للانتخابات، ولا أظن أن المجلس العسكرى يمكن أن يصل به الاندفاع إلى مثل هذه الممارسات، التى تفضى إلى صدام بديهى ومروع مع ملايين المصريين فى منازلة لا يعرف أحد حجم ضحاياها وعواقبها على الوطن بكامله، وقد برهن العسكرى طوال المرحلة الانتقالية على ميله إلى "الهندسة الناعمة"، للموقف السياسى بعيدا عن الفجاجة المباشرة والصدام، وأعتقد جازمًا أن هناك إدراكًا لدى أجهزة العسكرى بأن كل جهود تسويق شفيق أو الدفع به راحت أدراج الرياح، وأنهم يدركون جيدا أن فرص فوزه محدودة للغاية.

السبت والأحد يومان سيرسمان مستقبل مصر لسنوات مقبلة، ومحاولات نشر الخوف من سيناريوهات المستقبل أساطير لا تتصل بواقع مصر وتوازناتها بعد الثورة، لكن يمكن للشعب المصرى وقوى الثورة أن توفر على الوطن الكثير من الوقت والجهد والفوضى إذا ذهبت بالملايين اليوم وغدا إلى صناديق الانتخاب ومنحت صوتها لمرشح الثورة محمد مرسى، والحقيقة أن الأحداث الأخيرة رغم صدمتها إلا أن المتأمل فيها يدرك أنها دافع عظيم للعقلاء والنبلاء أن يصححوا مواقفهم سريعًا وأن يحسموا أمورهم فى اللحظة الفارقة، فمن كان يبرر مخاوفه من أن الإسلاميين يستحوذون على البرلمان والحكومة ثم رئاسة الجمهورية، أصبح يرى بعينيه أن الإسلاميين لا يستحوذون على أى شيء فى الدولة بجميع مؤسساتها، فما الحجة فى تخلفه عن التصويت لمرشح الثورة للرئاسة، وما مبرره أمام الله وأمام الوطن عندما يتخاذل عن التصويت لمرشح الثورة، وفى جانب الإسلاميين أعتقد أن الصورة أصبحت أشد وضوحًا، فالذين تصوروا أنهم حققوا شيئا وانتفخوا بوصولهم السهل إلى مقاعد البرلمان، ولبسوا الكرافتات الشيك، أظن أنهم يدركون اليوم أكثر من أى وقت مضى أنهم كانوا يقبضون على هواء، وأن كل ما ربحوه هياكل هشة لا أرض لها ولا عماد، وبالتالى فليس أمامهم ـ وخاصة التيار السلفى وروافده ـ سوى أن يحتشدوا بالملايين أمام صناديق الاقتراع برجالهم ونسائهم وشبابهم وفتياتهم وشيوخهم، لا يتخلف منهم صغير ولا كبير، من أجل حسم معركة "الفرقان"، وحماية الثورة وحماية مصر وحماية دعوتهم أنفسهم من عودة النظام البائد بكل ممارساته من النهب المنظم وتدمير مقومات الوطن والقمع والاستباحة والليل الأسود الذى خيم على الوطن سنوات طويلة.

أثق كل الثقة فى أن الله ناصر هذه الثورة، وأن الشعب المصرى سيحسم معركة الانتخابات هذا الأسبوع لصالح مرشح التغيير والإصلاح والثورة محمد مرسى، بل أثق أنه لن يكون نصرًا عاديًا، بل نصر مؤزر، فعلى الجميع الاحتشاد، وحماية الصناديق، واليقظة الكاملة فى كل مراحل التصويت والفرز، ورصد أى ممارسات للتزوير، وعلى كل القوى الوطنية النبيلة أن تتعاون مع مرشح الثورة وحملته، كل حسب طاقته وحسب خبراته وحسب ما يحسن، إنها معركة كل فرد فينا، قبل أن تكون معركة محمد مرسى أو حزبه أو جماعته.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,205