(/1)

وفاة المفكر الإسلامي الكبير أنور الجندي
ودع المفكر الإسلامي الكبير أنور الجندي الحياة الدنيا مرحبا بلقاء الله يوم الاثنين الماضي الموافق 28 من يناير الماضي ، وذلك في مستشفى التطبيقيين الدولي بالجيزة حيث ذكر الطبيب الذي يعالجه أنه استقبل القبلة قبل مفارقة الدنيا ، وصلي ، وقال بصوت مسموع ( إنه فرح بلقاء الله ). توفي المفكر الكبير في صمت كما عاش عليه رحمة الله عن عمر يناهز 85 عاما .
كان المفكر الكبير عضو نقابة الصحفيين المصرية حيث كان صحفيا في جريدة الجمهورية ، قبل اعتزاله العمل الصحفي ، والانقطاع الكامل للتأليف .
ولد المفكر الكبير عام 1917 بمدينة ديروط بصعيد مصر ، ومن الغريب أن دراساته كانت كلها تجارية ، وليس لها صلة بالفكر والثقافة . عمل يرحمه الله ببنك مصر لمدة عشر سنوات قبل ان يلتحق بالعمل الصحفي والفكري .
بدا الاستاذ أنور الجندي الكتابة في مختلف الصحف والمجلات منذ عام 1946 حيث تخصص بعد ذلك في دراسة الأدب العربي واصدر موسوعة كاملة فيه بلغت 18 مجلدا ثم انتقل للدراسات الاسلامية حيث اسهم في بناء مدرسة لمقاومة التغريب والغزو الثقافي الغربي والعلماني .
كما يعد الرائد الذي حرث منذ وقت مبكر الارض لمن جاؤوا بعده في حقل أسلمة العلوم .
حصل الراحل الكبير علي جائزة الدولة التقديرية عام 1960 وشارك في العديد من المؤتمرات الاسلامية التي عقدت بعواصم العالم الاسلامي في الرياض والرباط والجزائر ومكة المكرمة والخرطوم وجاكارتا. كما حاضر في عدد من الجامعات الاسلامية مثل جامعة الامام محمد بن سعود ، والمجمع اللغوي بالأردن ، واثري المكتبة العربية والاسلامية بأكثر من 300 كتاب في مختلف قضايا المعرفة والثقافة الاسلامية .
ومن أهم كتبه: اسلم المعرفة / ونقد مناهج الغرب / والضربات التي وجهت للامةالاسلامية / واليقظة الاسلامية في مواجهة الاستعمار / واخطاء المنهج الغربي الوافد /وتاريخ الصحافة الاسلامية " . وكان آخر كتبه هو كتاب " نجم الاسلام لا يزال يصعد " .
وحاولت الشبكة التعرف علي المزيد من ملامح شخصية الراحل الكبير يرحمه الله عبر هذه الحوار مع ابنته الوحيدة السيدة فائزة أنور الجندي التي كشفت لنا في هذا الحوار عن أبعاد جديدة هامة في شخصية الاستاذ أنور الجندي ...
وهذا نص الحوار :
نرجو أن تعطي القراء فكرة عن الاستاذ الكبير أنور الجندي ؟
الوالد يرحمه الله كان من فقراء المسلمين وكان يسكن في شقة بسيطة جدا ، والحمد لله رب العالمين .
وديروط هي المدينة التي شهدت مولده عام 1917 وبها تزوج من ابنة عمه السيدة نفيسة عبد العال الجندي ، ورزقه الله ببنت واحدة - هي أنا - واسمي فائزة ، وحاصلة علي ليسانس الدراسات الاسلامية من جامعة الازهر عام 1969م 0 اعرت الي السعودية للعمل ، وحين رجعت لمصر بقيت في البيت عملا بقول الله تعالي "وقرن في بيوتكن " .
ولكن كيف كان الاستاذ أنور يقضي يومه ؟
الوالد كان منظما جدا ، وبسيطا جدا ، ومؤمنا جدا - ولا نزكيه على الله - كانت حياته عملا ، ولم يكن لديه وقت يضيعه وكان آخر وقته بعد صلاة العشاء ، ثم ينام ساعتين أو ثلاثا ثم يستيقظ ليصلي القيام ، وبعد صلاة الفجر ينام ساعتين ، ثم يستيقظ لقضاء حاجاتنا اليومية . فالوالد كان يخدم نفسه بنفسه كما كان يقوم علي رعايتنا وخدمتنا 0 فهو الذي كان يشتري الإفطار والجرائد وكل شيء يلزمنا بنفسه0
تقولين إن الاستاذ كان من فقراء المسلمين 00 فكيف يمكن تفسير هذا مع تراثه الفكري الضخم ؟
كل مبلغ كان يحصل عليه الوالد من الناشرين كان يطبع به كتبا جديدة وحين تجلس في منزله تجد الكتب تملا كل الأماكن ولم يكن لدي الوالد مجرد سخان ولا أي حاجة تشم منها رائحة الترف 0
وماذا عن وصيته لكم قبل وفاته ؟
كانت وصيته أن يتم تصنيف كتبه ومكتبته كلها ، ثم دفعها لمؤسسة اسلامية تقوم بطرح هذه المكتبة للجمهور من القراء والباحثين للاستفادة منها . وقد شدد علي ان كل تراثه الفكري يجب ان يكون وقفا للمسلمين 0
وكيف تشعرون تجاه الوالد الراحل ؟
كان قدوة لنا جميعا ، وكان - دائما - متوضئا ، فكان يأكل متوضئا ، وكان كل سطر يكتبه وهو متوضئ . وكان يشعر بالمسؤولية تجاه الجميع فقد كان عليه رحمة الله يملأ جرادل المياه حين تنقطع عن شقق الجيران ، ويتركها لهم أمام شققهم قبل الفجر حتي يمكنهم الصلاة 0
وهل للوالد تسجيلات في الفضائيات مثلا ؟.
الوالد كان زاهدا في الأضواء ، وفي الظهور ، ولم يكن يحبذ اللقاءات التلفزيونية او الفضائية ، وكان كل همه التأليف وكان يدعو ويقول يأ رب اعطني الوقت الذي يمكنني من كتابة ما أريد 0
وهل حصل الوالد علي جوائز من جهات معينة ؟
حصل علي جائزة الدولة التقديرية عام 1960 م ، وكان يرفض حكاية الجوائز هذه وحين كنت أمازحه أقول له : يا أبي خذ الجائزة ، وأعطها لي فكان يقول : أنا اعمل للحصول علي الجائزة من الله ملك الملوك 0

(/1)

وهل توجد له تسجيلات معينة الآن في أي جهة ؟
له تسجيلات في تلفزيون آبو ظبي وفي الرياض ، وكانت النقود التي يحصل عليها يعطيها من يقوم بالتصدق بها علي فقراء المسلمين 0
يرحم الله الاستاذ المفكر المتواضع والعالم المتميز أنور الجندي الذي وهب حياته للدفاع عن الاسلام ، وخاض معارك كبر للدفاع عنه في مواجهة موجات التغريب والاستشراق وفروخهم من دعاة التبعية الثقافية والفكرية .
لقد وهب جهده وجهاده للثقافة والفكر لعلمه أن المعركة الحقيقية بين الاسلام بعدائه هي بالأساس معركة فكر وثقافة وعقل لذا اجتهد وجاهد في ميدانها صامتا محتسبا بلا كلل أو تهاون حتي فارق الحياة وهو يواجه المرض وحيدا فريدا ؛ لكن العزاء أن أعماله ستبقي آثرا يشهد له حتي يوم القيامة

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,516