8
محمد موافي
11
يونيو
2012
07:44 PM


مبارك أعلم بنخبته، ومبارك اليوم أقرب إلى الآخرة، ولا شفاعة فى الموت، كما لا شماتة، سوى سؤال لكل مَن ظن أنَّ الظلم مرتعه غير وخيم، وملخصه: هل وجدت ما وعد ربك حقًا، فأنا كشاهد عيان، وجدت كل ما قال ربى حقًا، وهذا الرجل النائم فوق سرير، خائر القوى، مصدوم بنتائج ما قدمت يداه، قد صب فى حقيبة تجاربه، تجربة أخيرة، ولكنها مريرة، وأزعم أنَّ مبارك كان يعرف كثيرًا من طباعنا وطبائعنا، كان يدرك جيدًا أن المصريين لو مسهم الجوع، فلا رجوع دون حرق الكرسى من تحته، لكنه لم يدرك إلا مؤخرًا ومتأخرًا جدًا، أن هناك كرامةً منسيةً، داخل أنسجة هذا الشعب، وأنه قد فوجئ بها، وأمامها راهن على الفوضى، وأنا أؤكد لكم أن رهان مبارك على الفوضى، كان مبنيًا على حقائق بين يديه، أولها أن نخبة المصريين فاسدة، وأن كل من عارضه من صحفيين وسياسيين، معظمهم لو أشار لهم مبارك قبل الثورة بأصبعه، لولّوا إليه غير مترددين.

فى جلسة جمعتنى بمبارك، ولدى شهود عليها-أحدهم مسجون- وكانت قبل الثورة بأكثر من عام، سأله زميلى المحترم: يا ريس هناك توقعات بإجرائكم تعديلات دستورية جديدة، فهل هذا صحيح؟

نظر مبارك بضيق، مجيبًا: أية تعديلات دستورية.. عيب الكلام ده، فيه بنت قاعدة معانا، مش عاوز أقول كلام مش لطيف.. ثم قل لى: مَن يتحدث الآن عن تعديلات.. مَن يا أنس(وزير الإعلام)؟

أنس: يا ريس الدكتور يحيى الجمل.

مبارك: يحيى الجمل.. أنتم أولاد صغار لا تعرفون شيئًا، هل تعرفون مَن هو يحيى الجمل؟ يحيى الجمل واحد من أكبر ترزية القوانين عندي، بل كنت أفضّله على فتحى سرور ومفيد شهاب، لكن لما قام جمال (مبارك) بإعادة بناء الحزب الوطنى، وتشكيل أمانة السياسات، لم يضع اسم يحيى الجمل فى الأمانة، فغضب الجمل، وأخذ الموضوع على كرامته، وراح يكتب كمعارض فى الجرائد..

واستفاض مبارك.. ثم خرج مِن "يحيى الجمل"، وظل مع كلمة (أمانة السياسات)، وكأنه تذكر شيئًا على الهامش، فقال: هل تعرفون أيضًا مَن الذى غضب من تطوير الحزب الوطني، لن تصدقوا.. أسامة الغزالى حرب.. أنا لا أحبه، فهو يريد أن يصبح كبيرًا، وأنا بعثت لجمال، وأخبرته أنى لا أحب صديقك ابن الغزالى حرب، ولا أريده، ثم لما  سربنا الكلام عن تغيير رؤساء التحرير، طلب منى جمال أن يتولى صديقه أسامة رئاسة مجلس إدارة الأهرام، فرفضت طبعًا، لأنى أعتبر اختيارى للدكتور عبد المنعم (سعيد) اختيارًا مدروسًا، فعبد المنعم رجل مفكر وصاحب رؤية، وغضب أسامة وأصبح معارضًا، طيب لن تصدقوا، سأقول لكم مفاجأة.. بخصوص موضوع التوريث.. هل تعلمون أن أول من قال لجمال فى أذنيه يجب أن تعد نفسك لخلافة أبيك، هو أسامة الغزالى حرب، لا تستغربوا، أنا أعرف كل واحد كيف يفكر، طيب المفاجأة، أنا واثق أنى لو أشرت لأى واحد من هؤلاء بأصبعى لجاء على الفور، ونفذ كل ما أطلبه منه دون تفكير. طيب هل تعرفون ما مشكلة عمرو موسى،،،،؟ وبدأنا فى موضوع جديد.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 12 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

313,792