الطاجيك في معابد غير المسلمين
تنصـير المسـلمين في طـاجيكسـتـان

بعد أن أفلت مسلمو آسيا الوسطى من جحيم الشيوعية إذا بهم يتعرضون لهجمة تنصيرية منظمة تقوم بها في صمت كل الكنائس الغربية جميعها ـ تقريباً ـ مستغلة حالة الفقر الشديد التي تعيشها الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى.

الشواهد على ما يجري من تنصير هناك كثيرة ومتنوعة نقدم منها شهادة عيان تتمثل في مقال للكاتب الطاجيكي عزيز بك ده بيدي نشره في صحيفة "جوانات طاجيكستان" أي "شباب طاجيكستان" يسجل فيه شهاداته وانطباعاته ومعلوماته عما يجري من تنصير في طاجيكستان.. إحدى الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، وهذا هو نص المقال:

امرأة مسنة بزيّ طاجيكي.. دخلت المعبد وتوجهت مباشرة إلى تمثال لـعيسى المسيح المصلوب ومسحت وجهه بيديها وقبّلته ومسحت بيديها على وجهها تبركاً، ثم صلَّبت مثل النصارى، سألت نفسي أي شيء أجبر هذه العجوز المسلمة على اعتناق النصرانية؟.. الفقر؟ أم المطالب المعنوية؟ أم انعدام رفق المسلمين وانحطاط أخلاقهم؟ نظرتُ إلى القاعة فوجدتُ أن الطاجيك يشكلون نصف الحاضرين الذين كان عددهم أكثر من 500 شخص وأغلبهم من النساء.

في عهد الاتحاد السوفييتي السابق كانت الأجهزة الحكومية تقاوم جميع الأديان ولاسيما دين الإسلام بكل قوة واستبداد وتفرض العقائد الإلحادية على الناس رغم أنفهم ولعل تعليمات "الإلحادي المحارب" كانت سبباً في تمزق هذه الدولة القوية.. ومن جهة أخرى لم تكن تسمح للمبلغين من مختلف الأديان والأفكار من الشرق والغرب أن يمارسوا نشاطاتهم في المنطقة.

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي وظهور الجمهوريات المستقلة توجهت حركات التنصير وممثلي الأديان الأخرى إلى المنطقة وبسبب الحرب التي استمرت عدة سنوات انحطت الأخلاق الحميدة بعد أن تشرد كثير من العلماء والمفكرين إلى الخارج وقتل بعضهم مما هيّأ لهؤلاء المنصِّرين دعماً معنوياً في مجتمعنا، وقد انتهزت المراكز الخارجية هذه الفرصة لسد الفراغ فوسَّعت دائرة نشاطاتها في بلدنا، والآن وللسنة السابعة تعمل مراكز ممثلي الديانات المختلفة مثل البهائية والنصرانية والزرادشتية، وتعاليم "كرشنة" وغيرها في طاجيكستان للوصول إلى أهدافها.

ويجري دعم هذه المراكز بالأموال والتراث الديني والوسائل التعليمية الحديثة، والحاجات الضرورية الأخرى من قِبل كنائس الفاتيكان وأمريكا وكندا وسويسرا وفنلندا، وتعد المغريات المادية إحدى أساليبهم المثمرة المؤثرة، فمن المعروف أن مواطني طاجيكستان يواجهون أزمة اقتصادية حادة، إذ يعيش أغلبهم تحت خط الفقر بسبب الحرب الدامية (كان ذلك قبل توقف الحرب مؤخراً) واغتناماً للفرصة يقدم هؤلاء المنصّرون المساعدات المالية والغذائية للناس، وبهذه الطريقة يرتد آلاف من المسلمين عن دينهم ويعتنقون النصرانية.

ويقوم أتباع مذهب البابستية بنشاطات أوسع في طاجيكستان، حيث أُسست بزعامة منصِّر كندي يدعى "ديريك" حلقة باللغة الطاجيكية في إحدى الكنائس البابستية بالعاصمة دوشنبيه، ويتراوح أفراد الطائفة بين 25 ـ 30 شخصاً، وتشكل الفتيات والشباب الذين لا تزيد أعمارهم على ثلاثين عاماً أغلبية المتنصرين الجدد. ويقول عالم الاجتماع والأستاذ في علم الفلسفة "زيجينكا" في مقاله "الطاجيك في معابد غير إسلامية" المنشور في المجلة الأسبوعية "الاستقلال" 7 ـ 13- 5- 1997م ما نصه:

"العبادات تمارس بالطريقة التالية: يلقي السيد ديريك أو مسؤول الحلقة الذي هو طاجيكي الأصل كلمة افتتاحية، ثم يوزع نسخاً للإنجيل مطبوعة في غاية الجاذبية ومترجمة بالطاجيكية، كما يقدم أناشيد دينية بالطاجيكية أيضاً للحاضرين، ويستفيد بعض المتنصرين من الأناجيل المترجمة بالروسية أو الإنجليزية، ثم يبدأ ديريك بالقراءة بلهجة طاجيكية فيقوم الناس ويركع البعض.. ولحن الأناشيد يشبه اللحن الموسيقي القومي الطاجيكي "مما يجعل الأناشيد أوقع على القلوب"، ويطلب ديريك من الحاضرين أن يفتحوا فصلاً من الإنجيل فيقرأوا، ثم يقرأوا الدعاء بالطاجيكية والأوزبكية والروسية والإنجليزية، وعنده يقوم جميع المشاركين، ويشمل مضمون الدعاء الميزات الفردية والجماعية وحب الوطن، وهذا يؤثر في الحاضرين إلى حد كبير، ويلقي الضيوف الوافدون من استراليا، وكندا، وأمريكا أثناء أداء الشعائر كلماتهم للحاضرين، ثم ينتقلون من القاعة الكبرى ليمارسوا العبادة بصورة جماعية".

ولأتباع هذا المذهب أيضاً نشاطات فعالة في مدن ومديريات أخرى، كما لهم مركز في مديرية "بنجكينت" التاريخية وأسسوا فيها مصنعاً فقبلت إدارة المصنع ثلاثين طاجيكياً ليعملوا فيه، وكل صباح يحمل هؤلاء العمال ـ بعد أن دخلوا المصنع ثم ارتدوا عن دينهم ـ الإنجيل قبل بدء عملهم وينشدون الأناشيد الدينية بلغتهم ثم يبدأون العمل، وقبل العودة إلى بيوتهم يقرأون الأدعية، ويحصل كل واحد منهم على ثلاث "غرائز" من الدقيق التي يبلغ وزن الواحدة منها خمسين كيلو جراماً أو خمسين دولاراً في الشهر، ولذلك قيمة كبيرة في طاجيكستان، هذا بالإضافة إلى اجتماعهم في بيت واحد منهم مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، ويعلمهم المنصِّرون أركان المذهب البابستي وأحكامه أثناء هذه الاجتماعات.

وبعد سنتين توقف ذلك المصنع عن العمل ولكن الاحتفالات والاجتماعات لاتزال مستمرة حتى اليوم.

وكاتب هذه السطور.. شاهد احتفالات المنصر بيان رينكبريك الذي اشتهر باسم بيان "قل" (وقل يعني السيد بالطاجيكية)، وقد طلب من المشاركين بعد تناول الطعام أن يفتحوا الإنجيل وقرأ عدة فقرات وشرحها بالطاجيكية ثم أخذ الحاضرون يرددون الأدعية بلحن جميل وبصورة جماعية، ثم اختبر مدى معرفتهم بدينهم الجديد من خلال طرح الأسئلة وبعد اقتناعه بمعرفتهم بدأ في تلقينهم تلقيناً روحياً، وكان يجلس بجوار كل واحد منهم كطبيب روحي ويضع إحدى يديه على كتفه والأخرى على قلبه وكأنه يسحر كل واحد منهم، وكان يلقنهم بقوله: "الآن الإله عيسى المسيح يطرق باب قلبك وعليك أن تشرح قلبك له وأي أمل لك.. اغلق عينيك واطلبه من الإله ـ عيسى المسيح"!! وفي ختام الاجتماع قرأوا أنشودة دينية بصورة جماعية وتصافحوا ثم انصرفوا إلى بيوتهم.

وكذلك قامت كنيسة أودينتين بتنصير عدد من الشباب الطاجيك والأوزبك، وقال كيندي نظروف الروسي ـ أحد قادة هذا المذهب ـ أثناء حوار معه: "إن كنيستنا التي أسَّست مراكز في مختلف المدن والمديريات تشتغل بتنصير المسلمين، وبيتي هو معبد المنطقة رقم 83 في دوشنبيه"، وأضاف: "أن 18 شخصاً يجتمعون هنا "مشيراً إلى بيته" مرتين في الأسبوع من أجل العبادة، وتعلم أحكام مذهبنا وأركانه، وتوجد بينهم أيضاً امرأتان طاجيكيتان.

ووفقاً للمعلومات التي اطلعت عليها فإن سبعين شخصاً من الطاجيك المسلمين اعتنقوا مذهبنا وأكثرهم من الشباب ولكن الرجال المسنين نادرون بينهم لصعوبة تغيير ثقافتهم وعقائدهم".

هذا النصراني توفي وأوصى بجعل بيته كنيسة للنصارى.

ولهم الآن معبد كبير جداً في دوشنبيه تقام فيه الصلاة بشكل جماعي مرتين في الأسبوع ويقيمون شعائر دينهم بالطاجيكية والأوزوبكية، وأتباع هذا المذهب يشاركون في الاحتفالات الدينية واجتماعاتهم مشاركة فعَّـالة ويقومون بـ"غُسل التعميد" وفقاً لعادات النصارى.

وكذلك الكنيسة البروتستانتية "سانمين" وتعني "البركة" التي يقع مركزها الرئيس في شارع "نعمت قره بايوف" بالعاصمة تعمل بنشاط وجد.. وعندما زرنا هذه الكنيسة كان عدد المشاركين كثيراً جداً، وكان طنين الموسيقى يرتفع منها، وجاء شاب طاجيكي طلق الوجه لاستقبالنا فأرشدنا إلى "حجرة الهداية"، ووقع نظري قبل كل شيء على كتب الإنجيل الموضوعة بشكل الصليب على الطاولة، وكان جالساً فيها 35 شخصاً من مختلف الأعمار وأغلبهم من الطاجيك والأوزبك، وكذلك ثلاث نساء طاجيكيات أحضرن أولادهن الصغار إلى الكنيسة. وبعد لحظة دخل علينا الشاب مع منصّر كوري الجنسية ووزَّع على كل واحد منا نسخة من الإنجيل بالروسية وعندما ابتدأت العبادة تحدث منصِّـر شاب عرَّف نفسه بـ"سيف الدين عبدالله يوف" عن تعرف المذهب وعن كنيسة "سانمين" بالتفصيل، ثم أعطى الكلمة للمنصر الكوري الذي طلب من الحاضرين قبل بدء موعظته أن يغلقوا أعينهم ويكرروا أقواله من أعماق قلوبهم، ثم أدوا العبادة وبعد ذلك وزّع أوراقاً مخصوصة للذين في حاجة لفحص طبي لتشخيص أمراضهم مجاناً من قِبَل أطباء المركز.

وبعد انتهاء الاجتماع دار حوار بيني وبين المنصّر سيف الله عبدالله يوف قال فيه: "اعتنقت المسيحية عام 1997م والآن لكنيستنا عشرون مبلِّغاً في دوشنبيه، ثمانية منهم من أصل طاجيكي، وعدد أتباع مذهبنا في طاجيكستان ما عدا مقاطعة "لينيش آباد" يصل إلى ثلاثة آلاف شخص، وقد بنينا ثلاثة معابد في دوشنبيه وكنيسة في كل من "راغون" و"ترسونزادة"، و"قرغان تيبه"، وهناك فروع لمركزنا تعمل في "لينين آباد" كما تقام الصلاة في المدينة بصورة جماعية مرة في سينما "كوزوموس" في مديرية "شكلاوسك" وقد فتحت مدرسة دينية للمتنصرين بإجازة والي المدينة في مدينة "خوجند" وأغلب طلابها من الطاجيك وتقام الشعائر الدينية في هذه المعابد بلغات القوم، ومركز كنيستنا يقع في "لوس أنجلوس" الأمريكية وفتحنا ما يقارب ثمانمائة معبد في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ويزداد أتباع مذهبنا من المسلمين يوماً بعد يوم ونحن نأمل أن يعتنق شعب طاجيكستان بأكمله دين المسيحية(!!).

وفي الواقع يظهر من أقوال أتباع المذهب البروتستانتي وأعمالهم أن دائرة نشاطاتهم واسعة للغاية، إذ يستخدمون جميع الأساليب لتحويل الشعب الطاجيكي إلى دينهم، وعلى سبيل المثال فإن مطعم المركز المذكور يقدم الطعام مجاناً للفقراء والمساكين ويتردد عليه في بعض الأحيان مائتا شخص، كما يقدمون خدمات طبية وافرة للمرضى، وتوجد بجانب مراكزهم نوادٍ رياضية للتايكوندو والكاراتيه، وهؤلاء لا يعلمون الأطفال والشباب المتحمسين قواعد رياضية فقط، بل يدرسونهم النصرانية وأصولها.

وهناك فرقة أخرى تعمل في روسيا وأوكرانيا وكازاخستان وقرغستان تعبد الشيطان، ويقوم أتباع هذه الفرقة بخطف الأطفال ويضحون بهم من أجل تأدية شعائر دينهم المنحرفة، وكذلك يشتغلون بالسحر، وهناك فرقة تأكل لحوم الإنسان وتشرب دماءه، ولعل هذه الفرقة تقيم حفلاتها خفية في طاجيكستان.

إن حوادث خطف الأطفال وأكل لحوم الإنسان وشرب دمائه منتشرة في مديرية "كولخاز آباد" و"قوباديان" ومدينة "خوجند" و"دوشنبيه" ولاشك أن لهذه الحوادث علاقة بنشاطات هذه الفرق الجديدة.

ترجمة : محمود جان القاسمي

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,286