8
محمد على خير
02
يونيو
2012
09:55 PM


أكتب بعد سماع الحكم فى قضية قتل المتظاهرين، والمتهم فيها الرئيس المخلوع ووزير داخليته، وكبار مساعديه، وبعد المقدمة الطويلة التى تحدث بها المستشار أحمد رفعت فى بداية الجلسة ووصفه فترة حكم مبارك بالسواد (كررها ثلاث مرات)، ظننت أن العقوبات القاسية سوف تنزل على رؤوس جميع المتهمين، لكن المفاجأة أن الجميع قد حصل على البراءة باستثناء مبارك والعادلى، ويتوقع محامون وقانونيون حصول الأخيرين على البراءة فى النقض، وعندى هنا ملاحظات عديدة على الحكم الصادر بحق المتهمين، ويمكن إيجازها كما يلى:

1-الشارع المصرى لن يهدأ بعد هذا الحكم، وسوف يسود التوتر الميادين، ولن يرضى أهالى الشهداء بهذا الحكم، فكيف لكبار مساعدى العادلى أن يحصلوا على البراءة، بينما الجنود والضباط حصلوا فى قضايا مماثلة على أحكام بالسجن عشر سنوات، وهل يكذب الناس أعينهم، وهم يشاهدون عشرات من سيارات الأمن المركزى وهى تدهس المتظاهرين، وكلها أحداث كانت تذاع على الهواء فى مختلف الفضائيات أثناء الثورة.

2-انقضاء الدعوى فى قضايا الفساد المالى، المتهم فيها مبارك ونجلاه وحسين سالم، فى قضية الفيلات بشرم الشيخ، وذلك بسبب مرور عشر سنوات على الجريمة، نراه حديثًا يحتاج إلى توضيح، وسؤالى هو: هل كان هناك شخص عاقل فى مصر، يستطيع توجيه مثل تلك الاتهام إلى الرئيس السابق ونجليه،الإجابة بالنفى بل سيكون التنكيل والنفى والتشريد هو جزاء من تجرأ واتهم مبارك.

3-رأت المحكمة غياب الأسباب والأدلة والقرائن التى على أساسها لايمكنها الحكم بالإدانة بحق مساعدى حبيب العادلي، وإذا كان ذلك هو الواقع، فلماذا إذن أدانت مبارك والعادلى وحكمت عليهما بالمؤبد، وربما رأت المحكمة فى حكمها السابق تحميل المتهمين بالمسئولية السياسية عما جرى من قتل أثناء الثورة.

4- تقديرى أن البراءة ستكون هى نهاية المطاف والختام فى تلك القضية، حيث لا أدلة أو قرائن، ولاننسى قول النيابة فى مرافعتها بأن هناك أجهزة فى الدولة وسمتها (الأمن القومى والداخلية) لم تساعد النيابة فى جمع الأدلة بحق المتهمين،النظام لايزال قائما.

5-لا يمكننا أن نعلق على الحكم فهو عنوان الحقيقة، لكن المؤكد أن المحكمة قد حكمت بما لديها من أوراق، كما أن الأدلة والقرائن المتاحة جاءتها من النيابة، وكذلك التكييف القانونى للقضية، فالمحكمة نطقت بحكمها السابق بناء على ما سبق، لذا فإن الاتهامات بالتقصير يجب توجيهها إلى جهات التحقيق التى قامت بالنظر فى الجريمة، ونزلت إلى ميدان التحرير بعد مرور أربعة أشهر على وقائع الجريمة، مما أدى إلى تغيير كبير فى مسرح الجريمة ممثلا فى ميدان التحرير وحى الأربعين بالسويس.

5-الإيجابية الوحيدة فى أحكام البراءة التى صدرت بحق المتهمين هو تضاؤل فرص نجاح أحمد شفيق، وارتفاع أسهم محمد مرسى، حيث ازداد سخط المواطنين بعد هذا الحكم على النظام السابق، وتأكدوا أنه لم يسقط حتى الآن، لذا فإنهم سيصوتون إلى منافس أحمد شفيق، مهما كان اسمه وحتى إذا لم يكونوا قد اقتنعوا به.

النظام لم يسقط بعد، وما جرى فى 25 يناير العام الماضى كان مجرد بروفة للثورة الح

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 3 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,428