3
محمد موافي
01
يونيو
2012
07:33 PM


قال ابن هانئ الأندلسى للخليفة الشيعى

"ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ / فاحكم فأنت الواحد القهارُ" وقال لى: "إن الرئيس لا يخطئ". وسبحانه وكأنى فوجئت بأن آية فى كتاب الله تقول "قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء" فوجئت بالآية، مع أنى حفظتها طفلاً، ومرت الطفولة، وأصبحت على باب "واشتعل الرأس شيبًا"، ودخلت قاعة محكمة مبارك فى جلستها الثانية، ووقفت فى الركن المحدد لمذيع التليفزيون، فى مواجهة القفص، ودخل نفس الرجل، الذى رأيته كثيرًا، فى أبهة الملك، وحيوية العز.

كان يكفى مبارك أن يفكر، ويشير، فإذا المساعدون، طوع الأمر، وقبل الأمر. وقال لى أنس الفقى: "إن الرئيس لا يخطئ" فقلت فى نفسى - لا أدعى ذرة شجاعة - قلت فى نفسى"ومن ذا الذى ما ساء قط؟".

فى الرابع من يناير عام ألفين وعشرة، كانت شرم الشيخ خلية نحل تُشغى بوسائل الإعلام، وكنا بانتظار ما سيسفر عنه اجتماع رؤساء ثلاثة، نترقب المؤتمر الصحفى، فإذا لا مؤتمر ولا يحزنون، وجاء وزير الإعلام، متهللاً حازمًا، يبلغنا أن الرئيس وافق على طلب مقابلتكم، وكنا أربعة، ونظرنا لبعض، فإن أحدًا منا لم يطلب لقاء الرئيس، وشرح الوزير المسألة، بأنه طلب من الرئيس الجلوس إلينا لشرح أبعاد الموقف المصرى من الإنشاءات على حدود غزة، ودخلنا حيث يجلس مبارك، يستقبل أيادينا الممدودة بالتحية، ويتفحص وجوهنا بعناية، وبدأت الجلسة فى الثانية إلا دقيقتين ظهرًا، وانتهت فى تمام السادسة، لم يتحرك أحد، حتى ليعتدل فى جلسته، باستثناء الوزير الذى ظل نشيطًا متحركًا، يشاركنا الحديث، ثم يقوم بين الحين والآخر ليعدل من درجة التكييف، أو ليضبط الستائر، أو يبدل مطفأة السجائر، على الرغم من أنه ليس هناك مدخن واحد، حتى صاح به مبارك "اقعد يا أنس خوتنا، وإنت عامل زى فرقع لوز".

والرئيس لا يخطئ قالها أنس وابتسم لها مبارك، وارتعدت لها مفاصلى، فقد كانت الجملة إجابة من مبارك على استفسارى المختارة ألفاظه بعناية وخوف "هل يا فندم أخذت مرة قرارًا، ثم فكرت فيه وقررت تغييره"؟ الرئيس لا يخطئ.. بل يتابع كل صغيرة وكبيرة.

وأضاف أنس، وأنا أقسم بالله على صحة تلك الواقعة بكل تفاصيل حروفها، وليس بها حرف واحد قد أبدلته. قال وزير الإعلام: "يا فندم أنا ضبطت رنة أرقام مكتب سيادتك وخصصت لها نغمة السلام الجمهورى"، وكان جالسًا فقام، وحكى الموقف التالى:

والله يا فندم، فى أحد الأيام، استيقظت فى السابعة صباحًا، ودخلت الحمام وتوضأت، ووقفت لأصلى الصبح، وما إن رفعت يدى لأكبر، فإذا بنغمة السلام الجمهورى ترن، معلنة أنه اتصال من مكتب سيادتكم، فواصلت رفع يدى لأبدأ الصلاة، ورفعتها وقلت (أفندم...آآآآآآفندم").

لم يشغلنى الوزير بيديه المرفوعة لتقليد التكبير، ولكنى كنت أختلس النظر لمن يُعزف له السلام الجمهورى لمبارك، فقد كنت لا أعبأ بأفعال المحيطين به ولا تدهشنى غرائب تصرفاتهم معه، ولكنى أردت استكشاف رد فعل مبارك. فإذا به مبتسمًا راضيًا عن وزيره.

ألم أقل لك "يعزمن يشاء ويذل من يشاء". وآمنت بك يا رب.

[email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,436