?
جمال سلطان
01
يونيو
2012
07:36 PM


قرب عصر أول أمس الخميس اتصل بى مشكورين أعضاء بحملة مرشح حزب الحرية والعدالة للانتخابات الرئاسية الدكتور محمد مرسى لدعوتى لحضور لقاء خاص للمرشح مع مجموعة من الإعلاميين والمثقفين والكُتاب، وذلك فى أحد فنادق منطقة السادس من أكتوبر، وقد استغربت أن تتم الدعوة فى اليوم نفسه، بل قبل ساعة ونصف تقريبًا من موعد اللقاء الذى أبلغونى به، حيث من المستحيل عمليًّا اللحاق بالموعد؛ لأن الطريق وحده إلى أكتوبر فى ذلك الوقت يستغرق ساعتين تقريبًا، هذا إذا تصور أصحاب الدعوة أن يترك الضيوف كل ارتباطاتهم وأعمالهم فجأة للحاق "بالاستدعاء"، وأعتقد أن ما حدث إن لم يكن مجرد إبراء ذمة وأداء واجب شكلى مع الكتاب، فهو يمثل خطأً لا يصح التسامح معه فى تلك الأوقات؛ لأن مثل هذا اللقاء كان مهمًّا وضروريًّا، والفكرة فى حد ذاتها ذكية، ولكن لا يصح أن يعطى الانطباع بأن الفكرة انقدحت فجأة ظهرًا، وتم استدعاء الكتاب والفنانين عصرًا!، والمؤكد أن سوء الترتيب هذا أضعفَ من اللقاء وقللَ من عدد ونوعية المشاركين فيه، لكن فى النهاية هو خطوة جديدة تكشف عن وعى الإخوان المسلمين بضرورة الانفتاح الحقيقى والجاد على الحياة الثقافية والفكرية والإعلامية بكل أطيافها، وذلك لإزالة حواجز حقيقية أو مصطنعة، ولقطع الطريق على جهود أخرى تحاول تفخيخ العلاقة بين مرشح الحرية والعدالة والمجتمع المدنى، على الرغم من أن مرشح الفلول لا صلة له أبدًا بالمجتمع المدنى، بل هو مرشح "المجتمع العسكرى" فى جوهر الأمر، والمرشح الذى يتباهى بأن رأس الفساد والإفساد على مدار ثلاثين عامًا "مبارك" هو مثله الأعلى.

هناك تطوُّر فى الأفكار إيجابى فى حملة محمد مرسى، وأعتقد أنه بتلك الخطوات سيحقق المزيد من المكاسب فى أصوات النخبة المصرية خلال الأيام المقبلة، وهى نخبة قد تكون غير ذات أثر ككتلة تصويتية، ولكنها مهمة من جهة التأثير فى صناعة الرأى العام، وأتصور أنه كان موقفًا موفقًا استجابة حملة مرسى إلى دعوتنا بإبعاد بعض الأصوات الخشنة والمستفزة عن الحضور الإعلامى فى تلك الأوقات؛ لأنها تعطى انطباعًا سلبيًّا ونتائج عكس المقصود منها لدى الرأى العام والنخبة معًا، وقد أبعدوها فعلاً، وأتمنى أن لا ينظر الإخوان المسلمون إلى الموقف الحالى الذى تعيشه الجماعة وحزبها باعتباره مأزِقًا، عندما تجد نفسها ـ للمرة الأولى ـ فى حاجة ماسَّة وضرورية لتضافر جهود الآخرين معها، وأنها تحتاج إلى تقديم ضمانات وأحيانًا تنازُلات سياسية لضمان الالتفاف والإجماع الوطنى حول مرشحها، فكل ذلك فعل سياسى طبيعى لا يسىء إلى أى حزب سياسى ولا يُنقص من قدر أى قوة سياسية، وهو جزء من مكونات أى حراك سياسى، بل إن هذا الموقف سيكون له مردود إيجابى جدًّا على الجماعة وحزبها ومسارها فى المستقبل؛ لأنه سيجعلها أكثر تلاحُمًا مع النسيج السياسى لمختلف أطياف المجتمع، وأكثر قربًا من الكتل السياسية الفاعلة، إسلامية أو مدنية؛ لأن مواقف التعالى والاستغناء، رغم سحرها التنظيمى المؤقت، إلا أنها كانت مضرة جدًّا على المستوى الاستراتيجى لقوة سياسية كبيرة، وهذا هو الدرس الأهم فى تلك المرحلة، وسيكون خيرًا وبركة على الجميع بإذن الله.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,528