-----------------------
الأسرة والمجتمع, الرقاق والأخلاق والآداب, فقه
الآداب والحقوق العامة, النكاح, قضايا المجتمع
-----------------------
عبد الكريم بن صنيتان العمري
المدينة المنورة
جامع الصانع
محامد و أدعيةطباعة الخطبة بدون محامد وأدعية
-------------------------
ملخص الخطبة
1- اهتمام الإسلام بالعلاقة بين الزوجين وعنايته بها. 2- قيام الزوجة بواجباتها تجاه زوجها مما يسهم في استمرار السعادة بين الزوجين. 3- للزوجة المسلمة أسوة حسنة بالصحابيات رضوان الله عليهن. 4- خدمة الزوجة لزوجها من الحقوق الواجبة عليها. 5- التأكيد على حسن اختيار الخادمة. 6- حقوق الخدم: إحسان المعاملة، العفو عنهم، عدم تكليفهم ما لا يطيقون، توفيتهم أجورهم، العناية بالجانب الديني لديهم.
-------------------------
الخطبة الأولى
تعتبر العلاقة بين الزوجين النواة الأولى التي تنبثق عنها سائر العلاقات البشرية في المجتمع الإنساني، ولذلك فقد أولى الإسلام هذه العلاقة رعاية خاصة وفريدة، حيث جعل لها أسسًا وضوابط وتنظيمات، تعمل على توفير الراحة والسعادة والحياة الهنيئة بينهما، فعلى كل واحد من الزوجين أن يعمل على توطيد تلك العلاقة والقيام بالحقوق اللازمة عليه تجاه الآخر ومعاملته معاملة حسنة.
وإن مما يضفي على الحياة الزوجية أجواء البهجة والسعادة قيام المرأة بالحقوق التي أمر بها الدين الحنيف، وتهيئة الجو المناسب لزوجها من خلال إعداد نفسها إعدادًا يُدخِلُ على زوجها الراحة والطمأنينة، وأن تصبر على ما قد تعانيه من تعب وما تواجهه من مشقة، وتقدم إليه ما يحتاجه من خدمة، وما يطلبه منها من عناية، وللزوجة المسلمة أسوة حسنة في ابنة رسول الله التي كانت تزاول أعمالها بيدها، حتى أصيبت يدها بجروح وأضرار. وقد كان نساء النبيّ وغيرهن من نساء الصحابة ـ رضي الله عن الجميع ـ يخدمن أزواجهن في بيوتهن.
وجاءت فاطمة رضي الله عنها تشكو إلى النبيّ ما تلقى في يدها من الرَّحى، وتسأله خادمًا، وذكر ذلك أيضًا عليٌ للنبي فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ألا أدلكما على خير مما سألتما ـ أي: طلب الخادم ـ؟! إذا أخذتما مضاجعكما وأويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم)) متفق عليه.
فلم يلبِّ النبيّ طلب فاطمة بأن يحضر لها خادمًا، ولم يأمر عليًا بذلك، فدل أن على الزوجة القيام بخدمة زوجها، وأن لا تلزمه أو تكلفه ما لا يطيق في استجلاب خادمة، وتحمله أموالاً طائلة لاستقدامها، وبالتالي تأمينه مرتباتها ونفقاتها، إلا إذا كانت المرأة في حالة لا تسمح لها بخدمة الزوج وأولاده، كأن تكون مريضة لا يمكنها أن تقوم بالأعمال المنزلية، ولا تستطيع تهيئة كل ما يحتاجه الزوج، أو كانت معلمة أو موظفة تغيب عن بيت الزوجية بعض الوقت. وليكن إحضار الخادمة للمنزل مقرونًا بالحاجة الماسة إلى وجودها، للمساعدة في النهوض ببعض الأمور التي تحتاجها الأسرة.
وعلى الزوج أو رب الأسرة أن يحسن اختيار الخدم، بحيث يكون الدين هو أول أسس الاختيار، فيشترط أن تكون الخادمة مسلمة مخلصة، تخاف الله تعالى وتراقبه، فلا ينبغي لهم أن يستقدموا خادمة لا تدين بدينهم؛ لأن وجودها بين المسلمين وفي داخل المنزل خطرٌ على أهل البيت وخاصة الصغار منهم، إذ قد يؤدي ذلك إلى إفسادِ عقائدهم وأخلاقهم، ويترتب على اختلاطها بهم كثير من الأضرار والمساوئ.
كذلك ينبغي أن تكون الأمانة من أهم الصفات؛ لأن الخادمة تطلع على أشياء داخل البيت لا يراها غيرها، فإذا فُقدت منها هذه الخصلة أذاعت الأسرار، وأشاعت الأخبار، وكشفت ما تعرف بداخله للآخرين، كما أن المهارة والخبرة في أعمال المنزل من ألزم الصفات التي ينبغي أن تتوفر في الخادمة.
ولا يجوز لأهل البيت أن يعاملوا الخدم معاملة سيئة، فإن الإسلام قد وضع لهؤلاء حقوقًا يجب على المخدومين أن يقوموا بها تجاه الخدم، وأن يوفوا بها دون مماطلة أو نقص، فيخاطب الخادم بأسلوب سهل وكلام لين، دون جفاء أو غلظة في القول، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه، والتواضع مع الخادم يؤنسه، ويشعره بالطمأنينة وعدم الحرج من العسر والفقر والحاجة، والتكبر عليه يوحشه، ويشعر بسببه أنه محتقر لا قيمة له، فيضطرب ويعيش كئيبًا حزينًا، وقد يؤثر ذلك على عمله وإنتاجه وجودة خدمته وإتقانه.
وينبغي العفو والسماح عنه إذا أساء أو أخطأ، فإن النقص والخطأ من طبيعة الإنسان، ولا يكاد يسلم من ذلك أحد، روي عنه أنه قال: ((إن أحسنوا فاقبلوا، وإن أساؤوا فاعفوا)) رواه البزار.
ولا يُكلَّف من العمل فوق طاقته، بل تخصص له ساعات للراحة، فإن استدعت الحاجة تكليفهم بعمل إضافي فينبغي معاونتهم، قال : ((ولا تكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم)) متفق عليه.
وينبغي الإحسان إليهم بالطعام واللباس، وأن يُمكَّنوا من الأكل مما يأكل منه أصحاب المنزل، فإنه ليس من المروءة أن يأكل أهل البيت أجود الطعام وأحسنه ويأكل الخدم أقل منه، قال : ((من كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس)) متفق عليه.
ومن الأمور المهمة التي ينبغي التنبيه عليها توفية الخدم أجورهم ومرتباتهم، فيجب أن يعطى استحقاقه أولاً بأول، دون مماطلة أو نقص، متى طلب ذلك، فإنه قد تغرَّب عن أهله وولده وبلده من أجل أن يكسب شيئًا يعينه على شؤون حياته، فيحرم استحلال كدّه وتعبه وكدحه دون مقابل، وقد قال : ((أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقُه)) رواه ابن ماجه، وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره)) رواه البخاري. فليحذر المسلم من أن يكون اللهُ تعالى خصمَه في الموقف العظيم.
ومن أهم الأمور التي ينبغي للمسلم الالتزام بها تجاه الخدم الاعتناء بالجانب الديني، بأن يعلمهم أمور دينهم وما يحل وما يحرم، ويحثهم على التحلي بالأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة، ويحذرهم من مساوئ الأخلاق وسفاسف الأمور، والبعد عن اقتراف الأشياء المحرمة، وأن يمكنهم من أداء الشعائر الإسلامية؛ لأنه أصبح مسؤولاً عنهم كمسؤوليته عن سائر أفراد الأسرة، وقد قال : ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)) متفق عليه.
-------------------------
الخطبة الثانية
لم ترد.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

299,109