3
محمد موافى
28
مايو
2012
07:28 PM


يا كل من نظر وأبصر، ثم لم يتأثر بما جرى فى الحولة، لابد أن كلتا عينيك (حُولة)، يا كل من يظن أن ابن امرأة الأسد الساكن بلاد بنى أمية، مناضل مقاوم حائط صد، فإن بقلبك صدًا وصديدًا، وينتظرك من إله عادل يوم أكثر سوادًا من قرن الخروب.

هكذا بمنتهى البساطة يتم ذبح أكثر من تسعين سوريًا بمنطقة الحولة فى ريف حمص، ونحن جلوس هانئون مطمئون، بأننا غير مسئولين عن هذه الأرواح التى بينها عشرات الأطفال والنسوة اللواتى قضين وهن يائسات من نخوة العربى الأبى، فيا أيها العربى الأبى، أرى باطن الأرض أولى بك من ظهرها.

ويقولون لك، وهم يبتسمون أين تذهب هذا المساء؟ وأين تنعم؟ وأى أجهزة التكييف تمنع عنك عرق الجرحى فى الشام؟، ويقولون لك: إن هناك مخططًا لإحداث فتنة بالمنطقة، وإن سقوط بشار يعنى نجاح مؤامرة الكفار، وأن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وأقول لك: بل لعنهم الله وقاتلهم وقتلهم أنى يؤفكون، وأقول لك: وهل فتنة أكبر من ذبح الأطفال، وهل كذابون أخبث من هؤلاء العلويين اللئام، الذين ما ثبتوا فى حرب، ولا قاتلوا يومًا كالرجال، ولا غضبوا كطفل تسلب منه لعبته، يوم استباحت إسرائيل الجولان.

و لا يعرف بان كى مون أن نبيًا بعثه الله خاتمًا ونذيرًا- صلى الله عليه وسلم – يقول: "لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق"، و يقول بان كى مون: "إن مقتل المدنيين فى الحولة، وبينهم اثنان وثلاثون طفلاً دون سن العاشرة أمر لا يمكن السكوت عليه، وأن ذلك يعد انتهاكًا صارخًا و مروعًا للقوانين الدولية، ويجب محاسبة المسئولين الذين ارتكبوا هذه المجزرة".

ويقول العرب العابرون الموتى الأحياء: إننا نستنكر ونشجب ونتجشأ من فيح الضيق الذى ملأ أجوافنا الواسعة لرؤية صور الأطفال المذبوحين من الوريد إلى الوريد.

يا أمة ضاق استنكارًا من استنكارها الاستنكارُ، وضج شجبًا من شجبها الشجبُ، يا أمة يقبض فيها الصحفيون من إيران حتى يحولوا دماء الحرائر والأطفال، لماء ودخان.

وهل أمة لا تستطيع إطفاء حريق شب فى إحدى حجراتها، وطرد الجانى الذى تفوح من أصابعه رائحة الكبريت والبنزين، تستطيع أن تدافع عن وجودها لو تكالبت عليها الأمم.

إن أول خط دفاع عن الوجود للمنطقة هو بإزاحة المجرم ابن المجرم بشار ابن أبيه، وإن أول إثبات حقيقى أننا محترمون هو رفض كل صحفيى القومجية، ومرتزقى (آيات قُم) الذين لا يستحون، بل يحاولون ليل نهار التسرب من تحت عتباتنا، وإزكاء الفتن بيننا.

أردت فقط أن أنادى عليكم لعلمى أنكم أحياء ترزقون، وإن لم يصبكم الضيق وتلمع عيونكم خجلاً وهى تحبس دموع قلة الحيلة، ثم تجأرون بالدعاء لأهالينا بالشام، إن لم، فليُصلِ كل منا على أخيه صلاة مودع على مودع.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,445